الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
أكثرُ ما يُقلقُ قلبي ليس أن يترك البعضُ الإيمان،
بل أن يعتنق بعضُ المؤمنين، قساوة القلب وتيبّس العقل.
أن يصيروا حجارةً تمشي، أفواههم تصرخ، وعيونهم تُطلقُ الرصاص.
أن يتقنوا قبحَ التكفير أكثر من فنّ الغفران،
أن يجعلوا من أنفسهم حراسًا على أبواب الله،
يَمنحون صكوك القرب أو يُغلقونها في وجه المختلف.
كما قال أحمد مطر، ساخرًا كمن يبكي:
«يتّهمون اللهَ بالكفر،
حتى يطلبَ المغفرة من عندِ الوَثن.» (لافتات - المجموعة الكاملة)
الخطرُ لا يأتي من الخارج،
بل من الذين حوّلوا الدين إلى متراس،
والإيمان إلى علامة تجاريّة،
والمحبة إلى شعارٍ أجوف.
الخطرُ في من يجلد باسم الحقّ،
ويصرخ باسم الرحمة، ويكره باسم الله.
الإيمانُ لا يلبس عبوسًا، لا يسيرُ كالسياط على ظهور الناس.
الإيمانُ نبعٌ هادئ، لا يحتاج إلى مكبّرات.
الإيمانُ نارٌ تدفئ، لا تُحرق.
أنا أخاف من الوجوه التي تصلّي وهي تلعن،
وتصوم وهي تمضغ الحقد في سرّها،
وتتبرّك وهي تُقصي الفقراء عن مائدتها.
أخاف من الذين يعبدون الطقس وينسون الوجوه التي يمرّ بها الله متنكّرًا في هيئة الغريب، أو الجريح، أو الشريد.
الدين من دون محبّةٍ جسدٌ بلا روح،
والصلاة من دون رحمةٍ صدًى يضيع في الفراغ،
لا يصعد، ولا يُسمع.
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