الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
يعني إيه ندرس الكتاب المقدس بطريقة "تاريخية-نقدية"؟ وليه ده مهم؟
الطريقة دي اسمها "الطريقة التاريخية النقدية"، ودي مش طريقة غريبة أو غربية، دي بالعكس وسيلة ضرورية علشان نفهم الكتاب المقدس بجد. ليه؟ لأن الكتاب ده اتكتب على مدى قرون، على إيد بشر، في ظروف مختلفة، في أماكن وثقافات متغيّرة. فلو عايزين نفهم هو بيقول إيه فعلًا، يبقى لازم نرجع وندرس: مين كتب؟ كتب إمتى؟ كتب لمين؟ وكان يقصد إيه؟
أولًا: الطريقة دي طلعت إزاي؟ (تاريخها باختصار)
الناس بدأت تفكر في الحاجات دي من زمان، حتى من أيام الآباء زي أوريجانوس وأغسطينوس. بس الشكل الحديث للطريقة دي اتطور بعد عصر النهضة، لما الناس رجعت تدور على المصادر الأصلية، وبدأوا يحللوا النصوص بطريقة علمية.
مثلًا في القرن الـ18، كان في واحد اسمه "ريشارد سيمون" لاحظ إن في تكرار وتضارب في بعض أجزاء التوراة، وقال: "مش معقول موسى كتب ده كله لوحده!"، ومن هنا بدأت فكرة إن في مصادر متعددة تم دمجها.
وفي القرن الـ19، العلماء طرحوا نظرية إن التوراة مثلاً مبنية على ٤ مصادر رئيسية: مصدر يهوَوي (J)، ومصدر ألوهيمي (E)، ومصدر تثنوي (D)، ومصدر كهنوتي (P)، وإن في محرر أخير جمعهم سوا.
وبنفس الطريقة، في العهد الجديد، خصوصًا الأناجيل، قالوا إن متى ولوقا استخدموا مرقس كمصدر، ومعاه مصدر تاني ضايع اسمه Q، فيه أقوال المسيح.
وبعدين جت دراسات أشكال النصوص (يعني ده ترنيمة؟ ولا شريعة؟ ولا قصة شعبية؟)، ومعاها نقد التحرير، اللي بيحلل إزاي كل كاتب في الإنجيل رتّب مادته وقدّمها بالشكل اللي يخدم فكرته اللاهوتية.
ثانيًا: المبادئ اللي بتمشي بيها الطريقة دي
دي طريقة "تاريخية" لأنها مش بس بتدرس نص قديم، لكن كمان بتحاول تفهم إزاي النص ده اتكوَّن واتطور مع الوقت.
وهي "نقدية" لأنها بتشتغل بمعايير علمية، علشان تبعد عن التحيّز، وتوصل لأقرب فهم ممكن للمعنى الأصلي.
وهي "تحليلية"، لأنها بتشوف النص كجزء من خطاب بشري، بس في الآخر مش بتنسى إنه كمان فيه وحي إلهي.
اللي بيميز الطريقة دي، إنها مش بتهتم بس بكلمات النص، لكن كمان بالرسالة اللي الكاتب أو المحرر عايز يوصلها. وعلشان كده، مش بتنكر الوحي، بالعكس، بتخلينا نفهم أعمق إزاي ربنا اشتغل من خلال التاريخ والبشر علشان يوصل كلمته.
تبسيط عن الوثيقة من اللجنة الحبريّة الكتابيّة (الڤاتيكان):
للإبرة وخزاتٌ أخرى: