بقلم: د.عبدالخالق Øسين
نشر الدكتور نزار Ø£Øمد مقالة له على مواقع الانترنت قبل أكثر من عامين، وتØديداً يوم 25/10/2010ØŒ بعنوان (أسباب إضطهاد الشيعة)ØŒ رد بها على Ùصل من كتابي الموسوم (الطائÙية السياسية ومشكلة الØكم ÙÙŠ العراق) والذي نشرتْ Ùصوله على مواقع الإنترنت ÙÙŠ Ù†Ùس السنة، تطرقت Ùيه إلى تاريخ التمييز الطائÙÙŠ ÙÙŠ مختل٠العهود منذ العهد العثماني وإلى الآن. وكنت قد اطلعت٠على مقالة الدكتور نزار Ø£Øمد ÙÙŠ وقتها إلا إني لم أتصور أنها كانت بØاجة إلى رد أو ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…Ù†ÙŠØŒ خاصة وهي أصلاً رد على مقالي. ولكن الغريب ÙÙŠ الأمر أن عاد تعميم المقالة مجدداً خلال الأسبوعين الماضيين، وراØت تصلني Øتى من أصدقاء مقربين لي بمعدل ثلاث مرات يومياً تزامنا مع اندلاع ما يسمى بـ(الانتÙاضة الشعبية) ÙÙŠ المØاÙظات الغربية، والتي يسميها البعض بـ"ثورة الربيع السني" اتسمت برÙع شعارات، وإطلاق هتاÙات مسيئة، وشتائم طائÙية ضد الشيعة. لذا شعرت٠أن إعادة التعميم بشكل مكث٠لها علاقة بما يجري على الساØØ© الآن من الشØÙ† الطائÙÙŠ وإثارة الÙتنة الطائÙØ© وبالتالي إلقاء اللوم على الشيعة.
كما وطالبني البعض Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù…ÙˆÙ‚ÙÙŠØŒ لذا رأيت من المناسب كتابة هذا الرد ولو متأخراً.
يبدأ السيد الكاتب مقاله بنوع من الإطراء بØقي مشكوراً، قائلاً: ((Ù„Ùت انتباهي Øديثا مقال جميل للكاتب عبد الخالق Øسين تطرق Ùيه الى ما اسماه "طائÙية العهد الملكي"))... ويضيÙ: ((لا غبار على صØØ© ودقة الارقام والإØصائيات التي استند عليها الكاتب لأنها اخذت من مصادر موثوقة. مضاÙا اليها Øقيقة تعرض المكون الشيعي الى اهمال اقتصادي وثقاÙÙŠ خلال العهد الملكي والى اضطهاد دموي خلال الØقبة البعثية.))
كذلك ذكر الكاتب بعض الØقائق التي أتÙÙ‚ ويتÙÙ‚ معه كل قارئ علماني تقدمي منص٠يريد الخير للعراق، مثل تأكيده على ضرورة تبني العلمانية والديمقراطية وذمه للطائÙية.. الخ. ولكن بعد ذلك بقليل نجد أن الغرض من هذه العبارات القيمة هو لكسب ثقة القارئ بأنه Ù…Øايد ÙÙŠ هذا الموضوع، وأنه لا يقول إلا الØÙ‚ ولمصلØØ© الجميع، وبذلك يسهل عليه تسويق Ø£Ùكاره التي ÙÙŠ معظمها مجاÙية للواقع والØقيقة، إذ كالعادة ÙÙŠ مثل هذه الØالات، يلجأ هؤلاء إلى إلقاء اللوم على الضØية وتبرئة الجاني، Ùيقول:
((ولكن الكاتب لم يوÙÙ‚ اطلاقا ÙÙŠ تÙسير اسباب هيمنة المكون السني على الوظائ٠الØكومية بما Ùيها الØكومات العراقية التي تلاØقت على Øكم العراق منذ نشأته الØديثة. ايضا اهمل الكاتب عن قصد (كذا) تØليلات الدكتور علي الوردي بانيا بدلا عنها Ùرضيات غير موضوعية ÙÙŠ تÙسيره لهذه الاØصائيات الواردة ÙÙŠ مؤلÙات الوردي مناقضا وهاملاً تÙسيرات الوردي بهذا الخصوص.))
كنت أنتمنى على السيد الكاتب، لو تÙضل علينا بذكر مثال واØد مما أدعى من إهمالي المتعمد لأقوال الوردي ليثبت صØØ© إدعاءاته.
