مدحت قلادة
"فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،"(1 كو 1: 18).
الصليب هو الرمز الأهم والأقدس في المسيحية، ويحمل معانٍ دينية وروحية عميقة جداً لدى المسيحيين حول العالم أبرز ما يعنيه الصليب في الإيمان المسيحي:
1. رمز الفداء والخلاص
يؤمن المسيحيون أن يسوع المسيح صُلب ومات على الصليب ليكفّر عن خطايا البشرية، وبقيامته من الموت أعطى للبشرية الحياة الأبدية. لذلك، يُعتبر الصليب رمزًا للتضحية والفداء.
2. رمز الحب الإلهي
الصليب يُجسد محبة الله للناس، لأن الله ـ بحسب الإيمان المسيحي ـ أرسل ابنه الوحيد ليخلص العالم. وهذا ما يعبّر عنه الإنجيل:
“لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد…” (يوحنا 3:16)
3. رمز النصر على الموت والشر
بما أن المسيح قام من الموت بعد صلبه، فالصليب لم يبقَ رمز ألم فقط، بل أصبح أيضًا رمزًا للانتصار على الموت والشيطان، وعلى كل قوى الشر.
4. علامة الهوية والانتماء
يحمل المسيحيون الصليب على صدورهم، ويرسمونه على أجسادهم في الصلاة، ويضعونه في بيوتهم وكنائسهم. فهو يعبّر عن هويتهم المسيحية وإيمانهم.
5. رمز للرجاء
رغم الألم والمعاناة التي يرمز لها الصليب، إلا أنه يعكس الرجاء في القيامة والحياة الأبدية.
لذلك يفتخر كل مسيحي بالصليب ففي احدى القصص المشهورة تبرهن الاضطهاد الذي عاناه الاقباط قصة اطلاق لقب العظمة الزرقاء على المسيحيين
ففي المراجع التاريخية قصة مدونه كانت مع " الحاكم بأمر الله " – الوافد من المغرب مع الفاطميين الذي ألزم الأقباط بتعليق صليب وزنه خمسة أرطال في رقابهم وأجبرهم علي ارتدائه في كل وقت خارج منازلهم وان تكون سلسلة الصليب من الحبال المصنوعة من ليف النخل. وكان هذا الصليب الثقيل المعلق بحبل غليظ يترك لونا أزرقا في رقبة من يعلقه ومن هنا جاءت تسمية " عظمة زرقاء ".
و في جولة له ليلا دخل بيت مسيحي فوجده مرتديا صليبة !! فتعجب من القبطي انه مرتديا الصليب في المنزل !! فإذ القبطي يوكد له ان الصليب مصدر افتخار وليس عارا .
قصة اكتشاف الصليب على يد القديسة هيلانة
القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، كانت امرأة تقية تحوّلت إلى المسيحية بعد اعتناق ابنها لها، وهي التي لعبت دورًا كبيرًا في دعم الكنيسة المسيحية في بداياتها.
في حوالي العام 326 م، قررت هيلانة القيام برحلة حج إلى الأراضي المقدسة (القدس)، وكان هدفها الأهم هو البحث عن الصليب الحقيقي الذي صُلب عليه يسوع المسيح.
الاكتشاف
عند وصولها إلى القدس، قامت بأعمال تنقيب واسعة على تل الجلجلة، المكان الذي يُعتقد أنه موقع صلب المسيح. وفعلاً، تم اكتشاف ثلاثة صلبان، لأنها كانت عادة الرومان أن يصلبوا ثلاثة (يسوع واثنين من اللصوص).
لكن التحدي كان: كيف يعرفون أي صليب هو صليب يسوع؟
المعجزة
بحسب التقليد، تم إحضار امرأة مريضة أو ميتة إلى الموقع، وعندما لامست أحد الصلبان، شُفيت أو عادت للحياة. فاعتُبر ذلك دليلاً إلهيًا على أن هذا هو الصليب الحقيقي للمسيح.
ما بعد الاكتشاف
أمرت هيلانة ببناء كنيسة عظيمة في المكان، وهي اليوم تعرف بـ كنيسة القيامة في القدس. كما أرسلت أجزاء من الصليب إلى روما والقسطنطينية واحتفظت بجزء في القدس.
ان المسيحية بدون الصليب ليس شيئاً لان الصليب رمز الفداء والحب الإلهي و علامة الانتصار فالمسيحية بدون صليب ليست مسيحية .
يكفي نظرة واحدة للصليب تتذكر الترجمة الفعلية للحب الباذل للحب الصادق ويكفي ان تتذكر ان كل تلاميذ السيد المسيح استشهدوا وقدموا ارواحهم فداء لمن احبهم فقصة القديس بطرس الرسول تعكس قيمة الصليب
قصة صلب القديس بطرس باختصار:
عندما انتشر الإيمان المسيحي في روما، واجه بطرس اضطهادًا شديدًا من قبل الإمبراطور نيرون، الذي بدأ أول حملة اضطهاد ضد المسيحيين في القرن الأول الميلادي.
وعندما حُكم على بطرس بالموت، طلب منهم قائلاً:
“لستُ مستحقًا أن أُصلب مثل سيدي.”
فاستجاب الجنود الرومان لطلبه، وقاموا بصلبه مقلوبًا رأسًا على عقب، أي برجليه إلى الأعلى ورأسه إلى الأسفل، وذلك تواضعًا منه ومحبة للمسيح
اخيرا لك ان تعرف ان المسيحي يرشم علامة الصليب قبل البدء في اليوم وينتهي به يومه ايضا لانه امن وامان وحب واخلاص .
ولك ان تعرف ان الصليب علامة الايمان بالإله الواحد في شرح تفصيلي
يضع القبطي يده على جبهته ويقول باسم الاله الواحد القائم بذاته ، ثم يحول يديه الي البطن ويقول الناطق بكلمته " السيد المسيح " ، ثم ينقل يديه على الكتف يسارا ثم يمينا ويذكر الحي بروحه . إلها واحداً امين
أينما وجد الصليب وجدت المحبة، لأنه هو علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزي والعار والألم!