الأقباط متحدون - كوتة الأقباط و الرد علي الأستاذ كمال زاخر
أخر تحديث ١٣:٠٣ | الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣ | ١٢ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

كوتة الأقباط و الرد علي الأستاذ كمال زاخر


Oliver كتبها

ليس دورنا أن نقذف بالأقليات إلي هوامش الحياة بل أن نضعها في بؤرة الإهتمام.و الأقلية القبطية تختلف عن أي أقلية بمصر.و لمن لا يعرف فالأقليات أنواع.بعضها قابل للإندماج و بعضها مثل الفسيفساء تتجاور دون أن تندمج.فالمرأة مثلاً يمكن أن تندمج بحكم الدين مع الأحزاب الإسلامية و العمال و الفلاحين قد يجدوا قواسم مشتركة بينهم و بين جميع القوي السياسية و الإسلامية المتواجدة علي السطح أو حتي في القاع.
 
أما الأقباط فلا قاسم مشترك لهم يجمعهم مع المجتمع سوي مصريتهم.هذه التي تتعرض لتشكيك و إستخفاف من جميع القوي السياسية.أما بسبب الدين فهم منبوذون من الأحزاب الإسلامية و ترشيحاتها.و أما بسبب الثقافة فهم مرفوضون من الأحزاب اليمينية.و أما بسبب عدم الشعبية فهم مرفوضون من الأحزاب اليسارية.و يبقي السؤال.من يقف في صف الأقباط؟ و تبقي الإجابة صريحة بلا شك أنه لا أحد .لا أحد مطلقاً.و أرجو أن ننسي نغمة الأفلام العربية عن ثورة 1919 التي إستقي منها البعض ثقافتهم فظنوا أن ثورة 19 قامت لكي يجد فيه كل مصري حقه بحكم المواطنة.و ظنوا أن ما فعله القمص سرجيوس كان مثالاً لحصول الأقباط علي حقوقهم.و هو تصرف فردي لا يعبر عن سياسة.
 
أكذوبة ثورة 19
ثورة 19 ككل ثورة في مصر قامت عشوائياً و إستغلت ككل الثورات أقباط مصر للوصول إلي أهدافها.ثم رمتهم عظماً.و النتيجة للثورة هي التي تحكم علي ما أقول و ليس الأسماء و لا الأفلام و لا ترديد المعلومات كالببغاوات حتي صدق الناس أن أهداف ثورة 19 وطنية خاصة بريئة من المصالح الإسلامية .التي تلخصت في عدم قبول الإسلاميين الإنسلاخ عن الدولة العثمانية التي تحللت من بعد الثورة العالمية الأولي.و قد بدأت بطلب جلاء الإنجليز عن مصر لإعادتها إلي الدولة العثمانية و تطورت الأمور بغير تخطيط إلي أن أصبحت ثورة تضم كل طوائف الشعب تطلب الجلاء.
 
و أن سعد زغلول تلميذ الشيخ محمد عبده لم يكن يخطط لثورة بل فقط  أثناء وجوده في مسجد (وصيف) طرأت فكرة بأن يتشكل وفداً للتفاهم مع إنجلترا و فرنسا.و قد كان .وترأس سعد زغلول  وفداً  ليس فيه سوي قبطي واحد دخل الوفد لكونه أحد الرأسماليين المدافعين عن حق الملكية ضد إعتداءات الجياع المصريين علي أملاك الرأسماليين .لم يكن هناك مطلباً قبطياً في رأسه .لم يكن يعبر عن أحد سوي أصحاب الإقطاعيات الكبري .لم تبدأ ثورة 19 كثورة شعبية بل وفداً ( مجرد وفد) من النخبة كل أمله أن يتفاوض لأجل بعضاً من الحرية ( حرية تحديد نوع زراعة الأراضي.و حرية الملكية) و ليست حرية الشعب من الإحتلال الإنجليزي.
 
