تحمل مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات عيد النصر في موسكو، ومشاركة قوات عسكرية مصرية في العرض العسكري  عدة دلالات سياسية واستراتيجية مهمة

   حيث تُعد هذه المشاركة رمزًا لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية. فمصر تشتري أسلحة روسية مثل مقاتلات سو-35، وتتعاون مع روسيا في مشاريع كبرى كالمنطقة الصناعية في مطار برج العرب ومحطة الضبعة النووية.

  تهدف مصر من خلال هذه الخطوة إلى تنويع تحالفاتها الدولية، خاصة في ظل التوترات أحيانًا مع الغرب حول ملفات مثل حقوق الإنسان أو العلاقات مع إسرائيل.

  وقد تُفسَّر المشاركة كإشارة إلى أن مصر ليست مرتبطة حصريًا بالحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة بل تسعى لبناء تحالفات متوازنة.
وهذا قد يكون ردًّا ضمنيًّا على انتقادات غربية لسياسات مصر الداخلية أو الخارجية.

  و مع ذلك، تحرص مصر على عدم استفزاز الغرب، إذ هناك المساعدات الأمريكية 1.3 مليار دولار سنويًّا كمساعدات عسكرية المقررة لنا بعد اتفاق السلام مع اسرا#ئيل .

   وعيد النصر (9 مايو) هو ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية، وهو حدث له صدى عاطفي عميق في روسيا.

ومشاركة مصر تُظهر احترامًا لهذا الإرث، وتستحضر ذكريات التعاون المصري-السوفيتي خلال حقبة الرئيس جمال عبد الناصر مثل بناء السد العالي.

   امامشاركة القوات المصرية في العرض العسكري الروسي تؤكد تطور التعاون العسكري بين البلدين، وقد تشمل تدريبات مشتركة أو تبادل خبرات.

هذا التعاون يعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

  وفي ظل الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الغربية على موسكو، تُظهر مصر حيادًا نسبيًّا، مع حرصها على الحفاظ على مصالحها مع جميع الأطراف.
المشاركة قد تُعتبر دعمًا معنويًّا لروسيا دون تجاوز الحدود التي قد تثير غضب الغرب
   اماعلى الصعيد المحلي، تهدف مصر إلى تعزيز صورة القوات المسلحة المصرية  كرمز للفخر الوطني وقوة الدولة، خاصة في ظل استخدام الرئيس السيسي الدائم لخطاب "الأمن القومي" كأحد ركائز هذه المرحلة.

المشاركة تعكس سعى مصر من خلالها إلى تحقيق مصالحها عبر تحالفات متعددة، مع الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الدولية الكبرى.

كما تُبرز الدور المتصاعد لروسيا في الشرق الأوسط، ومحاولة مصر الاستفادة من هذا الدور لتعزيز نفوذها الإقليمي.