Ùإذا كان يقصد بذلك دور بعض القيادات الدينية الشيعية ÙÙŠ عزل أبناء طائÙتهم، Ùأنا لم أهمل ذلك، إذ خصصت Ùصلاً كاملاً من الكتاب ÙÙŠ هذا الخصوص بعنوان (دور الÙقهاء الشيعة ÙÙŠ العزل الطائÙÙŠ)(1) ولم أهمل أي دور أو تقصير من قبل القيادات الدينية الشيعية، ولمتهم على ذلك، وبالأخص الشيخ مهدي الخالصي، مما دÙع Ø£Øد الكتاب من أتباع الشيخ الرد عليَّ ÙÙŠ هذا الخصوص بمنتهى التشنج بمقال عنوانه: (رداً على مقالة دور الÙقهاء الشيعة ÙÙŠ العزل الطائÙÙŠ) وتØت العنوان عبارة: (ردا٠على تلبيسات أدعياء الثقاÙØ© اليساريين الساقطين ÙÙŠ Ø£Øضان الإمبريالية). بإمكان القارئ الكريم نقل العنوان إلى مساØØ© البØØ« ÙÙŠ غوغل للإطلاع على المقالين.
ÙŠØاول الدكتور نزار Ø£Øمد إلقاء كل ما Ù„ØÙ‚ بالشيعة من عزل ÙˆØرمان من Øقوق المواطنة، على مرجعيتهم الدينية، Ùيقول:
((السؤال الذي ÙŠØ·Ø±Ø Ù†Ùسه هو هل هذه الهيمنة التي استمرت لأكثر من ثمانين عاما اسبابها كانت طائÙية ام ان هناك اسبابا Øقيقية اخرى تق٠وراء هذه الهيمنة؟ ويجيب: "المجتمع الشيعي ومنذ ولاية الدولة العثمانية يختل٠عن المكونين السني والكردي Øيث تتØكم به مؤسستان، الأولى المؤسسة الدينية والثانية نظام العشائر. المؤسسة الدينية Øاولت ولازالت تنتهج سياسة ابقاء المكون الشيعي متخلÙا اقتصاديا وسياسيا وثقاÙيا لأن ذلك يمثل Ù…ÙØ§ØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØكم به ويعتبر اهم عوامل قوتها واستمرارية ديمومتها وهيمنتها.)) (أنتهى).
هذا الكلام غير دقيق إطلاقاً، Ùهو ينÙÙŠ عن العرب السنة والكرد صÙØ© العشائرية والقبلية ÙˆØتى طاعتهم لمرجعياتهم الدينية. بينما الواقع يؤكد أن معظم الشيعة والسنة العرب ينتمون إلى Ù†Ùس العشائر. ÙÙÙŠ كل عشيرة (جبور، شمر، الزبيد، ÙˆØتى الدليم) هناك سنة وشيعة، يعتمد على التوزيع الجغراÙÙŠ. مثلا أبناء عشائر الجبور ÙÙŠ الوسط والجنوب شيعة، ÙˆÙÙŠ الشمال سنة، وهكذا عن بقية العشائر. وكذلك الأكراد هم عشائر، سنة وشيعة.
أما اختلا٠الشيعة العرب عن السنة منذ ولاية العهد العثماني Ùسببه ليس المرجعية كما أدعى الكاتب، بل عاملت الدولة العثمانية الشيعة كطائÙØ© منØرÙØ© عن الإسلام، واضطهدتهم ومنعتهم من دخول المدارس ووظائ٠الدولة. ÙˆØاولت السلطات الطائÙية ÙÙŠ العهد الملكي السير على النهج العثماني. (راجع مقالنا: الطائÙية ÙÙŠ العهد الملكي) الرابط أدناه.(2)
ويضي٠الكاتب: ((لهذا نبين بعضا من سياسات المرجعية والتي كانت نتائجها هيمنة المكون السني
اولا: عند نشأة الدولة العراقية عام 1921, المؤسسة الدينية الشيعية قاطعت العملية السياسية برمتها ÙˆØرمت الانتماء الى مؤسسات الدولة العراقية او Øتى التعامل معها.)) أنتهى.