ذهب الوفد يطلب الحرية و العدل تحت راية بريطانيا العظمي ( هكذا كان نص المطالبة)؟؟؟؟ أي أنه لم يكن يطلب إستقلالاً أمام لجنة الصلح في فرنسا.و لما صدرت أوامر إنجليزية للقبض علي الوفد كانت هذه شرارة تظاهر المصريين ثم قامت ثورة عشوائية ككل ثورات مصرأي أن الشعب ثار من أجل النخبة..فالأمر لم تكن فيه مواطنة و لا أقباط و لا يحزنون حتي نأخذ الثورة نموذجاً يحتذي.بل هو تصاعد غير مخطط له لأحداث نتج عنها خسائر بشرية و مادية جسيمة للمصريين كما نتج عنها نبتاً شيطانياً هو الحنين لدولة الخلافة.و لم ينتج عنها إستقلالاً بل نتج تأكيداً من مؤتمر الصلح بفرنسا  لوضع مصر تحت الحماية البريطانية و توريطاً لمصر في الحرب العالمية الثانية .فمن أين تأتون بثورة 19 نموذجاً تشتاقون إلي تكراره؟
 
عشرة سنوات فقط فصلت بين ثورة 19 و بين إنتخابات حكومة عدلي التي وزع فيها حزب الأحرار منشورات صريحة تدعو إلي تكفير المسيحيين و إهدار دماءهم لأنهم هيمنوا علي حزب الوفد؟
ملاحظة: ليس هذا تسفيهاً لثورة مصرية بل فقط تنظيراً لدورها في الحركة الوطنية.و هي ككل الثورات مجرد حلقة في تاريخ الشعوب.و تفاعلاً أدي إلي مزيد من الحراك السياسي.و حقبة من عمر الوطن.
 
الرد علي الأستاذ كمال زاخر
بداية أقدم شكري لجهوده و تقديري لفكره.و إختلافنا في التقييم في النهاية هو إثراء للحوار يقودنا إلي ما هو أفضل.
يقول عن طلب كوتة للأقباط (هى ردة إلى دعوات تأسيس دولة الملل والنحل والطوائف ودعماً لها)
لمن لا يعرف فإن دولة الملل و النحل كانت هي الدولة العثمانية .التي ضغطت عليها القوي الغربية في أواخر دولة الخلافة لكي تمنح الحرية للأقليات فيها .فصار هناك تمثيلاً فئوياً لكل أقلية في دولة الخلافة.بعد الحرب العالمية الأولي.و كان هذا الوضع هو التمهيد الأمثل لبناء دولة أتاتورك المدنية.فلولا أن إهتمت الدولة العثمانية بالأقليات آواخر عهدها ما كانت قد وصلت إلي أن تصبح دولة علمانية مدنية و لأن الدولة العثمانية كانت  إمبراطورية تضم مناطق شاسعة للغاية لذلك كان للأقليات تنوع كبير.فالأقليات لمن لا يعرفون دور رئيسي في نهضة الشعوب.و هم رمانة الميزان بحكم التاريخ.
تعالوا للوضع في مصر.ليس في مصر أعراق كثيرة.بل ثلاثة.الأقباط و النوبيون و العرب.
أما العرب فهم مسيطرون علي كل شيء.و أما النوبيون فها نحن نسمع عن بدء حركة إنفصالية بسبب غباء تجاهلهم طوال عقود و حتي اليوم.و أما الأقباط فهم ليسوا محل تهميش فحسب بل إضطهاد حكومي رسمي و شعبي بالفعل و بالقول و بالقانون و بغير القانون.
 
