عيد اسطفانوس
ابتلينا منذ أواخر السبعينات بداء مميت كان وبالا على كل قضايانا سياسه واقتصاد ومجتمع وثقافه وفنون وحتى رياضه ، نعم حتى الرياضه لم تسلم من زحفه ، لقد زحف على عقولنا وجلودنا وكل خلايانا ولم نشف منه حتى اليوم فقد تم غسل أدمغة جيل كامل بايدلوجيات عفا الزمن عليها وتخلصت من بقاياها أمم كثيره ومن ثم نهضت والتحقت بركب العلم والبحث والتقدم والحضاره لقد تم تديين المجتمع وشطب اسمه من قائمة ركب التقدم والمدنيه والعلم وتنحيته جانبا لينضم الى قائمة المستهلكين المهمشين المتسولين قائمة المجتمعات العاطله العاله على الكوكب .
أما مدى عمق المأساه فقد بلغ مداه فى الثمانينات ،والثمانينات لمن لا يعلم كان العقد الحاضن لهذه التيارارات الخبيثه التى عشش فكرها فى عقول ونفوس كثيره استراحت لفكرة التواكل والقدريه وأعفت نفسها من عناء البحث والعمل ، كما استغلوا تراثيات سبحان من سخر لنا هؤلاء لنستمتع بمنتجاتهم وابتكاراتهم ومجهودهم وبحثهم بينما نحن ههنا قاعدون، وتحتدم الساحة الآن بصراع تعدى مستواه مسألة تشجيع ناد كرة القدم هذا أو ذاك فقد تم تديين هذا الصراع ومادام تم تديين أى قضيه فالمصير المحتوم هو تحويل الصراع الى صراع كفره ومؤمنين أى الزج باسم الله فى الصراع ،وقد انتشرت فالثمانينات طرفه خبيثه تدل بجلاء عن الحاله حيث يسأل مشجع الزمالك مشجع الاهلى ( أوالعكس )أنت أهلاوى أم مسلم فاذا رد بأنه أهلاوى فقد خرج عن المله وان رد بأنه مسلم فقد أنكر ناديه وهو مايعتبر خروج عن المله أيضا وأصبح الأهلى دين مواز والطرفه المأساويه بالطبع تنضح باسقاط واضح وخبيث على عقائد الآخرين التى لا يجب ذكرها فى أى مقاربات.
وقد زحف المتأسلمون على كل نشاط يخدم أيديولوجياتهم بتمويلات مشبوهه من كيانات اقتصاديه شهيره تحتكر الاسواق ،حيث عششوا فى كل نشاط أو كيان جماهيرى ذو شعبيه كثيقه ليمتطوه ويستغلوه فى تنفيذ مخططاتهم وبالطبع كان النادى الأهلى المصرى بتاريخه وعراقته هدفا مخطط مسبقا لاختراقه وقد كان ،
وفى البدء استمالوا بعض لاعبيه ممن ينتمون للأوساط الشعبيه ومحدودى الثقافه وهم أول من ابتدعوا الممارسات الدينيه فى الملاعب ،ثم اخترقوا روابط المشجعين بأولتراس ممول منهم ومنظم بواسطتهم ومن ثم استولوا على مدرجات المشجعين بهتافات سياسيه وأحيانا دينيه ،وأصبحت كاريزما صالح سليم ورفاقه تراث من الماضى ،واخترق الشيوخ أروقة النادى وأنديه أخرى ( للدعوه) وهجره أعضاؤه المسيحيين الذين كانوا من أوائل مؤسسيه ،ونسى اللاعبون دورهم ورسالتهم الرياضيه وتقمصوا دور الدعاه وبدأوا بممارسة ضغوط دينيه على زملائهم من جنسيات أفريقيه لأسلمتهم باغراءات ماليه وبعضهم رحل وبعضهم رفض وتم تهميشه وبعضهم هرب وترك مستحقاته وقدم شكوى للاتحاد الدولى ، وقد تدحرجت كرة النار حتى وصلت الى مذبحة بورسعيد ولا أظن أن هذا التيار الذى تغلغل فى النادى العريق لن يتركه الا بعد انهياره وتسويته بالأرض كما هى عادتهم .
وتحت الشعور بالزهو من كثافة مشجعيه وتنظيمهم تسلل الى النادى شعور زائف أنه كيان يمكن أن يناطح الدولة فبدأ باصطناع أزمات فى توقيتات حساسه تمس أمن الوطن وبصفتى أهلاوى منذ أكثر من نصف قرن أتوقع انهيار مستوى النادى العريق مادام هذا التيار مسيطرا على مفاصله كما انهار أى كيان أو أى مؤسسه أو أى دوله سيطرت هذه التيارات التحتيه عليها والصوره فى كل محيطنا الجغرافى والسياسى لا تحتاج الى توضيح.
ان تديين النشاط الانسانى هو جريمه عنصريه بغيضه يوقف ويجمد أى بادرة ابتكار أو تجديد أو بحث أو اجتهاد فى اى مجال من مجالات النشاط الانسانى علاوه على اقصاء اى مختلف فى الدين أو المذهب من اى محاولة اندماج أو مشاركه ونتذكر جميعا حتى أواخر السبعينات كانت كل الملاعب ومنها كرة القدم مزدحمة بمواهب من كل الاديان والاجناس مسيحيين وأرمن ويونانيين واليوم لا يوجد لاعب واحد غير مسلم فى أى من درجات الدورى الثلاث ،أى مائة فريق وبالطبع لا يوجد فى مراكز الشباب الحكوميه فى طول البلاد وعرضها فقد استولت عليها مفارز منظمه من الاخوان والسلفيين وحولته الى بؤر تجييش تعصب وبث الكراهيه للدوله والمجتمع ولا عزاء للرياضه ولا للحضاره ولا للثقافه لك الله يابلادى.