بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر


كم كنت محظوظ عندما وقع علي الاختيار لأستلم النور المقدس عام 2000م حيث أبلغنى بهذا الأمر نيافة المتنيح الدكتور الأنبا ابراهام مطران الكرسي الأورشليمى الرحل صباح يوم سبت النور وسلمنى فنتا الشمع من الحجم الكبير وعددها 33 شمعة والشماسان الأخرين ونزلنا معه في الموكب الرسمي لكنيستنا القبطية من البطريركية القبطية الى كنيسة القيامة.

المواكب الرسمية: وللأقباط الحق في الدخول بمواكب رسمية إلى كنيسة القيامة كباقي الطوائف الممثلة فيها، وفي هذه يدخل رئيس الطائفة (المطران) إلى الكنيسة في موكب رسمي جميل، يبدأ بالقواصة ثم شماسة ثم الرهبان ثم كهنة ثم حاملي الصليب المقدس والحية النحاسية ثم المطران وخلفه شعب الطائفة في طريقهم إلى كنيسة القيامة. حسب الوضع الراهن يقف الموكب صفين أمام حجر المغتسل ويتقدم رئيس الموكب وينحني ويقبله، ثم بعد ذلك يتجه الموكب للقبر المقدس حيث يقف الموكب صفين أمام القبر المقدس، ويدخل رئيس الموكب أولاً ويقبل حجر الملاك، ثم ينحني ويدخل إلى غرفة القبر المقدس وينحني ويقبله ثم يصلى، ويدخل من طلبوا منه أن يصلي من أجلهم، ثم يخرج ويقف في غرفة الملاك ويدخل الكهنة ثم الرهبان والراهبات والشمامسة والشعب إذا كان الوقت يسمح. وفي خروجهم بترتيب يقبّلون يد رئيس الموكب ويقف كل واحد بمكانه في الموكب ثم يتحرك الموكب أمام المطران إلى كنيستنا خلف القبر، ويبدأ رئيس الموكب بالصلاة سواء أكانت رفع البخور أم القداس الإلهي.

  وعند انتهاء الصلاة يتحرك الموكب من كنيستنا في بعض المناسبات إلى القبر المقدس ثم إلى حجر التطيب ثم إلى البطريركية القبطية، حيث تدق الأجراس لاستقبال الموكب، كما دقت عند التحرك من البطريركية إلى كنيسة القيامة، وهذه تتم عادة في سبوت وآحاد الصوم الكبير ابتداء من يوم أحد التجربة (ويسمى الأحد الأول عند الطوائف)، ويكون بعد ذلك لكل طائفة يوم أحد خاص بها، فيكون الأحد الخامس خاص بالكنيسة القبطية (أحد التناصير)، وفي عشية أحد التناصير حيث يكون الأحد الخاص بالأقباط في كنيسة القيامة يضع الشماس الأرمني سجادة ووسادة حجر التطيب (المغتسل) ليسجد عليها المطران القبطي أمام حجر التطيب، ويستمر القداس الإلهي بأحد التناصير نصف ساعة زيادة عن موعده.

وللأقباط حق ثابت في القيام بدورات احتفالية بمناسبة الأعياد، سيما يوم أحد الشعانين، ويوم الجمعة العظيمة ويوم سبت النور، وفي فجر أحد القيامة. فقد ذكر ريتشموند مدير دائرة الآثار الفلسطينية في معرض حديثه عن الطوائف التي كانت مستقرة في كنيسة القيامة سنة 1400م، ومنها الأقباط، وذلك في المقدمة التي قدم بها تقرير المستر هارفي سنة 1935م، أن هذه الطوائف كانت تشترك في احتفالات أحد الشعانين والنور وتقوم بثلاث دورات حول القبر المقدس.

  ففي الدورات الخاصة بأحد الشعانين والجمعة العظيمة وسبت النور وعيد القيامة تدور الدورة حول القبر المقدس ثلاث مرات وهم يرتلون الألحان المناسبة، وفي الدورة الثالثة يتوجهون إلى حجر المغتسل حيث يتوقفون لقراءة الإنجيل باللغتين القبطية والعربية، ثم يتوجهون إلى القبر المقدس فيتوقفون أمامه ويدخل بعض الإكليروس إلى القبر حيث يقرأون الإنجيل المناسب بالقبطية والعربية أيضاً، ثم يعود الجميع إلى البطريركية القبطية في موكب رسمي.

