محرر الأقباط متحدون
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحه بأن “قناتي بنما والسويس ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية”، مطالبًا بالسماح للسفن الأمريكية بالمرور مجانًا عبرهما. جاء ذلك في منشور له على منصة “تروث سوشال”، الأمر الذي دفع متابعين ووسائل إعلام إلى تسليط الضوء مجددًا على تاريخ قناة السويس المصرية '> قناة السويس المصرية العريق.

وتؤكد الوثائق التاريخية أن فكرة ربط البحرين الأحمر والمتوسط تعود إلى عهد الفراعنة، حين بدأ الملك سنوسرت الثالث تنفيذ أول قناة ملاحية بين النيل والبحيرات المرة وصولًا للبحر الأحمر.

وتوالت محاولات إعادة حفر القناة عبر العصور، من الفرعون نخاو الثاني، مرورًا بالملك الفارسي دارا الأول، وصولًا إلى مشروع فرديناند ديليسبس الذي حصل على فرمان الامتياز من الخديوي سعيد باشا في 1854.

بدأت أعمال حفر القناة الحديثة في 1859، وسط اعتراضات من إنجلترا والدولة العثمانية، واستمرت لعشر سنوات حتى افتتاحها رسميًا في 17 نوفمبر 1869 بحفل عالمي شهير حضره كبار القادة والسياسيين من أوروبا.

وعلى مدار عقود، شهدت قناة السويس عدة تطورات، بدءًا من بيع الخديوي إسماعيل لحصة مصر من الأسهم إلى بريطانيا عام 1875، واحتلال القوات البريطانية لمصر في 1882، ثم توقيع اتفاقية القسطنطينية 1888 التي ضمنت حرية الملاحة بالقناة.

وفي 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، منهيا حقبة سيطرة الشركة الفرنسية-البريطانية على المجرى الملاحي، في قرار أحدث أزمة دولية عرفت بالعدوان الثلاثي.

ومنذ ذلك الحين، واصلت مصر تطوير القناة لمواكبة تطور حركة التجارة العالمية. حيث ارتفع غاطس السفن من 22.5 قدمًا عند الافتتاح إلى 66 قدمًا بحلول عام 2010، لتتمكن القناة من استيعاب أضخم سفن الحاويات وناقلات البضائع حول العالم.

ويأتي تصريح ترامب وسط استغراب المتابعين، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لم يكن لها دور في تأسيس أو إنشاء قناة السويس، التي تعتبر أحد أبرز الإنجازات الهندسية والاقتصادية المصرية في التاريخ الحديث.