هذا الكلام يمثل نص٠الØقيقة، إذ كان الشيخ مهدي الخالصي وعدد من رجال الدين الشيعة اتخذوا هذا الموق٠المتشنج من الدولة الوليدة التي هم ساهموا ÙÙŠ ولادتها بثورة العشرين، وتم تهجيرهم إلى إيران بتهمة التبعية الإيرانية. ولكن ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت كان هناك رجال دين شيعة مثل الشيخ Ù…Øمد Øسين كاش٠الغطاء، والسيد Ù…Øمد الصدر، والشيخ Ù…Øمد رضا الشبيبي، والزعيم السياسي المعرو٠جعÙر أبو التمن وغيرهم كثيرون، كانوا يسعون لإنصا٠أبناء طائÙتهم ومشاركتهم ÙÙŠ صنع القرار السياسي والوظائ٠الØكومية، ولكن كانت مطالباتهم تواجه بالقمع والرÙض الشديد. إضاÙØ© إلى جلب كتاب طائÙيين من البلاد العربية لتألي٠كتب تØØ· من قدر الشيعة وتؤلب عليهم، وتعتبرهم من بقايا الÙرس الساسانيين. ÙˆÙتنة أنيس النصولي وغيره معروÙØ© لكل من قرأ تاريخ العراق الØديث.
Ùكان ومازال هناك اتجاه ÙÙŠ الوسط السني معارض لمشاركة الشيعة بالسلطة بما يناسب ثقلهم السكاني، وما تÙرزه صناديق الاقتراع. وكل ما نشاهده ونقرأه هو نزعة الØØ· من الشيعة واتهامهم بالتبعية الإيرانية ونعتهم بالصÙوية، ÙˆØتى التشكيك بعروبتهم وانتمائهم للعراق، دون أن نسمع أو نقرأ أية إدانة من السياسيين والكتاب العرب السنة، بمن Ùيهم العلمانيون، لهذه الØملة الضارية التي بدأت منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولØد الآن. ÙÙÙŠ الثلاثينات من القرن الماضي نشر المدعو (عبدالرزاق الØصان)ØŒ وبدعم عدد من رجال السلطة ÙÙŠ ذلك العهد كتاباً بعنوان (العروبة ÙÙŠ الميزان) واصÙاً Ùيه الشيعة بأنهم “شعوبيون بالإجماع، Ùرس بالإجماع، وهم من بقايا الساسانيين ÙÙŠ العراق، ولا ØÙ‚ لهم ÙÙŠ السلطة، أو أي تمثيل ÙÙŠ السلطة!! لأن الأجنبي ليس من Øقه المساواة مع ابن البلد”.
أي أنه اعتبر الشيعة الذين قادوا ثورة العشرين أجانب!
ونØÙ† بدورنا نسأل السيد نزار Ø£Øمد، ما علاقة هذا الكلام بالمرجعية الشيعية؟ الغرض هو تبرئة الطائÙيين الذين زرعوا الطائÙية مع وضع Øجر الأساس منذ تأسيس الدولة العراقية الØديثة، وإلقاء اللوم كله على الضØية. Ùما الذي تغير الآن؟ لقد تØولت Ù…Øاربة الشيعة من Øروب كلامية عن طريق مقالات والكتب ÙÙŠ العهد الملكي إلى Øروب إبادة Øقيقية بالمتÙجرات ÙÙŠ الوقت الراهن.
ثم يأتي الكاتب على: ((ثانيا: تØريم او عدم التشجيع على الانتساب الى الكليات العسكرية. خصوصا اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الكليات العسكرية سواءً كانت ÙÙŠ العهد الملكي او الØكومات الشمولية التي Ù„Øقته كانت تقبل جميع المتقدمين اليها والذين يجتازون الÙØص الطبي، كذلك Ùإن الترقية ÙÙŠ الجيش العراقي كانت تلقائيا ولا تÙرق بين عمر وزيد.)) أنتهى.
هذه أيضاً مغالطة مقصودة ومضللة. Ùالمعرو٠أن المرجعية الشيعية ليست موØدة، بل كل من بلغ مرØلة الإÙتاء ÙÙŠ التراتبية الشيعية (آية الله) له أتباعه من الشيعة. وكما بينا، ليس كل Ùقهاء الشيعة منعوا أبناء طائÙتهم من الالتØاق بالجيش، أو التقديم للكليات العسكرية، وهذا معروÙ. وإذا كان الأمر كما قال الكاتب ÙÙŠ السنوات الأولى من العهد الملكي، Ùلماذا استمر عدم قبول المتقدمين الشيعة إلى نهاية العهد الملكي إلا نادراً. وهنا أعيد المثال الذي ذكرته ÙÙŠ مقالي (الطائÙية ÙÙŠ العهد الملكي) والذي أغÙله الكاتب قصداً، كالتالي:
روي لي الأستاذ عادل Øبه (قيادي سابق ÙÙŠ الØزب الشيوعي العراقي)ØŒ أنه Øين أنهى مرØلة الدراسة الثانوية ÙÙŠ الخمسينات، ÙˆØاز على معدل عال يؤهله للقبول بأية كلية يرغبها، قرر بناءاً على توجيه الØزب الشيوعي تقديم طلب قبول إلى الكلية العسكرية ليتخرج ضابطاً ÙÙŠ الجيش، وجرى اجتيازه لكل الاختبارات بما Ùيها الÙØوصات الطبية بنجاØØŒ وعند مقابلته آمر الكلية العسكرية ÙÙŠ المقابلة النهائية، لتدقيق أوراقه ومعدلاته والÙØوصات الطبية، أبلغه أنه مستوÙÙŠ كاÙØ© شروط القبول ÙÙŠ الكلية العسكرية، لكن Ùاجأه بسؤال: هل أنت سني أم شيعي؟ Ùأجاب أنه شيعي. Ùأبلغه أن طلبه للالتØاق بالكلية العسكرية مرÙوض.
