بقلم شريف منصور
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر، اسمح لي أكلّمك كمصري شايف إن الوقت جه نرجع إحنا مين، مش سياسيًا… ولا اقتصاديًا… ولا حتى جغرافيًا. أنا بتكلم عن الهوية، يا ريس، إحنا محتاجين نرجع. مش للوراء، بل للعمق، نرجع قبل ما يجي أي خليفة، قبل ما الجمل يدخل مصر، قبل ما تُمحى أسماء الآلهة من جدران المعابد ويتبدلها بعبارات تمحو هوية مصر.
نرجع لمصر الفرعونية، ثم القبطية، مصر اللي كان فيها الإله ساكن فينا، مش فوق في السماء بيحاسبنا على أمور بعيدة كل البعد عن الواقع، نرجع لمصر اللي ديانتها التي لا تستخدم الترهيب ، ولا ملوّنة بأوامر سلطانية، بل ديانة نشأت من ضوء الشمس، من فيضان النيل، من طيبة القلب ومن ابتسامة الراعي اللي بيفتح صدره للكون.
يا ريس، أنت عارف إنك فيك من دم الأقباط أكتر ما فيك من بني العباس؟ مترجعش الفرعنة في المتاحف بس، رجّعها في العقل… في الإيمان… في التعليم، خلّي القبطي اللى هو مصري اللي جواك يخرج من المعتقل النفسي اللي حابسنه فيه، ويشم هوا الأصالة.
وأنا مش بقولك نلبس قلنسوة كاهن من أبيدوس، ولا نمشي بتعاويذ إيزيس في ملفات مجلس الوزراء، أنا بس بقولك: افتكر إنك كنت قبطي وهى المصري الأصيل قبل أن تخرج كلمات غريبة عنا التي نرفضها مثل “نصراني”، “ذمي”، “أقلية”… لكن مصري له إيمان خاص، فيه رقي وفلسفة وفن… قبل ما تيجي فتاوى “ما حكم الضفدع في الشوربة؟”
ومش بس انت، يا ريس، أنا كمان بدعو شيخ الأزهر الشريف الرجل المتعلّم، المتنوّر، اللي لابس عمامة فوق تراث عمره قرون أن يأخذ لحظة تأمل يسأل نفسه: “هو الخلاص حكر على أمم بعينها؟ ولا ممكن يكون فيه نور خارج الجزيرة، نور جاي من طيبة؟” ليه لأ؟
يا سيادة الرئيس، يا ابن الجمالية، من قلب الأرض اللي تحتها أرواح الفراعنة والقديسين، افتح بوابة العودة…مش للوراء، بل للذات.رجّعنا لروح مصر القبطية، قبل ما نبقى مجرد مستهلكين لهويات غيرنا.
ويمكن تلاقي في الرجوع ده، مش نهاية، بل بداية خلاص