الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
الله أكبر من تصوّراتنا
كلُّ أصوليٍّ يتوهّم أنّه وكيل الله الحصريّ.
واحد يصرخ: «له اسم واحد لا يجوز تجاوزه»، وآخر يردّ: «لا إله إلا الإله الذي أعبده»،
وثالث يوزّع تهم الشرك والضلال والهرطقة، كما توزَّع المنشورات الحزبيّة في ساحات الانتخابات السماويّة.
كأنّ الله وثيقة عقاريّة، أو شعار فرقة دينيّة.
والحقيقة؟
الله أكبر من أن يُختزل في اسم، أو يُحتكر في لغة، أو يُسجن في صورة.
كلّ دين، بل كلّ إنسان، يرسم ملامح الله من تراكم لغته وتجربته وألمه ورجائه.
من يسمعه في الأذان، ومن يُناغيه في الترانيم، ومن يبصره في قصص التوراة.
من يناجيه في هدوء القرى، ومن يصرخ إليه وسط صخب المدن.
وكلّهم يقولون: «يا ربّ»… بلغاتهم، وآمالهم، ومخاوفهم.
نحن لا نعبد آلهةً مختلفة، بل نرى الواحد الأحد من زوايا متعدّدة.
والكارثة لا تكمن في تعدّد الرؤى، بل في ادّعاء امتلاك الرؤية الوحيدة الصحيحة. يقول المؤمن الحقيقيّ: في هذا الدين أرى صورة الله الكاملة، وهكذا اؤمن به. ويقول الأصولي: ديني وحده هو الحق، والجميع في ضلال.
حين نجرّم الآخر لمجرّد اختلافه، فإنّنا لا ندافع عن الله، بل نحجب وجهه.
وحين نصمت قليلًا، ونتواضع كثيرًا، يرتاح الله من حروب الهويّات الدينيّة والطائفيّة.
اقرأ: في عصرنا Nostra Aetate "بيان حول "علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحيّة":
https://www.vatican.va/.../vat-ii_decl_19651028_nostra...
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ
للإبرة وخزاتٌ أخرى:
#الإبرةالمصدّيّة