السؤال يطرح نفسه.ممن يطلب الأقباط حق المواطنة؟ لو كان هناك إحتلالاً لمصر لقلنا أننا نتسلح و نطلب الإستقلال .فماذا لو أن من يضطهدني مصري مثلي.جاري.و شريكي.و قريبي؟
ماذا يضير الأقباط إن طلبوا حصة ثابتة بعدد من المقاعد في مختلف المجالس بما فيها مجلس الوزراء؟
أين الردة في ذلك؟ 
الردة يا أستاذ كمال في البعض الذين يريدون تعريب العلوم و تنقيب السيدات و الفصل بين الجنسين و إعادة دولة الخلافة أليس كذلك؟ هل قلت لهم أن هذه ردة؟ أم إكتفيت بتنبيهنا نحن فقط أننا إذا طلبنا كوتة نصبح مرتدين؟
الردة يا أستاذ كمال فيمن يريدون معاملتنا كرعايا و يفرضون علينا الجزية؟ أليست هذه دولة الملل و النحل بعينها؟
الردة يا أستاذ كمال فيمن يري في القبطي (ذمياً) لا يجوز له تولي رئاسة أي شيء و لو حتي مجلس عمارة؟ أليست الذمية ردة يا استاذ كمال؟
الردة يا أستاذ كمال في دستور يعيد دولة الملالي.و يجعل الدولة خادماً لتحقيق أغراض الأزهر بحكم المادة الثانية.و المادة 219
 و هل مثلاً المادة الثالثة التي تعط غير المسلمين الإحتكام إلي شرائعهم عودة إلي المحاكم الملية و نوع من الردة ؟
الردة يا أستاذ كمال حين يطبق عهد عمر علي الأقباط حتي اليوم في بناء كنائسهم و في أحكام الإرتداد عليهم.
كل هذه الردة لا تكفي ؟؟؟ و فقط طلب الكوتة ردة إلي دولة الملل و النحل؟ 
هل رايت ماذا يحدث إذا ترشح قبطي في أي دائرة؟ هل تابعت الأحداث الجارية ضده؟هل رأيت كيف يقلب منافسوه الأمر إلي حرب طائفية؟ هل سمعت عن منع الأقباط من الخروج للإنتخابات؟ هل سمعت عن تلفيق قوانين خصيصاً أدت إلي خروج أقباط من مجلس الشعب بعد إنتخابهم؟(مثل رامي لكح)
هل هذا هو المناخ الذي تتخيل فيه أن قبطياً سيتم ترشيحه ؟يا عزيزي لا تتحدث عن الردة.
ليست ردة مطلقاً بل مرحلة تمهيدية ممكن أن تستمر عشرة أو عشرون سنة حتي تفرز مناخاً عاماً يكون فيه السياسي القبطي شخصاً مقبولاً يمثل الجميع و ينتخبه الجميع.ينظر إليه الناس كسياسي و ينسون كونه قبطي و حتي يوجد هذا المناخ فالكوتة هي الحل الوحيد.
أراك تتحدث كما لو أن تحديد كوتة للأقباط سيكون بالمزاج؟ و سيتسبب في ثورة بقية الفئات؟ و لكن بيننا التاريخ
منذ أربعة سنوات فقط  أقر مجلس الشعب كوتة للمرأة بإضافة 64 مقعد لهن و كان المجلس الذي أقر ذلك يضم 88 إخوانياً؟ لم يقل أحد أنها ردة؟ و لم يترتب علي ذلك عودة مصر إلي دولة الملل و النحل؟فما قولك؟ 
ما دام سيكون هناك قانون يأخذ في إعتباره مصالح الجميع فما المشكلة إذن؟لدينا ثلاثة أعراق فليكن تمثيل النواب بحسب نسبتهم في المجتمع فما المشكلة؟
تقول أن طلب الكوتة إهدار لتاريخ طويل من كفاح الأقباط دفعوا الثمن فيه من دماءهم و سلامهم جتي تهدد وجودهم.و إن طلبهم الكوتة سيتلقفه المتغولون ليعزفوا عليه مارشات التخوين و التقسيم .
