القمص يوحنا نصيف
+ في البداية أعتذر عن طول هذا المقال الختامي.
+ في نهاية هذه السلسلة من المقالات، يسعدني بنعمة المسيح أن أُقَدِّم ثلاثة اقتراحات خاصّة بتطوير النظام الإداري في كنيستنا الحبيبة؛ والذي أرى أنّه يتسبّب -ربّما بشكل غير مباشر- في تسلّل بعض الأمراض الخطيرة للإكليروس؛ مثل الكبرياء والتعلّق بالمال ومحبّة السُّلطة والتحزُّب وسوء التنسيق وضعف المحبّة..
الاقتراحات الثلاثة هي: الأول: وجود سنّ مُلزِم لتقاعد الإكليروس، والثاني: تحديد مدّة الخدمة للآباء الأساقفة، والثالث: خاصّ بتشكيل المجمع المقدّس للكنيسة.
* الاقتراح الأوّل: وجود سِن مُلزِم لتقاعُد الإكليروس:
+ مع تزايُد معدّلات الأعمار لسبب التقدّم الطبّي على مستوى العالم، سيكون من صالح الخدمة في الكنيسة وجود سِن للإعفاء من المسؤوليّة الإداريّة؛ سواءً للأب البطريرك أو الأب الأسقف أو الأب الكاهن، كما هو معمولٌ به في كنائس كثيرة أخرى. في هذا السِنّ يُعفَى الأب الكاهن أو الأسقف من جميع المسئوليّات الإداريّة بالكنيسة، ولكن بالتأكيد سيظلّ على درجته الكهنوتيّة كاهنًا أو أسقفًا أو بطريركًا، يخدم الكنيسة بالأبوّة والتعليم والمشورة والصلاة والكتابة والزيارات.. ولكن لا يُحَمَّل بأيّة مسؤوليّة إداريّة أو رعويّة، بل يستلم المسئوليّة الإداريّة كاهن أو أسقف أو بطريرك أصغر سِنًّا. بالطبع يمكن له أن يستشير الأب المتقاعد، ولكنّ الأب الأصغر يكون هو المسئول وصاحب القرار.
+ هذا النظام لا يخالف روح الإنجيل، بل هو لحفظ حيويّة الكنيسة وشبابها، وحمايتها من الكثير من الأخطار والمتاعب، كما أنّه لحماية الأب المتقاعِد نفسه، لكي تُحفَظ له كرامته وهيبته في شيخوخته، ولكي يكون لديه الفُرصة للتفرُّغ للعمل الروحي في الصلاة والقراءة والتلمذة في سلامٍ ووقار، بعيدًا عن تحميله بأثقالٍ فوق طاقته الجسديّة والنفسيّة والعصبيّة، مِمَّا يضرّ بالعَمَل الرعوي كَكُلّ!
+ كلّنا نعرف أنّ أي شخص عندما يتقدّم في السِنّ تظهر عليه بعض الصفات مِثل: يقلّ جهده البدني - ينسى بعضًا أو كثيرًا من الأشياء - تقلّ قدرته على التركيز لفترة طويلة - تقلّ قدرته على استيعاب ما هو جديد - تضعف قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة - تتناقص قدرته على المتابعة - لا يُحَبِّذ التغيير او التطوير - تقلّ إمكانيّات التكيُّف والمرونة لديه - أحيانًا يتسرّب إلى قلبه الشكّ في الذين حوله - تقلّ قدرته على تحمُّل الضغوط فيتوتّر لأقلّ سبب - تضعف قدرته على الاستماع والتواصُل مع الناس - ينخفض أداؤه بشكل عام.. ومع المرض يحتاج إلى رعاية صحّيّة، ويصير مُعتمِدًا بشكل جزئي أو كُلّي على أشخاص آخرين، قد يتحكّمون فيه، ويستغلّون سلطته لصالح مكاسب شخصيّة لهم.
