ديڤيد ويصا
بيصوّروا لقطة من فرح فلان وفلانة، ويقولوا:
اتجوّزي اللي يبُصِّلِك البصَّة دي!
اتجوّزي اللي يألّف ليكي أغنية مخصوص، زي ده!
اتجوّزي اللي عينه دمَّعِت من الفرحة لما شاف عروسته، زي ده!
--
بيصوّروا لقطة من قراءة العهود في فرح فلان وفلانة، ويقولوا:
أنا مبهور من الحب والوفاء اللي في عينيه!
أنا مش هتجوّز غير واحد بيحبّني كده، زي ده!
--
إنتوا عاقلين يا جماعة؟
يعني في كامل قواكوا العقليّة وانتوا بتقولوا كده؟
إنتوا عارفين كمّ البيوت الخربانة بعد وقت قليل من الجواز؟
إنتوا عارفين كمّ القضايا المرفوعة في محكمة الأسرة؟
إنتوا عارفين كمّ الفنانين المتطلّقين، رغم جمال وحلاوة أفراحهم؟
إنتوا عارفين كمّ البيوت المسيحيّة المتدمّرة، رغم العهود وقدسيّة السِّر؟
طب عارفين كمّ المسيحيّين الخُدّام المُنفصلين أو المُطلَّقين؟
--
الجواز ..
مش واحد معاه فلوس، وواحدة شكلها حلو!
ولا نظرات حلوة وأغنية متألّفة مخصوص!
ولا عهود القسّيس بيقراها، والعروسين يقولوا: نعم وآمين!
ولا سِرّ بيحلّ فيه الروح القدس أوتوماتيك وكأن العرسان بدون إرادة!
الجواز ..
مُفتَرَض يكون قرار واعي من اتنين أد المسؤوليّة ..
إتنين قرّروا يشاركوا بعض بحياتهم، بكل تفاصيلها، الوحشة والحلوة ..
إتنين عارفين ان انبهار البدايات فَخّ، والأهم هو االاستمراريّة ..
إتنين عارفين ان الجواز هَمّ وتعب ومُعافرة ومغامرة ..
وانه حِمل تقيل، مينفعش واحد أو واحدة يشيلوه لوحدهم ..
وان الإنسان مع الوقت بيتغيَّر، لأسباب كتير ..
وان اللي هيتجوّز النَّهرده، مش هو نفس الشخص كمان سنة ..
إتنين عارفين ان الحب التزام وتضحية وعهد ومسؤوليّة، من طرفين!
--
عاوزين بجد تشاوروا على جواز ناجح؟
بطّلوا تنبهروا بيوم الفرح وصور الفرح واللي بيتقال في الفرح ..
وروحوا صوَّروا اتنين بعد سنين من جوازهم ..
عشان تسمعوا الواقع، بدل ما تصدّقوا الوهم ..
الواقع اللي فيه الفشل والكسرة كتير ..
والنجاح والاستمرار قليل ..
لأن الجواز الناجح، مجهود اتنين مش واحد ..
والحِمل عشان يتشال، محتاج كتفين مش واحد!
ديڤيد ويصا