. ويقول إجمونت فان درنينبورج Egmont Van Der Nyenburg سنة 1700م إنه شاهد دورة الشعانين مكونة من الروم والأرمن يليهم الأقباط وبعدهم السريان

       ومن الحقوق الثابتة للأقباط والتي تحرص عليها وتنفذها بطريركية الأقباط بالقدس حق البخور في كل مقاديس القيامة مرتين في كل يوم من أيام السنة نهاراً وليلاً، كما أن لهم حق البخور الرسمي في القيامة في الأعياد والمواسم أسوة بالروم واللاتين والأرمن.

ا – البخور الفردي:
وهو البخور العادي طوال السنة في كنيسة القيامة نهارًا الساعة الواحدة وخمس ظهرًا، ومساءً الساعة الحادية عشرة ونصف إن لم يكن بخور للكاثوليك فيتم تأخير بخور الأرثوذكس ساعة. يقوم بهذه الدورة كاهن أو راهب أو شماس، وهى عادة وشرط وضعتها الطوائف من أجل الحفاظ على المقدسات داخل كنيسة القيامة وكنيسة المهد وقبة الصعود بالأراضي وليست طقسًا.

وصف دورة البخور الفردي
يبدأ الشخص الذي يقوم بالدورة بتحضر الشورية ويقف أمام التخت (أي السكن الخاص بالأقباط المواجه لهيكل الأقباط داخل كنيسة القيامة)، إذا كان كاهنًا يلبس الصدرة، وإذا كان راهبًا يلبس البدرشين، وإذا كان شماسًا يلبس التونية وفوقها البدرشين، بعد ان يمر الشماس الرومي (الروم الأرثوذكس) ثم شماس الأرمن الأرثوذكس وبعده يبدأ القبطي بدورة البخور مبتدئًا من كنيسة الأقباط (هيكل السيدة العذراء) ويبخر ثلاث دفعات في الجهات الأربع على شكل صليب، ثم ينطلق إلى القبر المقدس، وفي طريقه يبخر الجانب القبلي لهيكل الأقباط الكائن خلف القبر من جهة الشرق، ويبخر الجانب القبلي للقبر، ثم يتجه يسارًا ثم يصعد درجتين حيث القبر المقدس على يساره وكنيسة نص الدنيا على يمينه، ثم يتجه إلى باب القبر المقدس ويعطى بخورًا، ثم يدخل غرفة الملاك ويعطى بخورًا لحجر الملاك، ثم يدخل إلى غرفة القبر منحنى الرأس لأن الباب قصيرٌ يبخر ثلاث دفعات، ثم يخرج بظهره ثم يبخر مرة أخرى لحجر الملاك، ثم يخرج بظهره من باب القبر الرئيسي ويقف أمامه يبخر مرة أخرى، ثم يتجه اليمين إلى كنيسة نص الدنيا للروم الأرثوذكس ويبخر أمام بابها. ثم ينزل الدرجتين ويتجه إلى حجر المريمات أمام كنيسة الأرمن الأرثوذكس ويعطى بخورًا، ثم يتجه إلى حجر المغتسل (حجر التطيب الذي تم عليه تطيب جسد الرب يسوع) ويعطى بخورًا في الأربع جهات من خلال دورة حول حجر التطيب، ثم يصعد سلم الجلجثة ويعطي بخورًا لموضع الجلجثة، ثم يتجه إلى تمثال الامات السيدة العذراء للكاثوليك ثم مذابح الرحمة للكاثوليك ويعطي لهما بخورًا، ثم ينزل سلم الجلجثة ويتجه إلى موضع جمجمة آدم للروم الأرثوذكس ويعطى بخورًا، ثم يتجه إلى هيكل عمود السخرية ويعطى بخورًا، بعد ذلك ينزل إلى كنيسة الملكة هيلانة للأرمن الأرثوذكس ويعطى بخورًا للهياكل الثلاثة، ثم ينزل السلم المتجه إلى مغارة الصليب ويعطي بخورًا للموضع الذي وجد فيه الصليب المقدس، ثم يصعد من مغارة الصليب وكنيسة الملكة هيلانة ثم يتجه إلى هيكل اقتسام الثياب ثم إلى هيكل لونجينوس الجندي، ثم إلى حبس المسيح ثم إلى مذابح مريم المجدلية ثم إلى كنيسة عمود الجلد للكاثوليك، ثم يتجه إلى القبر المقدس مرة أخرى ويبخر أمام الباب فقط ثم إلى كنيسة الأقباط ختامًا للدورة أمام كنيستنا القبطية.

