كتب - محرر الاقباط متحدون
ترأس نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي، لأجل راحة نفس قداسة البابا فرنسيس، وذلك بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بالأقصر.
شارك في الصلاة القمّص أثناسيوس حنين، والقمّص أندراوس بسادة، والأبّ يوحنّا مُعطي، والأبّ مايكل إميل، والأبّ أيوب جمال، بحضور الأخوات الرّاهبات، وأبناء الإيبارشيّة من الرعايا المختلفة الّذين جاءوا للمشاركة في القدّاس الإلهيّ لراحة نفس الحبر الأعظم.
وتحدّث الأب المطران في كلمة العظة عن حياة قداسة البابا فرنسيس، الّذي كان مثالاً حيًّا في التّواضع والبساطة، والتّفاني في خدمة الفقراء والمهمّشين، فكان بسيطًا في حياته حتّى أنّ الغرفة الّتي كان يحيا بها لم يكن بها إلاّ الشّيء القليل من الأثاث البسيط الضّروريّ للحياة، وكان يتبرّع بكلّ الهدايا الثّمينة الّتي يتلقّاها للفقراء والمحتاجين، ويرفض ارتداء الملابس الثمينة القيّمة، ويكتفي بالبسيط منها، وكان دائمًة يستخدم سيارة بسيطة داخل روما أو خارجها في زياراته للدول الأخرى، بالإضافة إلى قيامه باختيار سجن من السّجون كلّ سنة، ليقوم بزيارتهؤ ويقوم فيه بطقس غسل الأرجل للمساجين في يوم خميس العهد، على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم، ودياناتهم، في علامة محبّة أبويّة منه إلى أنّهم بشر مخلوقين على صورة الله ومثاله وليسوا منبوذين، بلّ هم مقبولين من الله الّذي يهتمّ بالمنبوذين والمهمّشين في كلّ مكان.
وتحدّث راعي الإيبارشية عن رسالة الأب الأقدس الأساسيّة في نشر السّلام والاستقرار بين الشّعوب، ما وصل به إلى تفضيله زيارة البلدان الّتي تعاني من اضطرابات سياسيّة، أو أزمات اقتصاديّة، أو حتّى حروب أهليّة عن البلدان الكبرى المستقرّة اقتصاديًّا وسياسيًّا، حتّى أنّه في زيارته لإحدى الدّول نصحه كلّ المقرّبين منه بعدم زيارتها لعدم استقرار الوضع الأمنيّ فيها، لكنه أصرّ على زيارتها، كما أنّه كان يرفض استخدام السّيارات المصفّحة المخصّصة لحمايته، ويفضّل استخدام السّيارات البسيطة، ليكون قريبًا من النّاس، وعندما حذّروه الخبراء الأمنييّن قال لهم جملته الشّهيرة "أموت وسط الناس خير من أن أحيا معزولًا عنهم"، ولا يمكننا أن ننسى موقفه الّذي قام به في تقبيل أقدام زعماء جنوب السّودان، ليقوموا بوقف الحروب الدّائرة بينهم، على الرّغم من الحالة الصّحّيّة الّتي كان يمرّ بها، نظرًا لتخطيه عمر الثّمانين عامًا، والمشاكل الصّحّيّة الّتي كان يعانيها في قدميه ورئته، لكنّ هذا لم يمنعه عن فعل أيّ شيء لوقف الحروب ونشر السّلام، وحتّى في رسالته الأخيرة الّتي ألقاها في ليلة عيد القيامة لم يتوقّف عن دعوته لنشر السّلام ووقف الحروب، والعديد من المواقف الّتي جعلت البابا فرنسيس رمزًا في العالم كلّه للسلام، والتّفاني في التّضحيّة، وبذل الذّات من أجل الآخرين.
واستكمل صاحب النيافة العظة في حديثه عن أحد توما وهو الأحد الأوّل بعد عيد القيامة، حيث تحدّث عن القدّيس توما، وأهمّيّة الإيمان في نطاق الكنيسة. فعلى الرّغم من أنّ السّيّد المسيح ظهر أوّلًا للتلاميذ ولم يكن معهم توما، لكنهم أخبروه وهو لم يصدّقهم، قائلًا: إن لم أضع أصبعي مكان جرح المسامير ويدي مكان جرح الحربة لا أؤمن، فظهر له السّيّد المسيح، إلاّ أنّه لم يظهر لتوما وحده، بلّ ظهر له في وسط بقيّة التّلاميذ.
فإيمان الفرد ينموّ في وسط بيئة وحقل يساعدانه على النّموّ والتّقوّي، ومن هنا تنبع أهمّيّة الكنيسة. فالسّيّد المسيح هو الّذي أسّس الكنيسة منذ اختياره للرسل الأثني عشر، وتأسيسه لسرّ الأفخارستيا في العشاء الأخير، لذا فوجود الكنيسة ونموّها هي إرادته منذ البداية.
ومنذ تلك اللحظة الّتي تحوّل فيها القدّيس توما من حالة الشّكّ في حقيقة قيامة السّيّد المسيح إلى حالة أن يُصبح مبشّرًا بقيامته، انطلقت من فمّ مُخلّصنا له المجد التّطويبة الأخيرة الّتي توجّهت إلى كلّ المؤمنين باسمه في العالم كلّه، بمختلف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم "طوبى للذين آمنوا ولم يروا". فهنيئًا لكلّ هؤلاء الّذين طوّبهم المسيح ذاته، بإيمانهم بالقيامة في كلّ مكان وزمان.
وفي ختام القداس طلب الأنبا عمانوئيل من الجميع طلب عناية الله، وعمله أيضًا، من خلال مثلث الطوبى الحبر الأعظم البابا فرنسيس، فهكذا تتعرف الكنيسة على قداسة الأشخاص