القمص رويس الجاولى
سفر يشوع بن سيراخ ( سي )
+++++++++++
مقدمة السفر:
برتبط السفر بالاسفار الحكمية، وأن كان قد جاء متأخراً عنها فاتخذ طابعا خاصا. لذا جاء في التقليد الكاثوليكي بين سفري الحكمة واشعياء.. أما عند الارثوذكس فيأتي بين سفري الحكمة وهوشع.. وبالنسبة للبروتستانت، فمع عدم اعترافهم به كسفر قانوني، إلا أنهم يطبعونه أحيانا في الدراسة الخاصة بالكتاب المقدس. وكان اليهود اليونانيين يعتبرونه من الأسفار المقدسة ، وهو من أكثر الأسفار - التي جاءت بعد السبي - التي اقتبس منها الرابيون في كتاباتهم.
كاتب السفر هو: سمعان بن يشوع بن العازر بن سيراخ. وسيراخ كلمة ارامية تعني اسير او سيرا في العبرية. عاش في اورشليم قبل ثورة المكابيين. وبالرجوع إلى السفر نفسه ( سي ٣٥: ١٨ ، ١٩ ، ٥٠: ١ ) ومع المقدمة التي وضعها المترجم يتضح لنا، بالاستناد إلى التاريخ التقليد والتلمود اليهودي ان يشوع بن سيراخ الكاتب عاش وكتب سفره في القرن الثالث ق.م وان حفيده عاش في القرن الثاني ق.م.
كان بن سيراخ ذا روح منفتحة لكنه رفض تأثير العالم اليوناني وثقافته، التي أخذت تسيطر على العالم بعد الاسكندر الاكبر. لأن هذا التأثير كاد أن يزعزع أسس العالم اليهودي. لذا كان هدف بن سيراخ الدفاع عن الإرث اليهودي الثقافي والديني الذي توارثه الشعب عبر الأجيال السابقة. وإذ أراد أن يساعد معاصريه على الحفاظ على هوية اليهودي في عالم متقلب، حاول إقناعهم أن ما عندهم يفوق ثقافة العالم اليوناني وعاداته وديانته.
كتب بن سيراخ هذا السفر باللغة العبرية. وفي الغالب في أورشليم او في الإسكندرية. ونكتشف من نصوصه هذا. ولكن لم يحتفظ من نصوصه بالنص كاملاً إلا في الترجمة اليونانية عند حفيده.
يدعى السفر في المخطوطات اليونانية ( حكمة سيراخ أو حكمة يشوع بن سيراخ). ويسمى في الترجمة اللاتينية " الڤولجاتا" ( الكتاب الكنسي ) لأنه كان يستخدم في في تعليم الموعوظين الداخلين للإيمان او حديثي الإيمان، وقد أطلق هذا الإسم منذ زمن القديس كبريانوس. ويرى البعض أن سبب تسميته ( الكتاب الكنسي) نظراً لما فيه من تعاليم عن شخصية السيد المسيح وتعاليمه، والتي تهيئ الأمم واليهود للتعرف عليه.
ودعاه اكليمنضس السكندري ( المعلم ). أما بين اليونانيين فيدعى ( حكمة يسوع بن سيراخ) . وفي السريانية فيدعى ( يشوع بن سمعان اسيرا ) وسيرا في السريانية هي سيراخ في العبرية. في نسخة لندن بلغات عديدة يسمى السفر ( سفر الحكمة لبار أسيرا) وبار في السريانية = إبن في العيرية. ودعاه الآباء يوسابيوس وغيره ( الحكمة كلية الفضيلة).
قام العديد بتقسيم السفر الى عدة أقسام. ولكن افضل هذه التقسيمات والتي تتفق مع مضمونه هي تلك التي تقسمه الى خمسة أقسام:
الحكمة في الشريعة (1-10).
الأسرة والأصدقاء (11-22).
الشاب المتسيِّب والنساء (23-32).
الصلاة (33-43).
أبطال الإيمان عبر التاريخ (44-51).