كما ونقل لنا المرØوم عدنان عليان ÙÙŠ كتابه (الشيعة والدولة العراقية الØديثة) شهادة من عراقي سني، وهو الراØÙ„ ثابت Øبيب العاني، قيادي شيوعي سابق، ذكرها ÙÙŠ ندوة Ùكرية عام 1993 ÙÙŠ لندن، بمناسبة ذكرى ثورة 14 تموز 1958ØŒ تعرض للمسألة الطائÙية وأكد وجودها ÙÙŠ إطار التطبيق والممارسة، بكل مراÙÙ‚ الدولة، وبالخصوص القبول ÙÙŠ الكلية العسكرية، Ùأورد Øادثة Øصلت له Øين تقدم للكلية العسكرية هو وزميل له، Ùقبل هو Ùوراً، ورÙض صاØبه، والسبب أن اسمه العاني، واسم زميله عبدالØسين (لا يسمى به إلا الشيعة)ØŒ ÙÙŠ Øين أكد العاني أن زميله كان Ø£Ùضل منه من ناØيتين، اللياقة البدنية، والناØية العلمية.
ولا شك أن هناك الكثير من القصص المماثلة التي تعرَّضَ لها الناس بسبب التمييز الطائÙÙŠ ÙÙŠ ذلك العهد.
ثم يأتي الكاتب على ((ثالثا: تأييد المرجعية للإقطاع المسؤول الأول والأخير عن تخل٠المجتمع الريÙÙŠ العراقي... ورابعا: Ù…Øاربة المرجعية لعبد الكريم قاسم الذي قضى على الاقطاع ÙˆØاول القضاء على هيمنة النظام العشائري وأØداث تنمية ثقاÙية واقتصادية.
((خامسا: Ù…Øاربة المرجعية للعمل الØزبي وخصوصا الاØزاب العلمانية والليبرالية واليسارية. Ùمن منا لا ينسى Ùتوى المرجعية والتي اعتبرت الانتماء الى الØزب الشيوعي ÙƒÙرا والØادا. Ù„Øد هذه اللØظة يعاني الØزب الشيوعي من آثار هذه الÙتوى الجائرة))
جوابنا هو: من المعرو٠أن معظم رجال الدين ÙÙŠ العراق وخارج العراق، سنة وشيعة هم مع الإقطاع، والقوى الرجعية. وهذه الصÙØ© لا ينÙرد بها رجال الدين الشيعة ÙÙŠ العراق إلا نادراً. أما موق٠المرجعية من الأØزاب العلمانية Ùهو الآخر معروÙØŒ ولماذا ينسØب هذا الموق٠على الشيعة ÙˆØدهم؟ Ùالشيعة لم يطيعوا قيادتهم الدينية ÙÙŠ هذا الخصوص، إذ معظم الجماهير التي داÙعت عن عبدالكريم قاسم ÙˆØكومته هم من الشيعة، Ùˆ80% من المنتمين للØزب الشيوعي وغيره من الأØزاب العلمانية ÙˆØتى Øزب البعث، هم من الشيعة. Ùلو كان للمرجعية كل هذا التأثير على الشيعة لتغيرت هذه الأرقام. ونشعر أن ÙÙŠ كلام الكاتب هذا Ù…Øاولة لاستمالة اليسار إلى موق٠طائÙÙŠ ضد الشيعة، نتمنى عليه تجنبها. أما سبب معاناة الØزب الشيوعي وانØسار شعبيته Ù„Øد الآن Ùليس Ùتاوى المرجعية، بل السياسات الخاطئة التي تبناها الØزب الشيوعي ÙÙŠ معظم مراØÙ„ تاريخه، وبالأخص ÙÙŠ تØالÙاته مع الÙاشية البعثية ÙÙŠ السبعينات، وانهيار الأيديولوجية الشيوعية وبطلان Ù…Ùعولها عالمياً.