+ عندما لا ينصّ النظام (system) الإداري في الكنيسة على سنّ معيّن للتقاعُد بالنسبة للبطريرك أو الأسقف أو الكاهن، فإنّنا نُعَرّض الكنيسة والشخص نفسه لوضعٍ مؤذٍ تمامًا، وضع يجعل الجميع في حرجٍ بالغ، ويُعَطّل الخدمة. أمّا وجود نظام (System) للتقاعُد في الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة فإنّ ذلك سيحمي الإكليروس في شيخوختهم، ويحمي الكنيسة من آثار سلبيّة عديدة وأمراضٍ مُزمِنة تَظهر نتيجة تَقدُّم القائد في السنّ.
+ أقترح تحديدًا أن يُتاح التقاعُد من عمر خمسة وستّين سنة حتّى عُمر ثمانين سنة بحدّ أقصى؛ بمعنى أنّ الأب الأسقف يستطيع أن يتقاعد ابتداءً من سنّ خمسة وستّين عامًا، ويمكن أن يستمر في خدمته بعد ذلك عِدّة سنوات إن أراد ذلك، بحدّ أقصى خمسة عشر عامًا أخرى، بحيث أنّه يتقاعَد إلزاميًّا عند سنّ الثمانين.
+ ربّما أضيف لذلك، بخصوص الأب البطريرك والأساقفة المتقاعدين، أنّه ينبغي تخصيص معاش لهم، وترتيب أماكن إقامة مناسبة لهم في الأديرة أو في أماكن أخرى يرعاهم فيها رهبانٌ مثلهم.. أمّا الآباء الكهنة المتقاعدون فترعاهم أسرتهم أو يقيمون في بيوت مُسنّين تابعة للكنيسة تليق بهم.
+ يمكن على الأقل، إن كان تطبيق الفكرة بشكل مباشر من الآن على الجميع هو أمر صعب التنفيذ، أن يتمّ كَحَلّ وسط، البدء في العمل بهذا النظام من الرسامات الأسقفيّة القادمة. ومع مرور الوقت ستتمّ عمليّة إحلال هادئة للنظام القديم بالنظام الجديد.
+ وأكرّر مرّة أخرى أنّ الأب المتقاعد لن يفقد أبوّته ولا رتبته، ولا عضويّته في المجمع المقدّس، بل سيظلّ يخدم المسيح والكنيسة بالحبّ والصلاة والتعليم والتلمذة وتقديم المشورة، وممارسة كافّة الأسرار الكنسيّة بحسب درجته.. فقط سيُعفَى في سنّ التقاعُد من المسئوليّة الإداريّة والماليّة.
* الاقتراح الثاني: تحديد مدّة الخدمة للآباء الأساقفة:
+ ملخّص الفِكرة أن تكون مُدّة الخدمة للأسقف محدودة بعدد معيّن من السنين؛ على سبيل المثال تكون فترة خِدمة الأسقف لأيّ إيبارشيّة مدّتين على الأكثر كلّ منهما عشر سنوات، أو ثلاث مُدَد على الأكثر كلّ منهما سبع سنوات، وبعدها يُنقَل إلى إيبارشيّة أخرى تطلبه، أو يعود إلى ديره حتّى تطلبه إيبارشيّة أخرى للإشراف عليها، أو يوجِّهه قداسة البابا إلى مسئوليّة رعويّة أو إداريّة معيّنة. أعتقد أنّ هذا في مصلحة الكنيسة، وتطوير الخدمة وتجديد حيويّتها، وحماية الأب الأسقف من تسلّل مرض الكبرياء وإساءة استخدام السُّلطة.