جميل أنك ذكرت كفاح الأقباط .الحقيقة يا عزيزي أن الأقباط لم يكافحوا حتي اليوم سوي لدوافع إيمانية و أن كل المواقع القبطية تقوتت و عاشت علي حوادث الإضطهاد و ليس علي الشأن القبطي العام إلا مؤخراً .و أما الكفاح للحصول علي حق المواطنة فقد ظل مهملاً من الجميع عدا الكنيسة التي أوكلوا إليها قيادتهم في الإتجاه الذي إختارته .متجاوزاً أنا في تقييمي هذا بعضاً من البيانات و التحركات التي بدأت مؤخراً و لا زال من المبكر إطلاق لفظ (كفاح) عليها.فهي محاولات مخلصة أرجو لها النجاح.
هذا ما أعرفه أنا و لو لم يكن هذا صحيحاً فأرجو تصحيح معلوماتي.أما أن يكون كفاح الأقباط مختزلاً في الكنيسة فهو تشرنق جعلنا هدفاً سهلاً لصائدينا.و الحقيقة أن الكفاح الحقيقي  في الشأن القبطي الداخلي سيبدأ أو يكاد يبدأ و لأنه في بدايته لذلك ينبغي أن يكون واقعياً.و الواقع يؤكد لنا أن المواطنة مطلباً مرفوضاً من النظام و جماعته.و علينا أن نصعد سلم الكفاح درجة درجة  دون أن نقفز فنهوي و نصبح نسياً منسياً.فلنطلب الكوتة و نبني عليها مطلب المواطنة فهل في ذلك تعارضاً؟
أما عن المتصيدين الإتهامات و الجاهزين لنا بفخاخ التخوين و التقسيم فلا تشغل بالك بهم إذ هم يخونوننا و يتهموننا دون حتي أن نفتح أفواهنا بكلمة.هذا النباح مستمر و سيستمر طالما توجد حياة علي أرض مصر فلا تلق بالاً.
أما موقف البابا يوأنس أيام دستور 1923 الذي رفض فيه تخصيص كوتة للأقباط فهو أمر مردود عليه كثيراً  .
أقول لك أن هذا التمثيل النسبي كان مطلب الأقباط من حكومة الوفد سنة 1922
ثم أتحفك بالأهم أن حزب الأحرار الإسلامي الذي كفر أقباط مصر أثناء إنتخابات وزارة عدلي سنة 1929 هو الذي تبني  طلب الأقباط بتمثيل نسبي لهم في جميع مجالس الدولة بما في ذلك المجالس النيابية؟فما قولك؟ ها قد صدرت االردة من أهل الردة ؟
أما لماذا كان هذا موقف البابا يوأنس في دستور 23 الذي ألغي بعدها بسنوات قليلة فأقول لك عن ذلك أيضاً.
1- كان هناك حزب حاكم هو حزب الوفد و كان للأقباط فيه تمثيلاً مشرفاً يضمن لهم التواجد علي الساحة السياسية.
2-في 28 فبراير 1922 صرح الإنجليز بأن لديهم أربعة عوائق للخروج من مصر أولها هو حماية الأقليات .فأسقط في يد البابا أن يحسب الأقباط عائقاً في تحقيق الإستقلال من هنا رفض أن يكون للأقباط وضعية خاصة كأقلية في مواد الدستور رداً منه علي إدعاء الإنجليز بحاجة الأقباط لحماية .كان الأمر سجالاً سياسياً دائراً و لم يكن يضع في حسبانه مستقبل  الأقباط في مصر بل مستقبل مصر أولاً.
3-لا يمكن أن نأخذ موقفاً سياسياً و نعتبره موقفاً ثابتاً لا يمكن تجاوزه.فالسياسية ليس لها علاقة بالثوابت بل بالتأقلم مع المتغيرات و تحقيق المصالح يلزمه مرونة و ليس إستعباد أنفسنا لموقف أو تصريح كانت له ظروفه الخاصة .
 
