دكتور بول غبريال- راعي الكنيسة العربية الكتابية - شيكاجو
لا أخفيكم سرًّا، فإنّ واحدة من أكبر التحديات التي أواجهها في حياتي هو أن نظري غالبًا ما يظلّ معلّقًا بما هو أمامي فحسب؛ بالأشياء التي أستطيع لمسها أو رؤيتها، سواء كانت احتياجات يومية، أو اهتمامات شخصية، أو مشاغل العمل والحياة، أو حتى شهوات النفس.

ومع أن بعض هذه الأمور طبيعيّ ومشروع، بل وضروريّ أحيانًا، إلا أن الخطر يكمن حين تنحصر رؤيتي في "حدود الأرض"، وأفقد البصيرة الأبدية.

حينئذ أتذكر كلمات الكتاب المقدّس الصادقة المحيية والتي تقول:

“فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ، فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ، لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ.” (كولوسي ٣: ١-٣)

هذه الآيات ليست مجرّد وصيّة، بل هي وعد بحياة جديدة أُعطيت لنا في المسيح.

فحين أرفع عيني إلى فوق، وأربط قلبي بحياة المسيح المقام، أدرك أن حياتي الحقيقية ليست فيما أراه أو أملكه، بل فيما هو ثابت وأبديّ عند عرش النعمة، حيث يجلس المسيح.

وأعترف بأمانة، أنني بقوتي الشخصية لن أستطيع أن أعيش هذه الحياة، فقد جرّبت كثيرًا وفشلت.

لكن عندما أتعلّم أن أترك قلبي بين يديك يا رب، وأدع نعمتك تعمل فيّ، وأدع روحك القدّوس يملأني ويقودني، حينئذ فقط تستطيع عيناي أن ترتفعا نحو السماء، ويتعلّق فكري بما هو أبديّ، وأحيا شبهك يا سيدي يسوع.

صلاة: علّمني يا رب أن أبدأ كل يوم بنظرة نحوك، وأعلّق قلبي بما هو فوق.

اجعلني أنظر إليك إلي فوق، لأن الذين نظروا إليك استناروا ووجوههم لم تخجل.