ما بين تجاهل تام للأحداث أو خبر صغير لا يتعدى أصابع اليدين من السطور أو خبر بارز في الصفحة الأولى مع صورة.. وما بين وصف الحدث بالفتنة الطائفية أو مجرد "اشتباكات" بين طرفين....نستعرض هنا أهم ما ذكرته عدد من  الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم  السبت حول الاعتداء على منازل الأقباط  بقرية المراشدة بنجع حمادي على اثر اتهام مسيحي مسن يدعى "ن.ع"  عمره نحو  65 سنة بالتحرش بطفلة مسلمة عمرها نحو 5 سنوات.

 

حاولنا فى هذه الدراسة المبسطة تحليل توصيف الصحافة المصرية للحادث ووصفها للمتهم والطفلة  والخسائر ومكان وصور الحادث في صحافتنا المصرية.

 

 11 صحيفة مصرية انقسموا إلى:

 3 صحف قومية: الأهرام- الأخبار- الجمهورية

 6 صحف يومية مستقلة: المصري اليوم- - الشروق- الدستور الوطن، اليوم السابع، المصريون

   صحيفتان حزبيتان: الوفد ، الحرية والعدالة

 

وصفت صحف ( الأخبار والوطن والشروق واليوم السابع) الحادث بالفتنة الطائفية، بينما وصفته صحيفة (الوفد) بالعنف الطائفي أما  صحف ( الدستور والمصريون والتحرير) فوصفته بالأحداث الطائفية بينما انفرد (المصري اليوم) بوصفه بالاشتباكات ووصفته (الأهرام) بالاقتحام وثورة غضب.

 

صحف (الأهرام والوطن والشروق واليوم السابع والمصريون) وضعت الخبر في الصفحة الأولى. بينما وضعت صحف (المصري اليوم والدستور والوفد)  الخبر في الصفحة الثالثة. وباقي الصحف وضعت الخبر في صفحات داخلية أخرى.

 

أربع صحف فقط وضعت صور هى (المصري اليوم والوطن والتحرير واليوم السابع) وهو ما يعبر عن تواجد مراسلين ومصورين لهذه الصحف في موضع الأحداث.

 

لم تذكر صحيفة "الأهرام" اى خسائر أو إصابات، واكتفت "اليوم السابع" برصد رشق الكنيسة بالحجارة فقط، بينما ذكرت صحف (الأخبار والدستور والمصريون والوفد والشروق) حدوث حرق للمحلات، بينما أفادت صحف (الجمهورية والمصري اليوم والوطن والتحرير) بتحطيم للمحلات. ونفت (الأخبار والمصريون) حدوث اى إصابات بشرية بينما أكد (الدستور) على حدوث  9 إصابات بين الطرفين. 

 

صحيفة (الوطن) انفردت بالاستشهاد بأربع مصادر متنوعة هي (شيخ بالقرية وقبطي ومدير الأمن والأنبا كيرلس) وعادت (التحرير) إلى (منسق ائتلاف معدومي الدخل بقنا وناشط قبطي) بينما الصحف القومية استشهدت بمدير الأمن ولم ترجع (الوفد) إلى اى مصدر،وتنوعت باقي الصحف في مصادرها بين (شهود عيان أو صاحب احد المحلات).

 

تنص مواثيق العمل الصحفي الأخلاقي بعدم ذكر بيانات عن الأطفال خاصة في الجرائم المتعلقة بالشرف، وهو ما حرصت عليه كل صحف العينة، وتفاوت عمر الفتاة بين 4 سنوات (المصري اليوم) أو 5 سنوات (الأهرام) و 6 سنوات (الوطن) وتفاوت عمر المتهم فى صحف العينة بين 60 عاما (الوطن والتحرير والوفد)  و 67 عاما (الدستور)

ومن أخلاقيات العمل الصحفي أن يوصف الشخص محل الجريمة بالمتهم، وعدم صدور أحكام إلا بعد تقرير الطب الشرعي أو تقرير النيابة، وهو مالم تحرص عليه الصحف القومية التي وضعت الخبر في صيغة توكيد لتحرش القبطي بالطفلة المسلمة وزعمت  (الأهرام) أن التاجر القبطي  استدرج الطفلة لمسكنه بحجة جلب الحلوى لها . بينما حرصت معظم الصحف المستقلة على وصف القبطي بالمتهم وأرجعت (الدستور) المشكلة إلى "شائعة".

 

•صحيفة (الحرية والعدالة) التابعة للإخوان المسلمين، هي الجريدة الوحيدة من صحف العينة التي لم تشر إلى الحادث إطلاقًا !!

•صحيفة (الوطن) انفردت بالاستشهاد بأربع مصادر متنوعة هى (شيخ بالقرية وقبطي ومدير الأمن والأنبا كيرلس).

•اليوم السابع لم تذكر أن اعتداء على الأقباط أو تحطيم أو حرق محلات واكتفت بان المسلمون رشقوا الكنيسة بالحجارة بعد صلاة الجمعة

•صحيفة (الأهرام) انفردت برواية استدراج التاجر القبطي للطفلة لمسكنه بحجة جلب الحلوى لها وهى رواية لم يؤكدها اى صحيفة أخرى.

•يجب الالتزام بميثاق العمل الصحفي فى تغطية الأحداث الطائفية أو المرتبطة بجرائم الشرف في وصف "المتهم" وعدم ذكر اى بيانات خاصة بالأطفال.