ثم تقول سيادتكم (وقد غاب على من يتبنون سعى الكوتة أنها تأتى فى لحظة استحواذ سيرحب رموزه بها وفق قشور الديمقراطية التى اختزلتها فى التصويت وكفى، وأية ذلك أن الكوتة المبتغاة تدور حول الـ 10 % على أقصى تقدير).
و ماله.10% أفضل من لا شيء.ثم هل بقية ال90% ضد الأقباط؟ أليس هناك أحزاب مدنية قد تتحالف مع الأقباط؟ سواء تحالف حزبي تام أو تحالف مواقف أثناء الممارسة النيابية.
 
و هل 20 أو 30% بعد إضافة تلك الأحزاب لا يستطيع أن يعدل المايل؟ بل يستطيع علي الأقل توفير بيئة سياسية أقل تطرفاً و أكثر إعتدالاً.
و لعلك و أنت المتابع الجيد تعرف أن كثيراً من الأحزاب بدأت بنسبة 1% فقط من المجلس كله ثم تطورت و صار لها ثقل كبير في السياسة الأوروبية بأكملها مثل حزب الخضر بألمانيا.ماذا لو أنك قابلت عضو حزب الخضر في بداية عهده بالمجلس؟أظنك كنت تحبطه لأنه يمثل 1% فقط .فما قولك الآن عنهم؟ و لماذا لا تتكرر هذه النجاحات مع الأقباط؟
أما الإدعاء بأن المنصة سوف تظل علي عهدها بممارسة صورية من نوع موافقون موافقة  فهذا يعود إلي طبيعة الممارسة و ليس عيب الكوتة.هذا خلط بين الموضوعات .. و من هنا أعود فأسأل... و هل لو لم نحصل علي كوتة و دخلنا ( متون) الأحداث و ليس هامشها كقولك و كافحنا بالدم لنحصل علي مقاعد  .هل سنحصل علي أغلبية إذن؟   قل لنا توقعاتك لنقارن ؟ و ماذا بعد هذا الكفاح لو بقيت ممارسة المنصة موافقون موافقة؟ هل ننسحب؟
ثم تتهم بعنف قائلاً (علينا بدلاً من توظيف الحديث عن الكوتة لمصالح تكاد ان تكون شخصية لبعض ممن يعرضون بضاعتهم فى سوق النخاسة)
بداية لا يليق بك أن تتهم أحداً بالنخاسة لكونه يدعو إلي كوتة للأقباط
كما لا يحق لك أن تتهم اصلاً و تبحث في نوايا من يخالفك.عليك أن ترد بالحجة و ليس بالإتهام.ما مصالحنا التي تتصورها إذا تحققت الكوتة؟ هل يضيرك أن يصبح للأقباط حصة في مقاعد المجالس؟ هل لك مصلحة في عدم وجود كوتة للأقباط؟ أنا هنا أسأل و لا أتهم.
لا يا عزيزي ليس للأقباط سوقاً للنخاسة.حتي و لو فجع الأقباط في بعض اليهوذات فإنهم واضحون للجميع كالشمس.لا ينتظرون منهم عنباً بل حسكاً .لكنهم شواذ لا يقاس عليهم.أما كل الذين يتحاورون هنا و يتطارحون الأفكار فليس فيهم نخاس و لا صاحب مصلحة.
 
ثم تختم قائلاً (ويبقى ان إشتباك الأقباط إيجابياً مع الشارع السياسى وطرق أبواب الأحزاب والمشاركة فى الفعل المحتمعى من قِبلهم هو الباب الوحيد لإستعادة حقوقهم وموقعهم على ارضية وطن لكل المصريين. بلا وجل أو خوف أو تردد)
إشتباك الأقباط إيجابياً مع الشارع و الحارة و الزقاق السياسي مفيد و لا يتعارض مع كوتة الأقباط بل لعل الكوتة هي المدخل المؤدي للشارع .يعني كده بلغة الشارع نقول أن الكوتة هيه راس الشارع.فلماذا لا نتقابل علي راس الشارع؟
 