+ في تاريخ الكنيسة الأولى لم يكُن هناك التصاق مدي الحياة بين الأسقف ومنطقة رعاية معيّنة؛ والأمثلة كثيرة جدًّا.. فمثلاً في رسالة معلّمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيطس، يقول له أنّي تركتك تخدم في كريت، ويوصيه كيف يقود الكنيسة هناك ويرسم أساقفة وكهنة، ثم في نهاية الرسالة يقول له أنّه يحتاجه في مكان آخَر وسيرسل أحد الخدَّام مكانه (تي3: 12).. ورأينا أيضًا كيف أنّ كاروزنا الحبيب مار مرقس بعدما زرع الإيمان في مصر وأسّس كرسي الإسكندريّة، سافر لإيطاليا لمساعدة بولس الرسول وكرز عِدّة سنوات في مجموعة مُدُن هناك.. باختصار لم يكُن مبدأ التجليس والتثبيت موجودًا.
+ إذا كان آباء الكنيسة، بإرشاد الروح القدس، قد قنّنوا في فترة من الفترات ألاّ يَنتَقِل الأسقف إلى كرسي آخَر، فقد كان هذا بمثابة إجراء تدبيري رأوه بالتأكيد لمصلحة الخدمة في ذلك الوقت، من أجل التركيز والمتابعة، وتفادِي أيّ أطماع مادّيّة في الانتقال لمدينة أكبر أو أغنى، أو إلى خدمةٍ أكثر راحة.. ولكن الآن الأوضاع قد اختلفت، ونحتاج -بإرشاد الروح القدس أيضًا- أن نعيد النظر في هذا الارتباط بين الأسقف والكرسي، من أجل صالح الكنيسة وخدمة الشعب.
+ هناك نقطة هامّة جدًّا جديرة بالذِّكر، وهي أنّ القانون رقم 15 من قوانين مجمع نيقيّة، والذي يمنع انتقال الأسقف أو الكاهن أو الشماس من الإيبارشيّة أو الكنيسة التي رُسِمَ عليها إلى مكانٍ آخَر، يتحدّث عن الذي يسعى إلى ذلك، وليس عن الذي يتمّ نقله لأسباب تختصّ بمصلحة الكنيسة والرعاية.
+ لا يَخفَى علينا أنّ بعض الآباء الأساقفة لديهم موهبة عظيمة في الرعاية والتدبير والتعليم، وهي مواهب أساسيّة للأسقف، والبعض يفتقر لهذه المواهب بدرجة ما.. وهنا يظهر تساؤل منطقي: هل من العدل أن تكون هناك إيبارشيّات يقودها أساقفة (أبرار وقدّيسون) ولكنّهم يفتقرون لمواهب الرعاية أو التدبير أو التعليم، في حين أنّ بعض الإيبارشيّات الأخرى تَنعَم بخدمة آباء أساقفة (أبرار وقدّيسين أيضًا) موهوبين في الرعاية والأبوّة والتعليم، إذا ما ظلّ النظام الحالي قائمًا، وهو المبنِي على ارتباط الأسقف بالإيبارشيّة حتّى انتقاله من هذا العالم؟! من هنا فإنّ الحركة للأب الأسقف المتميّز ستكون سبب بركة لمناطق عديدة، وسبب نمو للخدمة بوجه عام.
+ أمّا الفكرة غير المنطقيّة التي تنادي بأنّ ارتباط الأسقف بإيبارشيّته هو مثل الزواج المسيحي، وما جمعه الله لا يفرّقه إنسان! فإنّها فكرة دخيلة وبها العديد من الإشكاليّات، وليس لها أساس في تقليد الرسل والكنيسة الأولى، وبوجه عام ليست في صالح الخدمة. ولذلك أعتقد أنّ الروح القدس الذي يقود الكنيسة يستطيع أن يرشد لنظام أفضل من هذا الوضع لخدمة الآباء الأساقفة في الكنيسة، وتحريكهم بما يناسب مواهبهم من أجل بنيان ونموّ الكنيسة.
+ أعتقد أنّ هذا الاقتراح في حالة تطبيقه سيكون له العديد من الفوائد والنتائج الإيجابيّة ، لعلّ بعضها ما يلي:
1- إعطاء الفرصة لتجديد الدماء والخبرات في كلّ إيبارشيّة.