هناك البخور الزوجي: هو البخور الخاص بالأعياد مثل سبوت وآحاد الصوم الكبير وأحد الشعانين والجمعة العظيمة وسبت النور وأحد القيامة، في أثناء رفع بخور عشية والبخور المسائي وفي أثناء القداس الإلهي.

يبدأ الأقباط صلوات البصخة المقدسة يوم الجمعة العظيمة من الساعة الرابعة صباحًا. حتى يدخل الموكب الرسمي الساعة الحادية عشر. ثم يكملون صلوات هذا اليوم العظيم طيلة اليوم داخلها، كما يضعون المقاعد ويفرشون الأبسطة والسجاجيد أمام الكنيسة القبطية بالقيامة وحولها لراحة المصلين. ثم يقومون بين الساعة الخامسة والسابعة مساءً بدورة احتفالية تسمى "دورة الجناز" حيث يطوفون بموكبهم وهم يرتلون الصلوات ويلقون العظات في هيكل حبس المسيح بالقيامة، ثم هيكل لونجينوس الجندي، ثم إلى هيكل اقتسام الثياب، ثم إلى هيكل الصخرة، ثم إلى الجلجثة بقسميها (الروم واللاتين)، ثم إلى حجر المغتسل، ثم إلى القبر الممجد، ثم يعودون ثانية إلى هيكل الأقباط. وبعد انتهاء الصلوات تختم الدورة ثم يعود الكل إلى البطريركية في موكب رسمي. وهذا ما يتم بالضبط يوم الجمعة العظيمة في تحرك الموكب من مرحلة إلى مرحلة ثم يستريحون قليلا. وهذا ما أشار إليه Beauforf  حيث يقول: تفتح كنيسة القيامة باسم الأقباط وتكرس لهم ويطوفون بموكبهم أرجاءها يقدمون الصلوات على كل مذبح. أما في دورة الجناز العام في يوم الجمعة العظيمة التي تقام ما بين 5-7م بأرجاء كنيسة القيامة فينقسم الموكب عدة أقسام: أولاً يتقدم حاملو الصلبان والبوارق، ثم تلبس فتيات الكنيسة القبطية بالأراضي المقدسة الملابس البيضاء ويرنمن تراتيل جنائزية، ويأتي من خلفهن الشمامسة وهم يرتدون التون البيضاء والبدراشنات الجنائزية ذات اللون البنفسجي، ثم يأتي من بعدهم الآباء الرهبان ويرتدون الصدر الجنائزية ومن فوقها البرانس الجنائزية، ثم يأتي خلفهم المطران بملابس كهنوتية جنائزية وأمام حامل الأناجيل وحامل الشمعدانات وحامل الشواري وكلهم يلبسون الملابس الجنائزية، ويضع فوق رأسه العمامة وفوقها البرنس الجنائزي وبيده الحية النحاسية ومدلى منها شريط أسود.

تفتيش وختم القبر
في غروب يوم الجمعة العظيمة تجري عملية التحضير للحدث العظيم يُفَتَّش القبر المقدس بدقة للتأكد من عدم وجود أي مادة أو أداة يمكن أن تُحدث في المكان ناراً.

بعد ذلك تعمد السلطات المسئولة إلى ختم القبر المقدس بالشمع والعسل. وتعمد كلٌّ من الجهات المشترِكة في المسؤولية عن القبر المقدس إلى طبع ختمها الخاص على مزيج الشمع والعسل.

وفي الساعة 11 صباح يوم سبت النور يدخل موكب الأقباط كما سبق تفصيله ويكون المطران بملابس الخدمة الرسمية مع التاج وفي يده ويد كل واحد من الرهبان فنتا من الشمع (مكون عددها من 33 شمعة على عدد سنوات السيد المسيح على الأرض).

دورة النور المقدس
  وحوالي الساعة 12 ظهراً يمر موكب بطريرك الروم دورة واحدة ثم يدخل إلى القبر المقدس، وبعد ذلك يظهر النور حوالي الساعة الواحدة ويتم تسليم النور إلى مندوبي الأقباط (أحد الرهبان – أحد أبناء الطائفة القبطية من الأراضي المقدسة – أحد زوار الأراضي المقدسة من الأقباط) وعليه يدخل أحد الرهبان إلى غرفة الملاك ويستلم النور من البطريرك وينطلق به ويسلمه إلى المطران حيث يكون منتظرًا في هيكل الأقباط، أما الاثنان الآخران فينتظران عند الطاقة لتسلم النور، وعند تسلمه ينطلقان به إلى المطران بكنيستنا القبطية حيث يسلم المطران النور المقدس إلى بقية الشعب القبطي.