ثم يصل الكاتب إلى بيت القصيد وهو التØريض على السياسيين الشيعة دون غيرهم Ùيقول:
((والآن وبعد ثمان سنوات من وصول الØكومات الشيعة إلى دÙØ© الØكم Ù…Øمولة على دبابات العم سام، ماذا قدمت هذه الØكومات للمكون الشيعي غير الÙقر والتشرذم والتخل٠والأمراض والبطالة ونقص الخدمات والركود الاقتصادي والÙقر الثقاÙÙŠ واغتصاب الاوجه الترÙيهية وتقسيم المجتمع الشيعي الى بؤرات دينية متناØرة وإعادة هيمنة النظام العشائري.)) انتهى
هناك عدة مغالطات ÙÙŠ هذه الأقوال. الأولى، هل Øقاً الØكومات منذ ثمان سنوات هي شيعية أم تضم ممثلين من جميع مكونات الشعب؟ وهل مجرد كون رئيس الوزراء شيعي، صارت الØكومة كلها شيعية؟ لا نريد ذكر انتماءات الوزراء الدينية والمذهبية، Ùهذه الØقائق معروÙØ© للجميع، ولكن الإصرار على وصÙها بأنها Øكومة شيعية، رغم أن رئيس الجمهورية سني كردي، ورئيس البرلمان سني عربي، وأكثر من 60% من الوزراء هم من السنة (عرب وكرد وغيرهم). Ùهل كون رئيس البرلمان عربي سني، صار السنة العرب مهيمنين على البرلمان؟ المشكلة هنا أن الجماعة لا يمكن أن يقبلوا شيعياً رئيساً للوزراء.
أما المغالطة الأخرى Ùهي قوله أن هذه الØكومات الشيعية جاءت إلى دÙØ© الØكم Ù…Øمولة على دبابات العم سام.
أولاً، يجب أن يعر٠السيد نزار Ø£Øمد وغيره من الذين يرددون هذه الأقوال ليل نهار، أن النظام البعثي هو بالأساس من صنع العام سام. وباعترا٠زعيم Øزب البعث الأسبق، علي ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³Ø¹Ø¯ÙŠØŒ أنهم جاؤوا إلى الØكم عام 1963 على القطار الأمريكي. وهناك بØوث وشهادات تؤكد أنه Øتى مجيئهم للØكم عام 1968 كان بتخطيط ودعم العام سام وبدÙع من الشركات النÙطية الأمريكية والبريطانية. وما Øملة الاغتيالات لبعض المشاركين ÙÙŠ ذلك الانقلاب (ناصر الØاني، وعبدالرزاق الناي٠وغيرهما) Ùيما بعد، إلا لإخÙاء دور العام سام.
كما واعتر٠الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلتنون، أن أمريكا تتØمل مسؤولية أخلاقية لمساعدة الشعب العراقي بتØرير العراق من Øكم صدام الجائر، لأن أمريكا هي التي أوصلته إلى الØكم ومدته بالدعم.
وثانياً، صØÙŠØ Ø£Ù† القوات الدولية بقيادة أمريكا هي التي اسقطت Øكم البعث الÙاشي، وهي Ù†Ùسها التي Øررت أوربا من الÙاشية والنازية الهتلرية، إلا إن الØكومة منذ 2004 وإلى الآن هي نتاج صناديق الاقتراع. والإصرار على ترديد القول أن الØكومة نصبتها أمريكا (وإيران كما يدعي البعض الآخر) هذه الأقوال مغرضة وكيدية ودليل على معاداة هؤلاء للديمقراطية والانتخابات، وإلغاء شرعية الØكومة المنتخبة لتبرير إسقاطها بالإرهاب.