أما موضوع الباب الوحيد لإستعادة حقوقهم فهذا أمر مشكوك فيه.و أحيطكم علماً أنه لا يوجد في السياسة باب وحيد بل أبواب كثيرة خلفية و جانبية و من كل جهة.فأرجوك لا تغلق في وجوهنا باباً وحيداً تتصوره.
لا أختلف معك في أن الأحزاب مداخل جيدة علي أن يكون للأقباط حضوراً حقيقياً و ليس رمزياً أو ديكورياً فيها.و كل هذه المسارات يمكن أن تسير جميعها في مصب واحد و لا تتعارض مع الكوتة مطلقاً.
و لولا إشفاقي علي القارئ من قراءة مقال طويل لسردت لكم تجارب سياسية لأقليات بدأت بكوتة ثم نجحت في إثبات وجودها بدونها.لكنني أثق في ثقافتكم و علمكم و قدرتكم علي إستيعاب هذه التجارب.
تقبلوا مني تحياتي .
 
و الآن لنذهب إلي   : مريح التعابي
يا صاحب النير الخفيف و الحمل الهين.أنزل من علي أكتافنا أحمالنا لنحمل نيرك أنت.قد تعبنا الليل كله نحمل نيراً فوق طاقتنا.لذا لم نصطد شيئاً.طفنا البر و البحر نحمل حملاً ثقيلاً فما حصدنا بل سقطنا تحت النير.
كل العذراي الحكيمات حملن نيرك أما الجاهلات فكانت مشغوليتهن بأحمال الغريب سبب ضياعهن.
يا مريح التعابي المتلذذ بحبه للبشرية المرهقة.ما أجملك و أنت فاتح أحضانك لتذوب عندك كل همومنا.و مشغولياتنا تصبح عند قدميك طفيفة لا تستدعي كل هذا الهم.
 
يا صانع أحلام البسطاء حقيقة .يا خالق طموحات الأطفال واقعاً.نحوك أعيننا.إقرأ ما فيها كما تشاء.فكل أفكارنا حاضرة أمامك.تملكها بلمسة حنانك.و تهذب النفوس من كل هموم العالم.و تغسلنا بنقاوة الإتكال عليك.
يا شافي أمراض الإنسان.و أمراض الأوطان.يا من شاركت خليقتك في تجاربها و ضيقاتها ثم بقوة لاهوتك أزحت عنها الثقل الأبدي و فتحت الأبواب الدهرية لتقيم معك في موضع الراحة ما أعجبك.
 
يا إلهي الحبيب.و شريكي في الضيقة.و صديقي.و مخلصي.من بين أنقاض البشرية المتوجعة أشكرك.و أبلغك بأنك متعتي.و لذتي كما أنا لذتك.و أعرفك بأن أتعاب هذا العالم الحاضر هينة جداً عند حضورك و مستحيلة الإحتمال حين أفقدك فلا تفقدني.
زفرات التعابي و آهات المتوجعين ضعها في هذه الصلاة.و إقبلها مستجابة في شفاعة روحك القدوس فينا.و في وساطة دمك الطاهر السكيب عنا.لأن كثيرين أودعوني أمانة أن أنقل إليك أتعابهم.و حين خنقتهم الأوجاع لجأوا نحوك ينتظرون إشفاقك الأبدي.
 
لغة العالم ليست معبرة.تدفعنا سريعاً صوب الإستسلام و الكآبة.فكن سداً لنا يعترض هذه الموجات و ينجينا.لقد ضيق العالم علينا حتي حدوده و لكننا نثق فيمن غلب العالم.يا يسوع.علمنا لغتك في الرجاء.
يا غالب العالم.خذنا في صف الغالبين.في سحابة الأقوياء .الذين لا جوع و لا عري و لا سيف قد إنتصر عليهم.ليكن نصيبنا فيك مصدر قوتنا و سر رجاءنا و ثبات إيماننا و شبع محبتنا.
أودعك كل دموع الحزاني.أسلمك ضيقات المتضايقين.أضع في يديك أنفس البعيدين .أحملك أحمال التعابي.نحن عملك طوال العمر.شوارعنا في القري و المدن تنتظر حضورك.لتبرئ السقيم و تقيم الموتي و تفتح أعين العميان.المرارة تسكن أوطاننا.نحتاجك جداً أكثر من الكل.و نثق أن آتٍ سريعاً.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع