د. ممدوح حليم
عبر تاريخ البشرية ظهر كثير من الزعماء والقادة والولاة الذين كتبت أسماؤهم بحروف بارزة في التاريخ سلباً أو إيجاباً. ولاشك في أن بيلاطس البنطي الذي كان حاكم منطقة أورشليم/ القدس إبان أحداث صلب المسيح واحد من أشهر الولاة عبر التاريخ.
إن الإنجيل هو الذي صنع اسما لبيلاطس، والمسيح هو الذي جعل له شهرة حين حكم بيلاطس عليه بالصلب ظلما وعن غير اقتناع....
كان بيلاطس يعرف دوافع قادة اليهود وهي الحسد. كان يعرف أن يسوع بريء...
جاء في رواية الإنجيل لأحداث صلب يسوع المسيح:
١٨ لأنه علم أنهم أسلموه حسدا. ٢٣ فقال الوالي: «وأي شر عمل؟» فكانوا يزدادون صراخا قائلين: «ليصلب!» ٢٤ فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: «إني بريء من دم هذا البار! أبصروا أنتم!». (متى ٢٧: ١٨، ٢٣، ٢٤)
١٠ لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا. ١٥ فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم، أطلق لهم باراباس، وأسلم يسوع، بعدما جلده، ليصلب. (مرقس ١٥: ١٠، ١٥)
٤ فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: «إني لا أجد علة في هذا الإنسان». ١٣ فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب، ١٤ وقال لهم: «قد قدمتم إلي هذا الإنسان كمن يفسد الشعب. وها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه. ١٥ ولا هيرودس أيضا، لأني أرسلتكم إليه. وها لا شيء يستحق الموت صنع منه. (لوقا ٢٣: ٤، ١٣-١٥)
لقد تميزت شخصية بيلاطس البنطي الوالي الروماني بالضعف والتردد..
٤ فخرج بيلاطس أيضا خارجا وقال لهم: «ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة». ٥ فخرج يسوع خارجا وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس: «هوذا الإنسان!». ٦ فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!». قال لهم بيلاطس: «خذوه أنتم
واصلبوه، لأني لست أجد فيه علة». ٧ أجابه اليهود: «لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله». ٨ فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفا. ٩ فدخل أيضا إلى دار الولاية وقال ليسوع: «من أين أنت؟». وأما يسوع فلم يعطه جوابا. ١٠ فقال له بيلاطس: «أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطانا أن أصلبك وسلطانا أن أطلقك؟» ١١ أجاب يسوع: « لم يكن لك علي سلطان البتة، لو لم تكن قد أعطيت من فوق. (يوحنا ١٩)
وبحسب رواية متى للإنجيل، نرى أنه خشي أن يحدث شغب بسبب يسوع، لذا اسلمه لهم ولجنوده ليصلب، وهكذا فعل مثل كثير من حكام الشرق الذين يخشون على الأمن وأن لا يحدث شغب، وفي مقابل ذلك يضحون بالحقيقة وببعض الأبرياء ....
وبحسب رواية مرقس، نراه يريد أن يفعل للجمع ما يرضيهم...
وهكذا نراه شخصية ضعيفة مترددة تعمل لمصلحتها ولا تبالي بالضعفاء والمظلومين...
لقد صلب يسوع المسيح ومات ، لكنه قام منتصراً على الموت وعلى من صلبوه وعلى من حكموا عليه بذلك..
أما بيلاطس فقد مات وذهب إلى مزبلة التاريخ