الحائر بين المواطنة والتطرف الدينى
كمال مغيث
يعرف الإسلاميون أن مولد السيد المسيح مقدرا ومحترما فى العقيدة الإسلامية، ولكم أشار القرآن الكريم إشارات جليلة إلى مولد المسيح وإلى أمه مريم فى السورة التى تحمل اسمها وغيرها من السور، أما ما يتعلق بقيامته بعد وفاته بثلاث أيام فهو مالا يؤمن به المسلمين، بل يؤمنوا بأنه عليه السلام قد رفع إلى السماء دون أن يقتل أو يصلب
ومن هنا لايرى هؤلاء الإسلاميون غضاضة فى تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، ومنحهم مايستحقوا من تهانى وإجازات، أما تهنئتهم بعيد القيامة فهو مخالفة صريحة لمعتقدهم الدينى، ويتجاوز العقل المتطرف عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد القيامة إلى أنه من الواجب " العكننة " عليهم فى هذا العيد
وهكذا أصبح عيد القيامة المجيد فرصة أمام المتطرفين من موظفى الدولة وموظفى وزارة التعليم وبعض أساتذة الجامعة للأسف لاختبار قدرتهم، ومن هنا يصبح عيد القيامة مصدرا لهذا الكر والفر بين الدولة وهؤلاء المتطرفين، فيغالى بعض أئمة المساجد فى تناول قيامة المسيح بما لا يليق، ويصر بعض موظفى وزارة التعليم والأساتذة على إجراء امتحاناتهم فى أيام هذا العيد المجيد " للعكننة " على المسيحيين
فإذا كنا فى دولة دستورية بحق، ويؤكد هذا الدستور فى مادته الأولى أن المواطنة أساس قيام الدولة، تلك المواطنة التى تعنى المساواة المطلقة بين جميع مواطنى الدولة بصرف النظر عن عقائدهم وطقوسهم، فقد آن الأوان لتحويل هذا النص إلى قانون يحدد موعد الأجازات الدينية ويجرم ويعاقب فى نفس الوقت على جميع أقوال وسلوك وتصرفات وقرارات التطرف والتمييز الدينى أيا كان مصدرها
وكل سنة وأصدقائى المسيحيين بألف خير ومحبة بمناسبة عيد القيامة المجيد