2- سيبذل الأسقف الجديد قصارَى جهده للنهوض بكنيسة الله في إيبارشيّته بكلّ تواضُع، وهو يعرف أنّ مدّة خدمته محدودة.
3- ستكون هناك فرصة سريعة للتصحيح بعد أوّل فترة، إذا تبيّن أنّ اختيار الأسقف لم يَكُن مُوَفّقًا.
4- سيكون النظام الكنسي المؤسّسي هو الركيزة الثابتة في الإيبارشيّة، وليس شخص الأسقف. وأعتقد أنّ هذا في مصلحة الكنيسة؛ إذ سيكون الأسقف فقط جزءًا (رئيسيًّا بالطبع) من هذا النظام، يخدم الإيبارشيّة بأمانة مُدّةً أو أكثر، ثم يَنتَقِل لإيبارشيّة أخرى إذا طُلِب من شعبها، أو يعود إلى ديره للخلوة والدراسة وتلمذة أجيال جديدة.
5- سيساعد هذا النظام على وجود منظومة ماليّة شفّافة في الإيبارشيّات، ولجنة ماليّة متخصّصة للتنظيم والمراجعة يعمل معها كلّ أسقف جديد، ولكنّه لا يستطيع أن يتّخذ قرارات كبيرة منفردًا، ولا يكون هو المتحكِّم الوحيد في الحساب البنكي الخاصّ بالإيبارشيّة، بل كلّ شيء يسير في إطار لائحة ماليّة معروفة.
6- يُشجِّع هذا النظام أيضًا أن يكون الأب الأسقف خادمًا للإيبارشيّة.. فتظلّ أموال الإيبارشيّة باقية لها، ويكون من المصلحة أن يتمّ صرفها في خدمة فقراء الإيبارشيّة، وتنمية العمل الرعوي بها، بعيدًا عن مرض تكنيز الأموال.
7- هذا النظام سيعطي الفرصة للعديد من الأجيال أن تساهم في النهوض بالكنيسة، من خلال وضعها على المنارة في الخدمة. بدلاً من الوضع الحالي الذي توجد فيه إيبارشيّات مُغلقة بآباء أساقفة لعشرات السنين، بينما لدينا عشرات بل مئات من الرهبان الأكْفاء الموهوبين يشيخون في الأديرة دون أن تستفيد بهم الكنيسة!
* الاقتراح الثالث: بخصوص تشكيل المجمع المقدّس للكنيسة:
+ في البداية أعتقد أنّ حصر عضويّة المجمع المقدّس للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في الآباء المطارنة والأساقفة ليس هو الوضع الأمثل لقيادة ونموّ الكنيسة، فلم يكُن الوضع هكذا في الكنيسة الأولى.. إنّنا نرى مثلاً أنّ مجمع أورشليم كان يضمّ الرسل والمشايخ والإخوة، مع كلّ الكنيسة (أع15: 22-23). ولعلّنا نتذكّر في الماضي القريب أنّ "لجنة الترشيحات البابويّة" كان أحد أسباب قوّتها أنّ تشكيلها كان يضمّ خمسين بالمائة من العلمانيين؛ من أعضاء المجلس الملّي وهيئة الأوقاف القبطيّة، مع خمسين بالمائة من الآباء الأساقفة، وقد نجحت هذه اللجنة نجاحًا عظيمًا في عمليّة التنظيم واتخاذ القرارات في انتخاب قداسة البابا تواضروس الثاني عام 2012م. لقد كانت هذه اللجنة نموذجًا رائعًا لتشكيل "هيئة كنسيّة عُليا قويّة وناجحة". وهذا يوضِّح لنا المكسب الكبير الذي تجنيه الكنيسة من توسيع دائرة عضويّة لجانها العليا لتشمل عناصر منتقاة من كلّ الأطياف، وكوادر تتمتّع بالكفاءة.
