مجدي جورج
اولا القمة العربية التي تعقد اليوم بالعاصمة العراقية بغداد تعقد في ظل تحديات خطيرة وصعبة جدا تجري في المنطقة العربية وفي العالم فهناك قتل وقتال وهجر وتهجير في قطاع غزة وهناك دمار وتدمير وقسمة وتقسيم في السودان وهناك حكومتين وجيشين وبرلمانيين ورئيسين في اليمن وفي ليبيا وهناك تنكيل وتقتيل وتمثيل بالجثث في الساحل السوري وهناك وهناك ….الخ
ثانيا هذه القمة تعقد في بغداد وهي دولة من ثلاث دول كان يحكمها الشيعة او اي فرق قريبة لهم في المنطقة وهى العراق وسوريا واليمن ، سوريا سقط نظامها بسقوط الاسد ، واليمن حكم الحوثيين هناك محاصر من كل ماحوله ولم يتبقي الان الا بغداد ينظر اليها معظم العرب والقادة العرب بنظرة الريبة والشك احيانا ويخرجونها احيانا اخري من حظيرة العرب والعروبة لان لها علاقات خاصة مع ايران بحكم الجيرة والمذهب .
ثالثا مجموع الدول العربية 22 هم : ( مصر ، السودان ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، موريتانيا ،جيبوتي ، الصومال ، الاردن ، لبنان ، فلسطين ، سوريا ، العراق ، الكويت ، الامارات ، قطر ، البحرين ، عمان ، السعودية ، اليمن ، جزر القمر ).
رابعا غاب عن هذه القمة 14 قائد وهم قادة الكويت ، والامارات ، والبحرين ، وسلطنة عمان ، والسعودية ، وسوريا ، ولبنان ، والاردن ، والسودان ، وتونس ، والجزائر ، والمغرب ، وليبيا ، وجيبوتي . وحضر زعماء ثماني دول يعني بنسبة الحضور بنسبة الثلث تقريبا اذا استبعدنا قائد الدولة المنظمة( العراق ) وعندما يغيب ثلثي اي مجموعة فمعني ذلك ان قراراتها لن تكون موثرة بل عديمة الجدوي اساسا .
خامسا غاب الكثيرين من القادة العرب ولكن حضر بيدرو سانشيز ووجه رسائل اقوي بكثير من رسائل القادة العرب فهو الكاثوليكي الأكثر كاثوليكية من البابا نفسه ، فالرجل اليساري جاء من هذا المنبر ليكيل الاتهامات لإسرائيل اكثر مما فعله القادة العرب انفسهم فالرجل هدد إسرائيل بالمحكمة الجنائية الدولية وذكر جرائمها وذكر افعالها اللانسانية وربما يكون محق في الكثير مما قاله ولكنه لم يطالب حماس بشئ في مزايدة ممجوجة علي العرب انفسهم بل وعلي الفلسطينيين الذين يعانون في غزة فلماذا يفعل هذا ؟
سادسا الرئيس الفلسطيني طالب بوقف العدوان علي غزة والافراج عن السجناء الفلسطينيين ولكنه طالب حماس في نفس
الوقت بالافراج عن الاسري الاسرائيليين وطالبها بتسليم كل سلاحها للسلطة الفلسطينية والتخلي عن حكم غزة ليعم السلام فيها .
سابعا القمة بدأت صباحا وستنتهي عصرا ولن تستغرق الا ساعات قليلة ولا خروقات ولا لقاءات هامة فيها ومن حضر فيها حضر ليحاول ابقاء جامعة الدول العربية علي قيد الحياة مع ان الواقع يقول ان هذا كله مشكوك فيه فالعالم العربي منقسم علي ذاته واحة غنيه مستقرة تتمثل في دول الخليج وصحراء قاحلة جافة شعوبها تواجه القتل والقتال والتطرف في سوريا والسودان وليبيا واليمن ومجموعة اخيرة في باقي الدول يضربها الفقر والعوز.
