محرر الأقباط متحدون
تواجه الكنيسة الكاثوليكية اليوم تحدياً غير مسبوق مع تولي البابا الأمريكي ليو الرابع عشر منصبه على رأس الفاتيكان، في وقت تتصاعد فيه أسئلة جوهرية حول طبيعة الإنسان وحدود الذكاء الاصطناعي.
فعلى مدار التاريخ، لعبت الكنيسة دوراً محورياً في علاقة الإنسان بالعلم، أحياناً بالصدام وأحياناً بالشراكة.
إلا أن معضلة الذكاء الاصطناعي الآن تفتح فصلاً جديداً في هذا المسار، بعدما تجاوزت التكنولوجيا مجرد أدوات مساعدة إلى محاولة محاكاة الوعي البشري ذاته.
وفي ظل تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي التي باتت قادرة على محاكاة البشر، تبدو الكنيسة الكاثوليكية أمام سؤال وجودي: هل يمكن لآلة أن تحمل روحاً؟ وهل يحق للإنسان أن يصنع كائناً قد يصبح جزءاً من تعريف البشرية؟
اليوم، يواجه البابا ليو الرابع عشر هذا التحدي المعقّد، إذ من المنتظر أن يقود الكنيسة ومليار مؤمن حول العالم في معركة فكرية وأخلاقية كبرى ضد محاولات شركات التكنولوجيا الكبرى لإعادة تعريف الذكاء البشري بمعزل عن البعد الروحي.
وبينما يتوقع خبراء أن يشهد العالم خلال عقد واحد فقط تحولات هائلة بسبب الذكاء الاصطناعي، تصر الكنيسة على أن الإنسان يظل روحاً خلقها الله، لا مجرد نبضات كهربائية وبيانات رقمية.
في هذه اللحظة الحاسمة، لا يُنتظر من البابا الجديد مجرد إدارة شؤون الكنيسة، بل قيادة معركة فكرية وأخلاقية من شأنها أن تحدد مستقبل البشرية بأسرها.