Oliver كتبها
- حين يكون القضاء معوجاً يجد الشهود الزور دوراً لهم ليتكسبوا من ظلم الأبرياء و يتربحوا من الشهادة الزور. و أنا كنت هناك أقوم بهذا الدور البغيض.عملي أنه كلما إنعقدت محاكمة أكون مستعدا للشهادة لا يهم إن كنت لم أر شيئاً,رؤساء الكهنة يعرفوننا.نحن هنا برضاهم.الجنود يفسحون لنا الطريق لأننا نخدمهم و خدام السنهدريم يخشوننا.
- كنت أسكن فى أحد بيوت الكهنة الذى رحل.سمح لنا قيافا أن نغتصب هذا البيت المخصص للكهنة لنكون على مقربة منه إن إحتاجنا في شهادة.كان حنانيا أكثر بخلاً من قيافا معنا.و كنا نعمل لمن يدفع لأن الحق لا يهمنا في شيء. كانت الذبائح تأتينا رشاوى يومية من الهيكل و كنا متخمين من أكل اللحم.كنا نشهد دوماً لصالح الجند الرومان إذا إشتكاهم يهودي.فكان قيافا رئيس الكهنة يستخدم شهادتنا الزور ليبرئ أى روماني مهما كان متعدياً لأنه كان ينافق بيلاطس.
- نحن طائفة (الإيديم) أى الشهود نجيد التمثيل.نفهم قليلا فى القانون الرومانى و نجيد التلاعب بالشريعة أكثر مما يفعل كهنة الهيكل.نضع عصابة علي جباهنا فيها الوصايا المكتوبة و السطر التاسع فيها كأنه مكتوب ضدى بالذات. لا تشهد على قريبك شهادة زور. أعرف من مجرد النداء ماذا يريد الكهنة.فإن نادونني (مازوياف ) أى الزائف أعرف أنهم يريدون شهادة مفبركة فآخذ صف الجاني و إذا نادوني (أديم) أى الشاهد آخذ صف المجني عليه .كان الكهنة أغلب الأوقات ينادونني مازوياف لأن أكثر الشهادات زائفة أى مازوياف. الكهنة أقنعونا أن ما نفعله هو خدمة لله و للناموس. إذا أراد الكهنة الإطاحة بأحدهم من طريقهم تفننت عقولنا السوداء فى إلصاق التهم.و أكثر الأحيان ينسحب الخصوم و يخضعون تجنباً للفضائح التى نجيد نسجها.و أنا كرجل مقرب في محاكماتهم أعرف أنهم أسلموا المسيح حسداً لذلك إستدعوننا لنشهد ضده.
- كان يوم مزدحم شديد الضوضاء.الناس تأتي من كل الأنحاء لأجل الفصح الذى أوشك. هرع نحونا ملخس و هو خادم رئيس الكهنة.أخبرنا أن كل المازويافيم (الشهود الزور) مطلوبين عاجلاً.ففهمت أن الأمر جلل.لأنهم طلبوا الجميع.في هذه الأحوال نتباحث حتي لا نكرر كلامنا.كل إثنان يتفقان علي تهمة يلفقانها للمتهم.كل كلامنا كذب. سألنا ملخس من المتهم؟ فقالوا يسوع الناصري. واحد منا توقف و عاد و فارقنا و علمت بعد ذلك أنه عاين إقامة لعازر و أنه يصدق أن يسوع لا يمكن أن يكون متهما .خفت في داخلي لكني تماسكت.فأنا كذلك أكلت خبزا من يده ذات يوم وسط خمسة آلاف من الجموع.لكنني ههنا آكل اللحم في الهيكل أملأ بطني من طعام الكهنة.
- ذهبنا إلى قصر حنانيا.رئيس الكهنة المخلوع بأمر فالريوس جراتوس الوالي .هناك تابعنا بإهتمام محاكمة المسيح.كانت أسئلة حنان عن تعليم المسيح و عن تلاميذه.و لما أجاب يسوع لطمه واحد من خدم حنانيا فهمنا الرسالة إن رئيس الكهنة المخلوع لا يريد إجابات بل يريد أن يثبت ذاته بالقضاء على هذا المنافس يسوع .
- إجتمعنا في الدار نحن الشهود الزور.إتفق إثنان أن نتهم المسيح بأنه لا يعلم تلاميذه الناموس. و إثنان سيتهماه أن تعاليمه ضد تعاليم موسي. و آخران إتفقا أن يتهماه في إحتقاره للهيكل و إستخدماه السوط داخل الهيكل.و هكذا تنوعت إتهاماتنا أما أنا فلم يتفتق ذهني علي تهمة مقنعة بعد فإنتظرت فهذا المسيح صيد ثمين و إن فزت في إتهامي سأحصد الكثير من المنافع.ما أسهل إلصاق التهم بالناس طالما ليس مطلوباً منك إثباتها.