ويضي٠الكاتب بنبرة تØريضية قائلاً: ((من يذهب الى مدن الثورة والشعلة والجمهورية (البصرة) والØÙŠ (الكوت) وعلي الغربي (ميسان) لا يجد Ùرقا بين الامس واليوم بل يجد اØوالها اسوأ مما كانت عليه Øتى ÙÙŠ عهد البعثية. ثمان سنوات ليس بالزمن القصير مقارنة مع عهود عبد الكريم قاسم والعارÙين والبكر. كذلك لا يمكن التØجج بتدني الوضع الامني لان مناطق الجنوب والوسط مستقرة امنيا ومنذ يوم سقوط الصنم (كما يسموه) وان كانت تØدث اعمال شغب Ùسببها خلاÙات وتناØرات مليشيا اØزاب الاسلام السياسي الشيعية.)) (انتهى)
دعونا نناقش هذه النقاط واØدة واØدة:
لقد أهمل Øكم البعث جميع الخدمات والبنى التØية والركائز الاقتصادية منذ تورطه بØربه العبثية مع إيران عام 1981ØŒ إلى سقوطه عام 2003. إضاÙØ© إلى 13 سنة من الØصار الاقتصادي، والخراب البشري. Ùمن المستØيل تغيير الوضع ÙÙŠ ثمان سنوات أو عشر سنوات، ومع ذلك هناك تØسن ملموس ÙÙŠ جميع الميادين، ولكن هناك Øملة إعلامية مضادة لإنكار الإيجابيات، وتضخيم السلبيات، واختلاق المزيد منها لإظهار العهد البعثي بالعهد الزاهر. بينما يجب على البعثيين أن يتواروا عن الأنظار بعد كل هذا الخراب والمجازر والØروب والدمار الذي ألØقوه بالعراق والمنطقة. Ùماذا أبقى البعثيون ليواجهوا به الشعب العراقي؟
ثم يذكر الكاتب شهيد الوطنية العراقية الزعيم عبدالكريم قاسم وما Øققه من مكتسبات للشعب خلال 4 سنوات ونص٠السنة من Øكمه القصير. كان الزعيم قاسم قد اعتمد على شخصيات تكنوقراط وطنية Ùذة مثل Ù…Øمد Øديد، وإبراهيم كبة، وهديب الØاج Øمود، وعبداللطي٠الشواÙØŒ ومصطÙÙ‰ علي وغيرهم كثيرين. ولم يكن لعبدالكريم قاسم برلمان مشاكس له يمتنع عن التصويت على برنامجه الإعماري لكي لا يكون دعاية يستÙيد منها رئيس الوزراء كما هو الØال اليوم مع المالكي. كذلك لم يجرأ Ø£Øد من وزراء الزعيم قاسم أن تكون له رجل ÙÙŠ الØكومة ورجل ÙÙŠ الإرهاب، وكذلك لم تكن هناك القاعدة الوهابية الإرهابية والتÙجيرات والمÙخخات وغيرها. لذلك Ùمن المغالطة القول أن غياب الأمن لا علاقة له بالتلكؤ بالبناء والإعمار. والجنوب كغيره من المناطق العراقية لا ينعم بالأمن كما ادعى الكاتب. ومع ذلك لم يسلم الزعيم قاسم من مؤامرات البعثيين المجرمين. Ùالبعث هو أخطر وأخبث سرطان أصاب الجسد العراقي.
أما البكر Ùكان ÙŠØكم العراق بالØزب الواØد الذي ÙŠØصي على الناس أنÙاسهم. Ùالإرهابيون اليوم هم الذين كانوا ÙŠØكمون ÙÙŠ عهد البكر لذلك شعارهم: (إما أن Ù†Øكم العراق أو ندمره). ولذلك تراهم يعادون الديمقراطية لأنهم لا يستطيعون الوصول للسطلة عن طريق الانتخابات النزيهة.
ويسأل الكاتب: "لماذا لا يمثل الشيعة غير الاسلامي؟"
وجوابنا هو: من قال لك لا يمثل الشيعة غير الإسلامي؟ Ùهناك Ù†ØÙˆ 30 نائباً من القائمة "العراقية" هم من الشيعة من بغداد ومØاÙظات الوسط والجنوب. كذلك نسبة كبيرة من كتلة دولة القانون، والإئتلا٠الوطني (الØكيم) هم علمانيون شيعة ÙˆØتى بينهم سنة. وعلى سبيل المثال لا الØصر، الدكتور مهدي الØاÙظ من كتلة دولة القانون، وهو قيادي شيوعي سابق.
كذلك، كون الØزب إسلامياً لا يعني أنه طائÙÙŠØŒ إذ أكد رئيس الوزراء نوري المالكي مراراً وتكراراً أنه يسعى لبناء دولة مدنية (أي علمانية). كذلك أكد قياديون سنة من كتلة "العراقية" مثل الشيخ خل٠العليان، والشيخ Øميد الهايس، أن المالكي ليس طائÙياً بل زعيماً وطنياً. كذلك يمكن القول أن الØزب العلماني لا يعني أنه غير طائÙÙŠ. Ùالذين Øكموا العراق قبل 2003 لم يكونوا إسلاميين، بل كانوا علمانيين Øد النخاع، ولكنهم كانوا طائÙيين Øد النخاع أيضاً (عدا Øكومة الزعيم عبدالكريم قاسم).
إذ كما قال العلامة علي الوردي: " الإنسان العراقي أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا بين المذاهب الدينية، Ùتراه ملØدا من ناØية وطائÙيا من ناØية أخرى".(شخصية الÙرد العراقي، ص 47).
