كشف الشيخ محمد عثمان البسطويسى، رئيس النقابة المستقلة للأئمة والدعاة، عن تقديم مذكرات ضده لوزير الأوقاف من قبل بعض الأئمة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بسبب تصديه لسياسة وزير الأوقاف بأخونة الوزارة من خلال ما وصفه بـ«اللعب فى مفاصلها»، مشيراًً إلى أن اعتراضه على الدستور بسبب تجاهله لحقوق الأئمة، أحد أسباب تعنت الوزارة ضده. وأضاف البسطويسى فى حواره لـ«الوطن» أنه يدفع ثمن تصديه لـ «أخونة الأوقاف»، لافتاً إلى أن الوزارة تقوم بالتفتيش عليه 6 مرات فى الشهر، لكى لا يشارك فى المظاهرات ضد الإخوان بميدان التحرير وقصر الاتحادية. وأكد أنه لن يعتذر لرئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، موضحاًً أنه لم يسئ لهما ولكنه طالب فقط بحقوق الأئمة وانتقد سياسات وزير الأوقاف.
■ ما سبب أزمتك مع دعاة الإخوان المسلمين؟
- لأن الإخوان مش عاجبهم استقلالى وقول كلمة الحق لأى مسئول، وبالتالى يحاولون مراراً تسليط بعض الأئمة المنتمين لهم للوقوف ضدى، وتقدموا بالفعل بمذكرتين إلى الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، يتهموننى بأننى أطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسى، وأحاول الانقلاب على الشرعية.
■ وما حقيقة تلك الاتهامات؟
- طبعاً حينما أنادى بحقوق الأئمة من تحسين دخولهم والارتقاء بمستواهم العلمى والأدبى وتوفير الحصانة لهم، لا بد أن يتم اتهامى بالإساءة إلى الوزارة والوزير، كما أننى أعبّر عن رأيى وأرفض الدستور وأؤكد أنه معيب ومقيت، لأنه لم ينصف الأئمة من قريب أو بعيد.
■ وكيف يقف الإخوان ضدك؟
- بكل قوتهم، بعدما رفعوا مذكرتين لوزير الأوقاف، تقدموا بمذكرة أخرى ضدى بواسطة 3 من أئمة الإخوان وهى نسخة طبق الأصل من المذكرتين السابقتين، وهذا أكبر دليل على التربص بى.
■ ولكن عقدت جمعية عمومية لسحب الثقة منك؟
- نعم، وذلك تم بإيعاز من الإخوان، والحمد لله، أعضاء النقابة المستقلة يدركون جيداً تلك المخططات التى تحاك ضدى وضد النقابة المستقلة، وبالتالى لم يحضر الجمعية العمومية سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
■ وماذا قرروا؟
- طالبونى بتقديم اعتذار لرئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، وتعيين متحدث رسمى باسم النقابة، وهو موجود بالفعل.
■ وهل ستقدم تلك الاعتذارات؟
- عن أى شىء أعتذر؟، طبعاً هذا لن يحدث، لأنهم يعتبرون مطالبتى بحقوق الأئمة وانتقاد قرارات الوزير التى تصب فى اتجاه أخونة الأوقاف، إهانة للدكتور طلعت عفيفى، وأنا أقول: إذا صدرت منى إساءة بحق الوزير فسوف أعتذر فوراً، وهم أيضاً يعتبرون رفضى للدستور ووصفى له بأنه «مقيت» إساءة للرئيس، فكيف أعتذر عن إبداء رأى على مواقف حقيقية لا يغفلها أى عاقل، فالدستور أغفل حقوق الأئمة الذين لم يمثَّلوا فى كتابته.
■ وما مظاهر أخونة الأوقاف؟
- كثيرة وآخرها الإطاحة بـ 18 من قيادات الأوقاف فى المحافظات لاستبدالهم عناصر إخوانية بهم.
■ بعد اعتراضك على سياسة الوزير، ما مطلبك؟
- أنا أريد منه الاستعانة بالكفاءات وليس أصحاب المحسوبية من الإخوان، ولا بد من وضع ضوابط تضمن فيمن يتولى الأوقاف أن يكون وسطياً معتدلاً لا يخضع لأى ميول أو تيارات، كما يجب توفير الحصانة للإمام ولا تتم مساءلته إلا من خلال جهة عمله مع تحسين أوضاعه.
■ ولكن كان هناك ممثلون للأزهر الشريف فى الدستور.. لماذا لم يثيروا مطالب الأئمة؟
- الأزهر يتحدث عن نفسه فقط، حتى ما يتعلق بالنص الخاص بهيئة الأوقاف كارثى، لأنه يحول دون استقلالها بتعيين رئيس الجمهورية لرئيسها.
■ كيف ترى المواجهة بينك وبين الإخوان؟
- هذا نوع من تصفية الحسابات والتنكيل بى، لدرجة أن وزارة الأوقاف ترسل لى مفتشين 6 مرات فى الشهر الواحد للتفتيش فى المسجد، رغم أن التفتيش الطبيعى يحدث مرة كل شهر.
■ ولماذ يتم التضييق عليك؟
- لأن هناك توصية ضدى من وزير الأوقاف وكبار قيادات الوزارة حتى لا أذهب إلى الميادين ولا قصر الاتحادية، لأشارك المتظاهرين والمعتصمين مطالبهم المشروعة، وبالتالى يحاولون تكميمى، فالتعبير عن الرأى حلال لهم حرام علينا.
■ ماذا يريدون تحديداً من النقابة المستقلة؟
- طبعاً يحاولون السيطرة على النقابة مثلما فعلوا مع ثورة يناير، ويريدون إزاحتى من رئاسة النقابة وتولية إخوانى عليها حتى يتمكنوا من تكميم أفواه الأئمة والخنوع لسياسة الوزير والرضوخ لأهداف الإخوان، وأود أن أقول لهم: «هيهات هيهات لكم وما تشتهون».
■ ولكن الوزارة تعهدت مرات عديدة بتحسين أوضاع الأئمة وعدم أخونة الأوقاف؟
- للأسف أسمع جعجعة بلا فائدة، وعليهم أن يغيروا من سياساتهم والتوقف عن اللعب فى مفاصل الوزارة.
■ وهل بدأت الوزارة التحقيق معك؟
- أنا ذهبت للوزارة مرة وطلبت تحويل الشكاوى الموجهة ضدى إلى النيابة الإدارية لضمان الإنصاف والحيادية، لأنه لا يصح أن يكون الخصم هو الحكم.
■ ما رأيك فى زيارة الدكتور محمد العريفى لمصر؟
- والله أحزن أن أولاد البلد لا يعرفون قدرها، وما قاله العريفى شهادة نعتز بها للتضامن مع أوضاع البلد ودعم استثمارها، أما إذا كان العريفى جاء لتجميل صورة الإخوان فهذا أمر لا نقبله على الإطلاق.