+ من أجل هذا أقترح، بالتحديد، أن يَضُمّ المجمع المقدّس آباء كهنة قمامصة من بعض الإيبارشيّات يتميّزون بالحكمة، والخبرة الرعويّة الروحيّة، والرؤّية الجيّدة، وأيضًا يكون هناك تنسيق مع المجالس الملّيّة العامّة والفرعيّة في الكثير من الأمور للاستفادة بالكفاءات الموجودة فيها، من أجل التخطيط لمستقبل الكنيسة والتواصُل أيضًا مع نبض الشعب.
+ يمكن أن يصير النظام أنّ الآباء المطارنة والأساقفة يكونون أعضاء دائمين في المجمع، والآباء القمامصة وبعض الشمامسة أعضاء لفترات مُحدَّدة يتغيّرون كلّ فترة، بحيث يَجري تجديد الدماء باستمرار عن طريق الدفع بطاقات وخبرات جديدة، من أجل منفعة الكنيسة. مع الوضع في الاعتبار أنّ عدد الآباء الأساقفة سيظلّ هو الغالبيّة في المجمع لسبب وجود الآباء الأساقفة العموميّين والمتقاعدين. أو يمكن تحديد عدد ثابت للعضوية من الآباء الكهنة، وليكُن ثلث أعضاء المجمع، بحيث يتمّ انتخاب بعضهم بطريقةٍ ما، وتعيين البعض الآخَر بواسطة قداسة البابا.. وبعد ثلاث سنوات يتم تغييرهم بآباء كهنة آخرين ذوي كفاءة أيضًا.
+ هناك أمر هام آخَر، خاصّ بحركة التواصُل بين المجمع المقدّس وشعب الكنيسة؛ إذ ينبغي أن يكون هناك آليّة معروفة لجميع الشعب بخصوص التواصُل مع المجمع المقدّس، وتقديم أيّ مقترحات، أو رفع أيّ مطالب أو شكاوَى؛ من خلال لجنة مجمعيّة صغيرة داخل المجمع منفتحة للتواصُل مع جميع أفراد الشعب بشكل مباشر. وبهذا تزداد حيويّة المجمع في مواجهة كلّ المستجدّات والاحتياجات؛ فلا تصير مثلاً الأحداث متلاحقة بينما الكنيسة متباطئة في التفاعُل معها، بل بالعكس تكون الكنيسة سَبّاقة في الرؤية والتخطيط والتنفيذ لكلّ ما هو جديد وبَنّاء، مع علاج المشاكل والأمراض التي تَظهَر وهي لا تزال في مهدها، أو القيام بمبادرات لتفاديها من الأصل.
في الختام، أضع هذه الأفكار بين يديّ الله وأمام كلّ أعضاء الكنيسة، آمِلاً أن تكون مجالاً لدراسةٍ جادّة، ومناقشةٍ موضوعيّة هادئة، وحوارٍ مُنَزَّه عن الأهواء؛ لعلّ بعضها يَدخُل حَيِّز التنفيذ بشكل عاجل، والبعض يأخذ وقته لينضج ويتمّ تطبيقه بشكلٍ أو بآخَر.. وأُصلِّي أن تكون هذه الكلمات بمثابة "بروتوكول" أدوية فَعّالة لمعالجة الأمراض الروحيّة الخطيرة التي تهاجم كنيستنا القبطيّة الأُرثوذكسيّة العظيمة، هذه التي تسكن محبّتها في قلوبنا جميعًا؛ من أجل حماية صحّتها وتجديد شبابها، فتظلّ ميناءً سلاميًّا للخلاص، ومستودَعًا نقيًّا للنعمة والإيمان، وعروسًا مقدّسةً شاهدةً بمحبّةٍ وتواضُعٍ وطهارةٍ وقوّةٍ لعريسِها يسوع، ولمملكته التي ليست من هذا العالم!
للثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس كلّ مجد وكرامة وسلطان، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدهور. آمين.
القمص يوحنا نصيف
مايو 2025م