Ùهل الذين رÙعوا صور صدام Øسين ورددوا هتاÙات طائÙية ضد الشيعة ÙÙŠ تظاهرات الرمادي والÙلوجة هم من Ø£Øزاب إسلامية؟ كلا، بل معظمهم بعثيون لا دينيون. ومن الجانب الآخر، هل سمعتم يوماً هتاÙاً طائÙياً من Øزب إسلامي شيعي ضد أهل السنة؟ أبداً.
يدعي السيد نزار Ø£Øمد ((أن تØكم المؤسسة الدينية وسياستها هما سبب ابقاء المجتمع الشيعي متخلÙا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقاÙيا. هذه السياسة مهدت للهيمنة السنية ÙÙŠ العهود الماضية ولازالت تضطهد المجتمع الشيعي اقتصاديا واجتماعيا وثقاÙيا وترÙيهيا ولا Ùرق ان كان الØاكم شيعيا ام سنيا ام كورديا.)) (انتهى)
إذنْ، المجتمع الشيعي ÙÙŠ رأي الكاتب متخل٠اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقاÙيا. ولكن بعد Ùقرات قليلة يقول لا Ùظ Ùوه: ((الطائÙØ© الشيعية زاخرة بالعقول العلمية والثقاÙية والأدبية والإدارية والاقتصادية والأكاديمية ...)).
أما Ùيما يخص وضعهم الاقتصادي، Ùنذكر الكاتب أن معظم تجار الشورجة الذين أمم عار٠ممتلكاتهم، ومن ثم هجرهم صدام Øسين بتهمة التبعية الإيرانية لأسباب طائÙية، كانوا من الشيعة. أما عامة الشيعة ÙØالهم ÙƒØال العامة من بقية مكونات الشعب، Ùهم الÙقير ÙˆÙيهم الغني ÙˆÙيهم البين بين، ولا أعتقد للمرجعية أية علاقة بوضعهم الاقتصادي.
ÙˆÙيما يخص تصاعد دور العشائر ÙÙŠ هذه المرØلة Ùسببه ليس "الØكومة الشيعية" بل Øكم البعث الذي Ø£Øيا القبلية والعشائرية وأعاد الشعب العراقي إلى ما قبل تكوين الشعوب. وهذه الكارثة لا يمكن التخلص منها بإصدار Ùرمان من رئيس الØكومة، ولا ÙÙŠ عشر سنوات، بل يستغرق وقتاً طويلاً.
يقول الكاتب: "المرجعية هي التي صنعت الدستور العراقي؟"
وهذا غلط كبير. المرجعية ساهمت وبطلب من السياسيين، أن تلعب دوراً ÙÙŠ دمقرطة البلاد وكتابة الدستور. Ùالمرجعية أصرت على أن يكتب الدستور من قبل نواب منتخبين من الشعب. ولذلك Ùقد ساهم أكثر من سبعين نائباً من جميع مكونات الشعب العراقي، ÙÙŠ كتابة الدستور الذي صوت عليه الشعب. وهذه هي الديمقراطية. ومع ذلك، Ùلو تقرأ الدستور لا تجد Ùيه أي أثر شيعي سوى الديباجة (المقدمة)ØŒ وهي لا تقدم ولا تؤخر.
ولم يكت٠الكاتب بإلقاء اللوم على المرجعية ÙÙŠ كل شيء، إذ يلومها Øتى على الÙساد. وكأن الÙساد من طائÙØ© واØدة Ùيقول: ((Ùواجب المرجعية هو Øماية والدÙاع عن Øقوق المواطن المؤمن وليس الØياد عن Ùساد الساسة وتكاثر برجوازيتهم)).
Ùمن جهة يطالب الكاتب المرجعية بعدم التدخل ÙÙŠ السياسية، ومن جهة أخرى يطالبها بالتدخل للتخلص من الÙساد.
نؤكد للسيد نزار Ø£Øمد، أني لا أريد الدÙاع عن المرجعية، Ùهي لا تØتاج دÙاعي، ولكن الØقيقة يجب أن تقال. ÙÙ„Øد علمي، ÙˆÙيما يخص السيد علي السيستاني أنه لا يرغب التدخل ÙÙŠ السياسة، وضد Øكم ولاية الÙقيه. ولكن ظرو٠المرØلة القاهرة، وعدم وجود زعيم سياسي يتمتع بالاØترام العميق لدى الجميع، اضطر السياسيون الشيعة، اللجوء إلى المرجعية لما لها من المكانة الروØية والتأثير على أتباعهم، وكان دور المرجعية إيجابياً ÙÙŠ جميع المناسبات، وأهمها مطالبتهم الشيعة بالصبر وضبط النÙس عندما تعرضوا ومازالوا لمجازر الإرهاب وهدم أضرØØ© أئمتهم.