- أخذوه إلى قيافا الرئيس الآخر الأكثر فساداً. أنا أرتاح لقيافا و أنتفع منه أكثر.كانت داره مليئة بكل عصابة الكتبة و الفريسيين الكارهين المسيح لكثرة توبيخه لهم.هناك ظلت طائفتنا تحاصره بالشهادات الزور.لم تفلح شهادة واحدة.كانت تتهاوي قدام هذا الرجل المقهور المأسور بلا سبب و أنا أكثر من يعرف ذلك.فالمؤامرة من صُنعنا نحن.
- جاء دوري و الجميع يترقب.و المسيح واقف قدام قيافا تقدمت لألقي شهادتي الباطلة بكل جرأة.هذا يريد أن يهدم الهيكل لأنه قال أنقضوا هذا الهيكل و أنا أبنيه في ثلاثة أيام.و أكد رفيقي أنه قال هذا منذ ثلاثة سنوات و كان في يده سوطاً.فهو ينوي هدم الهيكل.نظر نحونا قيافا و هو عالم بتفاهة التهمة ثم نظر نحو المسيح و طلب منه أن يرد التهمة عن نفسه فلم يرد.إستحلفه أن يجيب هل أنت إبن الله فأجاب أنت قلت.و هذا يعني عندنا الإعتراف الكامل بالتهمة.إذن لقد إعترف أنه إبن الله.هكذا صاح قيافا ممزقاً ثيابه أو ممزقاً الكهنوت القديم كله.من وقتها أخذوه للمحاكمة قدامك السنهدرين وسط اللكمات و البصق و الإستهزاء.
- أنا لا أحب هذا المجمع العظيم السنهدرين.لا تستغرب فنحن كلنا نكره بعضنا بعضاً.و بهذه الكراهية ننسج الإتهامات.هذا المجمع يحتقر إتهاماتنا ليس لأنه يحب الحق لكن لأنه يحتقر تفكيرنا السطحي و ينسج إتهامات أخرى من صنعه..وقفنا جميعا خارج المجمع.فنحن نعرف الحكم مسبقاً .لم يمكث طويلا كما توقعنا.فقط سمعنا ضوضاء و صيحات ثم خرج مقيداً نحو قصر بيلاطس فعلمنا أنها النهاية.
- توالت ثلاثة محاكمات اخرى قدام الولاة الرومان.دخل بعض منا إلى المحاكمة ليتهم يسوع بإثارة الفتن و آخر قال أنه لا يريد أن ندفع الضرائب و ثالث قال كلاماً أجوف و بيلاطس يحتقر الجميع.و أنا أراقب.
- أخذوه من هنا و أعادوه إلى هنا.راح و جاء مراراً.يذهب متألماً و يعود متورماً.قصاصات من جلده تتفتت و أنا لا أريد أن تنجح شهادتي لكي أقبض في المساء درهمين.أخيراً جاء سؤال بيلاطس ماذا تريدون أن أفعل بيسوع؟ هتفت أول من هتفوا.ليصلب.ليصلب.نظر فى وجهي الجميع و صاحوا بعدى.ليصلب ليصلب كنت أقود الهتاف لأضمن نجاح شهادتى..فصلبوه.
- وقفت فوق الجلجثة لأتأكد من موته.سأنال اللحم الوفير من حنانيا و قيافا.جاءت ظلمة فلم أعرف أين أنا.خفت جداً.ما أن أسلم روحه حدثت زلزلة.إنشق الحجاب.قد يكون حنان أو قيافا أو كلاهما تحته.إنقشعت الظلمة فجريت إلى البيت.كل ما أراه يتهاوي .و أنا أتهاوى. لم أجد البيت.هدمته الزلزلة.صرت ضائعاً.كل بيوت طائفتنا إنهارت و أكثر بيوت الكهنة تهدمت.
- عدوت مسرعا إلى الجلجثة.كان المسيح ما زال على الصليب.سجدت قدامه أعتذر عن كرهى و كذبي و عملى الكريه.لم يجيبنى..جاء رجلان و أنزلاه من على الصليب..شهدت قدامهما أن المسيح برئ و أنه إبن الله.شهدت قدامهما أنني كاذب .لأول مرة أشهد بالصدق.أخذاه الرجلان .هما شاهدان من نوع آخر. شهادتهما من قلب يعرف الحب و الصدق و الوفاء.