د. ممدوح حليم
ما أعظمها أنشودة التي تفيض صدقا وفرحا وامتنانا وشكرا ، تلك الأنشودة الواردة في المزمور ٢٣، والتي تقول:
١ الرب راعي فلا يعوزني شيء. ٢ في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني. (المزامير ٢٣: ١، ٢)
كم هي جميلة ومريحة ومبهجة تلك المراعي الخضراء ، والتي تجد فيها الرعية من الخراف الطعام من الأعشاب والراحة والظل والحماية والأمان
ولقد جاءت كلمات المزمور في الترجمة اليسوعية هكذا:
" في مراع نضيرة يريحني"
إن الله يتعامل مع مرنم المزمور كما يتعامل الراعي الصالح مع خرافه، حيث يربضها أي يجعلها تستريح وتتناول العشب الأخضر الكثيف وتنام قليلا في مراعي خضراء...
إنها ليست بحاجة لشيء بعد ذلك...
إن المراعي الخضراء ترمز إلى الوفرة والعناية. إنها مكان الغذاء والراحة. وهي تشير إلى تدبير الله ورعايته. إن الخراف لن تستريح وترقد ما لم تشبع أولا وتجد الأمان والطمأنينة.
يشبه الله نفسه في رعايته لشعبه واهتمامه به براعي الخراف، انظر الى ما قاله في العهد القديم:
١٥ أنا أرعى غنمي وأربضها، يقول السيد الرب. ١٦ وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح، وأبيد السمين والقوي، وأرعاها بعدل. (حزقيال ٣٤: ١٥، ١٦)
إن المراعي الخضراء هي ما يغذي الله به شعبه ورعيته وكل من آمن به ، ومن خلالها يغذيهم جسدا ونفسا وروحا. أما عن الغذاء الروحي فنجده في كلمة الله: الكتاب المقدس ، غذاؤنا اليومي..
ويشير علماء اللغة العبرية القديمة إلى أن الأفعال هنا في زمن الحاضر وليس المستقبل. يصف كاتب المزمور نفسه هنا بأنه واحد من رعية الله ، حيث يشعر بالشبع والراحة والأمان تحت رعايته.
هل اختبرت مثل هذه الرعاية ؟ هل تمتعت بها؟