محرر الأقباط متحدون
بدأ أمس الاثنين ٢٨ نيسان أبريل يوبيل الأشخاص ذوي الإعاقات والذي يستمر يومين. وقد ترأس المطران رينو فيزيكيلا بعد ظهر الأمس قداسا إلهيا لهذه المناسبة في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار.
    
ترأس المطران رينو فيزيكيلا بعد ظهر الاثنين ٢٨ نيسان أبريل في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار قداسا إلهيا لمناسبة يوبيل الأشخاص ذوي الإعاقات الذي بدأ أمس ويستمر ليومين. وشدد في عظته على ضرورة الحفاظ على ما وصفها بشجاعة عدم البقاء صامتين. وتوقف عند ثلاث كلمات هامة هي الجرأة والثورة والاعتيادية، وأضاف أن هذه كلمات قد تبدو في تناقض إلا أنها تعكس بالأحرى قلبا ينبض بالتكامل. وتحدث من جهة أخرى عن تحويل الـ "هُم" إلى "نحن" بدون خطابة أو أفعال استثنائية.

ومن بين ما شدد عليه المطران فيزيكيلا، الذي أشرف على تنظيم السنة اليوبيلية وكان العميد بالنيابة لدائرة البشارة، ضرورة التجديد في التقاليد بدون قطع خيطها الثمين، وأضاف أن الليتورجيا أيضا تلمس نسمة التجدد هذه مشيرا إلى أنه وإلى جانب الترتيل هناك اليوم أيضا لغة الإشارات، الصامتة ولكن الرنانة حسبما ذكر. وتابع أن هذا يتم من خلال جوقة يغني أعضاؤها لا فقط بالصوت بل وأيضا بالأيادي والقلوب.

وفي حديثه عن افتتاح اليوبيل بصلاة زخمة للجماعة التي تمثل الأشخاص ذوي الإعاقات قال المطران رينو فيزيكيلا إن هذه بذرة قد وضعها البابا فرنسيس في حبريته المطبوعة بالرحمة والدمج. وواصل معربا عن الرجاء في أن تزهر هذه البذرة وأن تظل في الكنيسة. هذا وانطلق المطران في عظته من القراءة من أعمال الرسل والتي تُحدثنا عن شفاء بطرس مًقعدا باسم يسوع المسيح، حيث قال بطرس للمقعد: "لا فِضَّةَ عِندي ولا ذَهَب، ولكِنِّي أُعْطيك ما عندي: بِاسمِ يسوعَ المَسيحِ النَّاصِريِّ امشِ!". لقد كانت هذه معجزة لا بالثراء بل بالإعادة قال المطران فيزيكيلا، حيث مُنح المُقعد القدرة على الاعتماد على الذات والكرامة والقوة لينهض مجددا.

هذا وقد تحدث إلى وسائل الاتصالات الفاتيكانية بعض المشاركين في القداس الإلهي لمناسبة اليوبيل، ومن بينهم كريستينا بورلوتي التي أتت إلى روما من مدينة بيرغامو الشمالية، وهي مسؤولة المكتب الرعوي للأشخاص ذوي الإعاقات في الأبرشية. وتوقفت في حديثها عند ما وصفته بنشاط في مجالين، الأول هو، وبدلا من تشكيل مسارات خاصة، بذر دمج في الأطر اليومية. أما الثاني فهو تغيير الثقافة بدءً من الكلمات، وتحدثت هنا عن استخدام عبارة الأشخاص ذوي الإعاقات بدلا من المعاقين، وأضافت أن اللغة هي مثل الأيادي، يمكنها أن تشَيد الجسور أو أن ترفع الجدران. وأشارت كريستينا بورلوتي من جهة أخرى إلى مشاركتها صباح أمس في مؤتمر بعنوان "نحن حجاج الرجاء" نظمته الخدمة الوطنية لرعوية الأشخاص ذوي الإعاقات في مجلس أساقفة إيطاليا. وقد تحدثت خلال هذه المبادرة مارتا روسو رئيسة جمعية تعمل في مجال تعزيز أشكال من السياحة يمكن للأشخاص ذوي الإعاقات المشاركة فيها. وعرَّفت في حديثها بمشروع اقترحته ينطلق من القناعة بما تصفه بحقيقة بسيطة وجذرية، ألا وهي أن الإعاقة لا توجد خارجنا بل هي داخلنا. وتابعت متحدثة بالتالي عن ثورة ثقافية دعا إليها البابا فرنسيس، وشددت على أن هذه ثورة على الشباب أن يسيروا بها إلى الأمام، الشباب القادرون على الحلم وتحقيق المستقبل، بلوغ عالم أكثر عدلا.

ومن بين مَن تحدثوا إلى وسائل الاتصالات الفاتيكانية لوكا القادم من فارمو في محافظة أوديني من شمال إيطاليا والذي جاء إلى روما مرافقا جماعة من شباب من ذوي الإعاقات، وذلك في رحلة كان يبدو حتى وقت قليل مضي من غير الممكن مجرد التفكير فيها حسبما ذكر. وأضاف أن الطرق التي يمكن لذوي الإعاقات المرور عبرها لا توجد فقط في الفسحات بل هي أيضا في الإمكانيات، كما وليس الهدف مكانا جغرافيا بل بالأحرى أماكن داخلية مثل الاعتماد على الذات، الكرامة، السعادة.