يعد الطول من المؤشرات المهمة التي تدل على النمو الجسدي السليم لدى الأطفال، ويتأثر بعدة عوامل، منها الوراثة والتغذية والنوم.

 
لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن الحالة النفسية للطفل، والبيئة التي يعيش فيها، تلعب دورًا كبيرًا أيضًا في تطوره الجسدي، بما في ذلك نمو الطول. ومن أبرز العوامل النفسية السلبية التي تؤثر على ذلك: الضرب والصراخ.

ومن بين الأضرار التي تصيب طفلك عند ضربه أو الصراخ في وجهه:
-التوتر المزمن يعيق إفراز هرمون النمو:
عندما يتعرض الطفل للضرب أو الصراخ باستمرار، يشعر بالخوف والتوتر، وهو ما يؤدي إلى إفراز مفرط لهرمون "الكورتيزول"، المعروف بهرمون التوتر، هذا الهرمون عندما يبقى مرتفعًا لفترات طويلة في جسم الطفل، يؤدي إلى تثبيط إفراز هرمون النمو (GH) المسؤول عن زيادة الطول وتطور العظام.
 
-اضطرابات النوم:
الضرب والصراخ يؤثران سلبًا على نوم الطفل، فيجعله يعاني من الأرق أو النوم المتقطع، وهو أمر خطير على النمو، فمعظم إفراز هرمون النمو يحدث أثناء النوم العميق، وحرمان الطفل من النوم الكافي بسبب الخوف والقلق يضعف هذه العملية الحيوية.
 
-سوء التغذية وفقدان الشهية:
الطفل الذي يتعرض للعنف غالبا ما يُصاب بفقدان الشهية والاضطرابات الهضمية، مما يمنعه من الحصول على التغذية السليمة اللازمة لنموه، كما قد يؤدي الضغط النفسي إلى ضعف امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو العظام وزيادة الطول.
 
-تأثيرات طويلة الأمد على النمو الجسدي والعقلي:
بيئة مليئة بالصراخ والضرب تضعف مناعة الطفل وتعرضه لأمراض متكررة تؤثر على النمو، كما أن الضغط النفسي المستمر في السنوات الأولى من عمر الطفل قد يسبب تأخرا عاما في التطور الجسدي والعقلي.
 
الضرب والصراخ لا يؤديان إلى تأديب وتربية الطفل بشكل صحيح كما يعتقد البعض، بل قد يُلحقان به ضررا نفسيا وجسديا عميقا، قد يمتد أثره إلى توقف أو تأخر في نمو الطول، فتربية الأطفال بالحب والتفاهم والتوجيه الإيجابي، لا تضمن فقط نشأة طفل سعيد، بل أيضا جسدا ينمو بشكل سليم ومتوازن.