د. ساره حامد
مع الإعلان عن إسم بابا الفاتيكان الجديد "ليو الرابع عشر" أول أمريكي يتولى هذا المنصب الذي سيقود كاثوليك العالم الذين يبلغ تعدادهم ١.٤ مليار نسمة.
يتبادر إلى الذهن "أبو المساكين" الذي عُرف عنه شخصيته الودودة، إذ عمل مع المجتمعات المهمشة وساهم في بناء جسور التواصل في الكنيسة، غير أنه إعتاد على فتح الإيبارشية لإطعام الفقراء والمساكين وغير القادرين يوميا منذ إعتلى منصبه في ٢٠١٦م
الأنبا عمانوئيل، مثال لافت للأنظار يحتذى به في حبه لعمل الخير ومساعدة الفقراء وإطعامهم، واتسم بطابعين الأول بالوطنية المفرطة في مجال الحفاظ على كيان الدولة والثانى بالإنسانية انتصارا للفقراء والمهمشين وانتصافا للمظلومين وانحيازا للمستضعفين واشتهر بشجاعته وإيمانه بالبحث عن العدالة والإنصاف حيث تنطلق أحكامه الدينية من فهمه العميق لفلسفة العدالة مما جعله علامة من علامات رجال الإكليروس البارزين في محراب الكنيسة الكاثوليكية المصرية.
له مواقف عديدة لصالح الفقراء والمرضى والتعليم وحقوق المرأة والطفل وحماية دور العبادة وتجديد أساليب الخطاب الديني.
ويأتي الرابط بين الفاتيكان وصديقها الأب خالد عياد بشاى المعروف كنسيا بالأنبا عمانوئيل مطران جنوب الصعيد
إلى حرص الأخير على إتمام التكليف الكنسي له كرئيس اللجنة المنظمة لزيارة ومؤتمر بابا الفاتيكان "بابا السلام فى مصر السلام" في أبهى هيئة، وكان سبب إختياره هو معيشته ١٨ عاما فى إيطاليا منها ٥ سنوات دراسة و١٣ سنة في العمل بالفاتيكان، فكان لديه دراية بالدوائر الفاتيكانية.
ولا يزال المطران عمانوئيل يردد شعاره فى الخدمة "ليكونوا واحدًا" لإيمانه الشخصي "أن الأسقف خادم الوحدة"، من أهم العبارات التي يناصرها: تمايزنا واختلافنا يكمل وحدتنا، لا كما يعتقد البعض أو يستخدمه البعض الآخر كعقبة ووسيلة خصام ونزاع، صلاتي ورغبتي ومشروعي هو أن نعيش كأسرة ولابد أن يحب بعضنا البعض".
واستحضر "عمانوئيل" كلمات البابا فرنسيس وقت زيارته لمصر، مستشهدًا بعبارة وجهها قداسته للشعب المصري، قبل مجيئه "أعانقكم بمودة.. وسأذهب إلى مصر كحاج للسلام".
ومن المعروف أن "صديق الفاتيكان" من مواليد 5 يناير ١٩٧٢م بقرية كوم غريب بمركز طما بمحافظة سوهاج، من أسرة كاثوليكية ملتزمة دينيا، والتحق بالمرحلة الأولى الابتدائية وهو في عمر أربع سنوات، وحصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالكلية الإكليريكية بالمعادى وماجيستير فى اللاهوت الأدبي وماجستير فى القانون الكنسى بروما.
بات كاهنا فى ٢٥ فبراير ١٩٩٥م بأسيوط على يد الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط، سافر إلى روما للدراسة من أكتوبر ١٩٩٧م حتى سبتمبر ١٩٩٩م، شغل أمين سر المجمع الشرقي بالفاتيكان وكان ممثلا لكنيسة مصر الكاثوليكية هناك لمدة ١٣ سنة.
نصب بطريرك الكاثوليك بالأقصر، ١٠ يونيو ٢٠١٦، فى كنيسة الملاك ميخائيل للأقباط الكاثوليك بنجع الصياغ بالسواقي بمدينة الأقصر، خلفا للأنبا يوأنس زكريا الذى تنيح عن عمر يناهز ٦٦ عامًا بعد تعرضه لسكتة قلبية، وتضم الإيبارشية المسئول عنها أربعة محافظات هي قنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر.
نقلا عن الجمهورية