Oliver كتبها
- انا يهودى الدم مصرى نوعاً ما ,لأنى من مواليد بنتابوليس واحدة من الخمس مستعمرات يونانية و اعتبر اليونان ان هذه الخمس مدن الغربية هى جزء من مصرتحت حكم اليونان فبالتبعية انا مصرى.كنت طفلا صغيرا حين عبرت من هناك إلى شوارع أرض مصر لأول مرة متجهين إلى أورشليم محمولا على ذراعي أمى مريم و أبي كريستوبوليس الذى اشتري بيتاً يطل علي الهيكل قرب جبل الزيتون صار بيت الرب لاحقاً .كلما مرت الأيام أتعلم من المسيح الكثير و أنمو فى الكتب المقدسة. أتجول بين سطورها بعمق و نهم.
- المسيح ربنا أحبنا جداً.كان إذا زار بيتنا يجلسنا معه فى السماويات فلا نطيق فراقه حين يمضى.فى بيتنا أسس سر الشركة و من بيتنا خرج العهد الجديد لكل الأرض و بالمسيح أتلذذ.
- الرب القدوس جعل بيتنا بيت العجائب. جسثيماني كانت جزء من البيت و فيها معصرة الزيتون حيث صلي المسيح و سقط عرقه بالدم يكسوها.من بيتنا خرج للمحاكمة و الصلب و الموت. فى بيتنا حل الروح القدس و تعلمنا الكلام بألسنة,فى بيتنا تصادقت مع القديسين تلاميذ المسيح.إقتربت من العذراء أم المسيح المدهشة.بالإجمال عشت ما لم يخطر على بال.
- كان داخلي صوت لا يفارقني. يدعونني لكرازة مصر.فلما طلبني بولس المحبوب لم أستطع مرافقته و لم أقدر علي التخلص من الدعوة التي في قلبي.لذلك غضب علي قليلا فإحتملت من أجل المسيح لكنه فيما بعد عرف ما في قلبي فصالحني و ذكرني في رسائله بأوصاف المحبة.
- عدت إلى مصر.لقد تغيرتْ كثيراً عن أيام الطفولة..من هليوبوليس ( عين شمس)صرت أتابع الوجوه المصرية الطيبة.حلقات العلم فى الشوارع الواسعة .جعلت قلبي نحو الميناء.أبصر معابد مصرو قلبي يأكلني .كل مدينة جعلت معبودها من أشكال الحيوانات أو الطيور المختلفة.كانت تماثيل ضخمة ساقطة على وجوهها في الطريق فعرفت أن المسيح عبر من هنا أيضاً و على حدود المدن كانت كتائب رومانية لتجمع ضريبة السفر فكنت ادفعها و أعبر. صوت الروح يدعونني بإصرار لأبدأ من هناك.من هيراكليون (إسم المدينة قبل تأسيس الإسكندرية).
- دخلت هيراكليون.نصف مساحتها قصور.أشهرها السيزاريوم قصر القياصرة.كل ما فيها يوناني.البيوت و الشوارع و الأعمدة و الوجوه.و ألاف اليهود فى الشوارع خارجين من هيكل أونياس بن حنانيا رئيس الكهنة الذى نفي إلى مصر و أسس فيها هيكلاً.يتكلمون اليهودية فى شوارع هيراكليون أما المصريون فجميعهم يتكلمون اليونانية فصرت أخاطبهم باليونانية.جنود الرومان في كل مكان.هيراكليون أعظم عاصمة لليونان. حيث الحكم روماني و الثقافة يونانية.
- صرت أتجول فى كل الإتجاهات.رأيت مكتبة هيكل سيرابيس العظيمة و حولها طلاب علم من كل الأعراق. يونان و رومان.هنود و أفارقة.و وجوه بيضاء و شقراء مقدونية.فإستقر قلبي أن أدخل المكتبة فيما بعد.ذهبت الأسواق ثم كلمنى الروح أن أدخل إلى هناك .تمزق نعلى قرب محال الدباغة فعلمت أن للرب قصد.ذهبت لأصلح النعل هناك كانت عائلة إنيانوس جميعها تعمل في المكان.هناك نطق الرب كلمة البداية و إستمرت كلمة الرب تنمو و تزداد و تتعاظم.
- كان معلمي يسوع المسيح هو المثال الذى أتبعه إذا تكلمت و إذا جلست و إذا صليت و إذا تعبت.لم يغب عن عيني.أحسست بأن كل ما نطق به كان خصيصاً لأجلي.كنت أقلد نبراته.نظراته.لمساته.أفكاره.صرت أقبل الجميع.أدعو الجميع.أتنقل من صوب البحر حتى إلى المدينة الخاوية نيكوبوليس و كان بها جند الرومان و أكثرهم آمن بالمسيح أيضاً.
- زاد الرواد فى بيتي حيث أسكن عند البحر .أبغضنى اليهود لأننى يهودي و أبشر بالمسيح مخلصا و لأن هيكل أونياس قد بدا فارغاً.حقد اليونان لأنني لا أبجل آلهتهم.غضب الرومان لظنهم أنني أرتب لإنفصال هيراكليون عن القيصر.لا تبالي .في الكرازة لا تبالي بالخصوم بل تمسك بالهدف الذى خرجت لأجله. لذلك كنت دوماً أفرح بالذى إختارني و أعدني للكرازة وهو في بيتنا لا أدرى مقاصده.كان قلبي يرنم فرحاً كلما جاءت إلى الأخبار بالآلام .أبتهج لأني أريد أن أشابه المسيح في المعصرة و فى الطريق إلى الجلجثة حاملاً الصليب بفرح.إرتاح قلبي لأنني أتممت مشيئة الروح القدس الذى لم يتوقف يوماً فى داخلي يخصصنى لأبشر مصر بالمسيح ,
- الرب أسس لشعبه كنيسة مصر .فبنيت له بيتاً هو بوكاليا هيراكليون لأنها بنيت مكان(بوكاليا) أى مرعى البقر.فيها أقمت راعياً صالحاً إنيانوس الأسقف و رسمت ثلاثة كهنة و سبعة شمامسة بعد ذلك بسنتين كلمني الروح لأبشر المدن الخمسة الغربية .فهناك ولدت و أخذت إسم يوحنا مرقس.فسافرت لأكمل السعى.ثم عدت إلى بوكاليا و أنا عالم أن الرب سيسترد نفسي إليه .
- هيأت للرب شعباً مستعداً لحمل الصليب و تبعية المخلص.جعلت الصلاة تسبقنى لكل أرض أطأها و بحلول الروح القدس فى الكلمة و فى العمل.داومت على سر الشركة.المعين في الكرازة مثل التبشير تماماً.فالذين ينالون الجسد يقتنون بواسطته المعرفة الباطنية و الخلاص أيضاً.الروح عرفنى بمجد الأبدية مع المسيح فصار الإستشهاد مشتهى للكارزين.ذهبت إلى البوكاليا أنتظر الإكليل .جاء الإكليل على أيدي أعدائى و من البوكاليا أوثقوني و جرونى مثل البقر.و أنا لا أبالي إلا بالمجد الذى لاح لي.و الأكاليل التي إقتربت مني جداً و وجه المسيح الذى إستقبلني في عالم النور.فشكرته لأني وجدته و مجدته لأنه قبل كرازتي بإسمه العظيم المخلص.