في كل سبت نور (سبت الفرح) من كل عام ظهراً، وفقاً للتقويم الفصحي للأرثوذكس، تعود فتتكرّر أعجوبة النور الذي يظهر من القبر المقدس في كنيسة القيامة المقدسة في القدس.

كيف تجري هذه المحادثة الثابتة على امتداد الزمن، اليوم؟

بدء الاحتفال
يبدأ الاحتفال الخاص بفيض النور المقدس الساعة الثانية عشرة ظهراً وفيه:

1- الطوف: .تقوم الطوائف المسيحية الأرثوذكسية المشتركة في الاحتفال بالدوران حول مبنى القبر المقدس عدد من المرات وهم يرتدون ملابس الخدمة البيضاء ويحملون الصلبان والأيقونات كل في رتبة الأساقفة والرهبان والشمامسة وهم يرددون ألحانهم كل بلغته

2- دخول بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر المقدس.

3- الصلوات التي يؤديها الأب البطريرك طلباً للنور المقدس. تقليدياً (صلوات غير مكتوبة شفهية). عند الظهر، يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس في تطواف يضم المتقدمين في الكهنة والكهنة والشمامسة إضافة إلى كاثوليكوس الأرمن فيما تُقرع الأجراس حزناً. قبل أن يدخل البطريرك يحمل قنديل كنيسة القيامة إناء الزيت الذي يبقى مشتعلاً كل أيام السنة إلا في ذلك اليوم ليستضيء، ذاتياً، من النور المقدس.

يدخل البطريرك من المدخل الداخلي لكنيسة القديس يعقوب الرسول إلى كنيسة القيامة ويجلس على العرش البطريركي.

ثم يأتي، تباعاً، ممثلو الأرمن والأقباط وسواهم ويقبلون يمين البطريرك ليكون لهم بحسب التقليد، أن يتلقوا النور المقدس من يده بعد ذلك، مباشرة، يبدأ الطواف، فيكون على ثلاث دفعات حول القبر المقدس.

ثم يقف البطريرك أمام القبر المقدس حيث يكون الرسميون واقفين.

نزع الختم
بعد الطواف الروم يُنزع الختم عن القبر المقدس.

نزع ملابس البطريرك
وينزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلا قميصه الأبيض يتقدم منه كل من حاكم القدس ومدير الشرطة ويفتشانه أمام عيون الجميع ليصار إلى التأكد من أنه لا يحمل شيئاً يشعل النار به داخل القبر المقدس.

إطفاء الأنوار
كل الأنوار في كنيسة القيامة، إذ ذاك، تكون مطفأة. يدخل البطريرك حاملاً ربطتان من الشمع تضم ثلاثاً وثلاثين شمعة غير مضاءة إلى داخل القبر المقدس.

صلاة البطريرك داخل القبر
يركع البطريرك ويصلي وهو يتلو الطلبات الخاصة التي تلتمس من السيد المسيح له المجد أن يُرسِل نوره المقدس نعمة تقديس للمؤمنين.

معجزة ظهور النور المقدس
هذه ظاهرة لازالت تتكرر وذلك وفق الشهادات التاريخية، منذ القرن الأول للميلاد. في كل سبت نور (سبت الفرح) من كل عام ظهراً، وفقاً للتقويم الفصحي للأرثوذكس، تعود فتتكرّر أعجوبة النور الذي يظهر من القبر المقدس في كنيسة القيامة المقدسة في القدس.

النور المقدس (باليونانية Ἃγιον Φῶς) يصفه المسيحيون الأرثوذكس بمعجزة تحدث كل سنة في كنيسة القبر المقدس في أورشليم يوم سبت النور أو السبت المقدس، أي اليوم السابق لعيد القيامة الأورثوذكسي.

يذكر التقليد الأرثوذكسي أن النور المقدس معجزة تحدث سنويًا في اليوم السابق لعيد القيامة الأرثوذكسي، فيه ينبعث نور أزرق من قبر المسيح يسوع (ينشا عادةً من لوح رخام يغطي سرير حجري يعتقد أن جسد يسوع وُضع عليه عند الدفن) موجود الآن في القبر المقدس، ويشكل بالتالي عمود يحتوي شكل من النار، تضاء منه الشموع، والتي بدورها تضيء شموع الأكليروس والحجاج الحاضرين. كما يقال إن النار تضي المصابيح والشموع الأخرى حول الكنيسة بشكل عفوي. ويدّعي الحجاج والأكليروس أن النار المقدسة لا تحرقهم.

