الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
حين أراد اللهُ أن يكشف ذاته، لم يُرسِل كتابًا ولا شريعةً ولا جيشًا.
تجسّد الابنُ، وصار إنسانًا.
صار وجهُ الله وجهًا بشريًّا،
لكي يُعلِنَ لنا أنّ الإنسانَ هو موضعُ اللقاء،
وأنّ في ملامح الإنسان يتحقّقُ بهاءُ صورةِ الله.
أنتَ الوحي، لا الحجارة.
أنتَ الكشفُ، لا النصوص الميتة.

حين تُحقِّر روحانيّةٌ الإنسانَ،
اعلمْ أنّها ليست من الله،
بل من الحاكم.
هي روحانيّة الطغاة الذين يصوغون صورةَ الإنسان في الدين،
كي يصوغوا الدينَ سوطًا للجلاد،
وقيدًا للمخبر،
وغفرانًا للقاهر المنتصر.

الروحانيّة المزيّفة تُعلّمك الركوع للطغيان،
لا لله وحدَه،
تُدرّبك على الاستسلام باسم التواضع،
وتقنعك أنّ قفاكَ خُلِقَ للّكم،
وصوتكَ خُلِقَ للصمت،
وأنّ الحرّيّةَ خطيئة،
وأنّ الكرامةَ تمرّد.
لكنّ إنجيل يسوع لا يقول ذلك.

إنجيل يسوع يعلن
أنّه مسحَ عارَ الإنسان،
وأقامه واقفًا،
وأعلنه ابنًا، لا عبدًا.
فإن أردتَ أن تَعرفَ إنْ كانت روحانيتكَ حقيقيّة،
اسألْ:
هل ترفع الإنسان أم تدوسه؟

هل تحرّره أم تُذلّه؟
هل تجعله يُحبّ وجهَه، أم يكرهه؟
لأنّ التجسّد لم يكن ليحقّر الإنسان،
بل ليُعيد إليه وجهَه، وصوتَه، وكرامتَه.
 الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