أما سبب التÙا٠الشيعة Øول الأØزاب الإسلامية Ùهو من أجل البقاء. وهذه غريزة طبيعية (داروينية) ينÙذها الكائن الØÙŠ Øتى بدون وعي. Ùعندما يرى الشيعي وجوده مهدداً لا لشيء إلا لأنه شيعي، وهو ÙÙŠ نظر السني أجنبي إيراني، صÙوي، ابن المتعة وخنزيز وابن خنزير، عندئذ لا يرى بداً سوى التخندق ÙÙŠ Øزب الطائÙØ©. وهذا هو سبب هزيمة الأØزاب العلمانية ÙÙŠ المØاÙظات ذات الغالبية الشيعية. ولذلك يتمتع التØال٠الوطني (دولة القانون+ الإئتلا٠الوطني) بأكبر عدد من المقاعد (159). ولا أتوقع أن تكون النتائج أقل من ذلك ÙÙŠ الانتخابات القادمة.
يقول الكاتب: ((أن التيار الصدري يمثل صوت ايران ÙÙŠ الØكومة العراقية ولا تهمه مصلØØ© الشيعة بقدر ارضاء النظام الايراني.))
إذا كان الأمر كذلك، Ùلماذا ترØب به "العراقية" وهي تمثل العرب السنة، والصدر Ø£Øد الزعماء الثلاث (علاوي وبارزاني والصدر) لسØب الثقة من المالكي؟ هل إيران تريد سØب الثقة من المالكي؟ إذنْ، لماذا يصرخون ليل Ùˆ نهار أن المالكي عميل إيراني؟
ثم يعتر٠الكاتب أن "المكون الشيعي لم يعد مكونا موØدا وانما Ø§ØµØ¨Ø Ù…ØªÙƒÙˆÙ† من مكونات مذهبية متناØرة مع بعضها البعض".
ونØÙ† نواÙقه على ذلك، Ùشأن الشيعة كبقية مكونات الشعب العراقي، منقسم على Ù†Ùسه.
ويختم الكاتب مقاله بملاØظة Ùيقول: ((شخصيا انا ضد جميع اشكال الطائÙية سواء كانت قومية او دينية او مذهبية او عشائرية ولكن تطرقي الى الطائÙية انطلق من واقعية الوضع الراهن. كذلك اØترم Øرية المواطن بممارسة العقائد الدينية التي تناسب اعتقاده الشخصي ولكني اق٠ضد تسيس الدين وضد الاكراه ÙÙŠ الدين واستغلاله لغسل عقل المواطن والتØكم به. ÙÙŠ دولة المواطنة الشخص Øر ÙÙŠ سلوكه وتصرÙاته واعتقاداته واÙكاره مهما كانت بضمنها الالØادية او ممارسة العقائد غير السماوية. Ùهل تقبل المرجعية بذلك؟ شخصيا لا اعتقد واكاد اجزم)).
وأنا أتÙÙ‚ كلياً مع الكاتب ÙÙŠ هذه الخاتمة الجميلة، ولكن يجب عليه دعم الأقوال بالأÙعال. Ùالمسألة ليست بالتمنيات وترديد مقولات ضد الطائÙية، ولا بيد المرجعيات الدينية، بل نتيجة الظرو٠الموضوعية التي يعيشها الشعب، ومدى تطور وعي الشعب سياسياً ÙˆÙكرياً وأمنياً واقتصادياً. وقد صدق من قال :"غيّÙر ظرو٠الإنسان تتغيَّر أخلاقه." ÙالØÙ„ الوØيد للتخلص من الأØزاب الإسلامية الشيعية هو نبذ الصراع الطائÙÙŠØŒ ودØر الإرهاب الذي يشنه البعث ÙˆØليÙته القاعدة لإبادة الشيعة، والعمل على إرساء دولة المواطنة والنظام الديمقراطي. Ùطالما يشعر الشيعي أنه معرض للإبادة بسبب مذهبه، Ùلا
يرى غير الأØزاب الإسلامية ملاذاً له من أجل البقاء، وكل ما عدا ذلك هراء ÙÙŠ هراء.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات ذات علاقة بالموضوع
1) د.عبدالخالق Øسين: دور الÙقهاء الشيعة ÙÙŠ العزل الطائÙÙŠ
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/news/408.html
2)د.عبدالخالق Øسين: الطائÙية ÙÙŠ العهد الملكي
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=411