في أثناء وجود البطريرك داخل الكنيسة راكعًا أمام الحجر، يشيع الظلام بعيدًا عن الصمت في الهارج. يسمع المرء همهمة عالية بعض الشيء، والجو مضطرب جدًا. فيما البطريرك يصلي، يُسمع أزيز وللحال، تقريباً، تدفق شُهُبٌ زرقاء وبيضاء من النور المقدس، وعند خروج البطريرك بالشمعتين مضاءتان وتلمعان في الظلمة، يدوي صوت الابتهاج في الكنيسة. من كل مكان، لتُشعل كل آنية الزيت المطفأة، عجائبياً.

كذلك في القبر المقدس عينه، تشتعل الشموع التي حملها البطريرك وهو يصلي تلقائياً.

في تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين وتنفجر دموع الفرح والإيمان من عيون الناس وقلوبهم. في الدقائق الأولى، بعد خروج البطريرك من القبر المقدس ونقله النور المقدس للشعب حيث كل واحد من الشعب يقف وبيده ربطه شمع ليشعلها من النور المقدس، ولا يكون النور المقدس مُحرِقاً لبضع دقائق. بإمكان أي كان أن يمس نور ونار الشموع الثلاث والثلاثين ولا يحترق.

تحول النور إلى نار
في تلك الأثناء، يقوم الشعب الحاضر بتمرير أيديهم في النور ومسح وجوههم به كما ليغتسلوا. وكثيرون يتحدثون عن مشاعر فائقة الوصف تنتابهم من جراء هذا الفعل، سلاماً عميقاً مفرحاً يفوق الإدراك. ثم بعد فترة من الوقت تتحول شعلة النور إلى شعلة من النار عادية.

تصريح البطريرك الأرثوذكسي ذيذوروس
أورد هنا كلام البطريرك ذيذوروس الثاني بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس الذي يقول: "أركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وواصل الصلاة بخوف وتقوى، وهي صلاة كانت وماتزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة انبثاق النور المقدس (النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر. ويكون هذا النور المقدس ذو لون أزرق ومن ثم يتغير إلى عدة ألوان، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأن انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، ويظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.

ظهور النور المقدس يكون سنوياً بأشكال مختلفة، فإنه مراراً يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس.

وأهم صفات النور المقدس أنه لا يحرق، وقد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة، ولم تحرق لحيتي.

وأنه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، ومن ثم أخرج وأعطي النور المقدس لبطريرك الأرمن والأقباط، وجميع الحاضرين".

والنور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، ويضيء القناديل العالية المطفئة أمام جميع الحاضرين.

يطير هذا النور المقدس كالحمامة إلى كافة أرجاء الكنيسة، ويدخل الكنائس الصغيرة مضيئاً كل القناديل.

يُذكر أن النور يُنقل إلى جميع أنحاء العالم الأرثوذكسي ليُصار إلى إيصاله للمؤمنين والأديرة والكنائس في قداس الفصح نصف الليل أو صباح الأحد باكراً ولكي تُضاء القناديل التي لا تُطفأ. وبعد تدور الدورة حول القبر المقدس ثلاث مرات ثم يعود الجميع إلى البطريركية القبطية في موكب رسميفى نحو الساعة الثالثة من نهار يوم سبت النور .

وعيد القيامة  في الساعة السابعة من مساء ليلة احد القيامة يذهب بعض الكهنة والرهبان والشمامسة لعمل التسبحة وارفع بخور باكر عيد القيامة . وفى الساعة الحادية عشر ينزل موكب الكنيسة القبطية من البطريركية القبطية مخترك شارع خان الزيت حتى كنيسة القيامة حيث هيكل الأقباط لصلاة القداس الألهى حى الساعة الثالثة صباحا ثم اخذ قسط من الراحة لمدة ساعة مع تناول سندوتش. وفى تمام الساعة الرابعة تدور الدورة حول القبر المقدس ثلاث مرات وهم يرتلون الألحان المناسبة، وفي الدورة الثالثة يتوجهون إلى حجر المغتسل حيث يتوقفون لقراءة الإنجيل باللغتين القبطية والعربية، ثم يتوجهون إلى القبر المقدس فيتوقفون أمامه ويدخل بعض الإكليروس إلى القبر حيث يقرأون الإنجيل المناسب بالقبطية والعربية أيضاً، ثم يعود الجميع إلى البطريركية القبطية في موكب رسمي.