عرض كتاب 
The Mariam Apparitions at Zeitoun ;  An Evidential Inquiry 
كتاب جديد عن ظهور العذراء قي  الزيتون صدر عن مدرسة الإسكندرية . 
قام بعرض الكتاب 
ماجد كامل 
شغلت معجزة ظهور السيدة العذراء فوق قباب الزيتون  في 2 ابريل 1968 ، اهتمام جميع المؤرخين الذين حاولو توثيق هذه الظاهرة المعجزية . وإذا كان أول كتاب صدر عن الظهور هو للمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف  عام للثقافة القبطية والبحث العلمي  والدراسات العليا  اللاهوتية "بعنوان " العذراء في الزيتون  تقرير عن وقائع الظهور المتكرر المتوالي للسيدة العذراء مريم أم النور بالكنيسة الدشنة بأسمها بضاحية الزيتون بالقرب من مدينة القاهرة " .
 
فأن آخر كتاب صدر هو كتاب " ظهورات العذراء في الزيتون دراسة و تحليل للظاهرة  ، لترافيس دومسداي Travis Dumsday
.  وهو أ ستاذ مساعد بجامعة كونكا رديا Concordia University  في أدمونتون Edmonton بالولايات المتحدة الأمريكية " . ولقد صدر النص الإنجليزي عن مؤسسة سان فلاديمير St .Vladimir s Seminary Press
 
. أما الترجمة العربية فلقد قام بها فادي غطاس ، وصدرت عن مدرسة الإسكندرية . وبالنظرة الأولية إلى الكتاب ، نجده ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية كبرى هي : 
أولا : نظرة تاريخية
 وتشمل ( حقائق أساسية حول الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  – التعاليم القبطية حول مريم العذراء والظهورات السابقة – السياق المباشر لأحداث الزيتون في مصر عام 1968 – الظهورات السابقة المزعومة –ظهورات الزيتون – الحواشي والمراجع الرئيسية ) . 
 
ثانيا :  شهادات الشهود وتشمل 
1-الشهادات التي جمعها جيروم بالمر عام 1969 مثل شهادة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات – شهادة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي – شهود آخرون من أديان وطوائف مختلفة ) . 
2-الشهادات التي جمعتها سينتيا نيلسون عام 1973 ذكرت منها شهاداتها هي الشخصية بأعتبارها أستاذة أنثروبيولوجيا بالجامعة الأمريكية  مع مقارنتها بشهادة نيافة الأنبا غريغوريوس – شهادة الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف والبهنسا  - شهادات متنوعة من بعض شخصيات من جميع الأديان والطوائف ) . 
3- شهادة صوفي حبيب جرجس ( 1977 )   أستاذة الفن في كلية التربية الفنية بالزمالك ، حيث نشرت  أحدى المجلات الفرنسية التي كانت تصدر عام 1977 مقالا عن ظهورات العذراء في كنيسة الزيتون . تضمن فيه شهاداتها عن الظهور .
 
4- شهادة بيرل زكي والتقارير التي جمعتها  ( 1977- 2002 )  منها مشاهدتها الشخصية للظهور في أواخر أبريل 1968 ، وبعد سفرها إلى اولايات المتحدة الأمريكية  ،  وفي خلال عام 1986 ، أجرت عدد من المقابلات مع أكثر من مائة شخص من شهود العيان من بين الأقباط المهاجرين .  
 
5-  الشهادات التي جمعها ميشيل نيل عام 1980 وتشمل : (  الأنبا أثناسيوس خوري ابيسكوبوس مرسلييا " وهو أسقف فرنسي الجنسية ، أنضم إلى الكنيسة القبطية الارثوذكسية مع زميله الأنبا مرقس أسقف مرسيليا في  26 مايو 1974 ( سوف نفرد لقصة إنضمامهما إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مقالا كاملا في الوقت المناسب إن شاء الرب وعشنا ) – الكادرينال أسطفانوس الأول  بطريرك الأقباط الكاثوليك  - المطربة المصرية ليلى مراد التي صادفت إن كانت موجودة وقت زيارة نيل ، وقالت في شهاداتها " كان زوجي  بجانبي في البداية لم يصدق ، وقال أنها ألوان صناعية . 
 
ثم عندما رأيته الظهور سألته : هل يمكن لأي شيء أن يصنع ذلك بأضواء صناعية ؟  : قال " لا أنه ليس شيئا صناعيا " – شهادة بعض العائلات من جميع الأديان والطوائف – شهادة  المتنيح القمص بطرس جيد شقيق المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ( رسم  قسيسا على كنيسة العذراء في الزيتون عام 1972 ، وتنيح عام 1996 ) . 
 
6- شهادة المؤرخة الكبيرة إيريس حبيب المصري 🙁 المؤرخة المصرية الكبيرة صاحبة " موسوعة "قصة الكنيسة القبطية " في تسعة مجلدات)  ،  شملت رؤيتها الشخصية للظهور – بعض شهود العيان  .
 
7- شهادة جون جاكسون وفريق  جمع شهاة الشهود الذي كونه : (جون  جاكسون عالم فيزياء أمريكي شهير ، اشتهر بدراسته العلمية لكفن تورينو ، حيث ترأس فريق عمل سمح لهم الفاتيكان بدراسة الكفن  دراسة علمية  لأول مرة خلال عام 1978 ) . وفي خلال عام 1996 ، شارك في تأليف كتاب عن ظهور العذراء في الزيتون مع أحد الأقباط المقيمين في الولايات المتحدة ، يتناول ظهور الزيتون ، وأيضا بعض الظهورات الأخرى مثل  ظهور شبرا عام 1986 . حيث قام بزيارة مصر وقتها ، وشكل فريق بحث علمي من عشرة باحثين ، وأهتمموا بجمع وتققيم الصور الفوتغرافية الموجودة المتعلقة يالزيتون وشبرا – محاولة جمع صور فوتغرافية جديدة لظاهرة شبرا – عمل مسح لتقارير شهود العيان لكل من الزيتون وشبرا ) .
 
8- شهادة الأب مرقس الإسقيطي  عام 2002 : 
الأب مرقس الإسقيطي  هو راهب كيني انضم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية  ، ورسمه المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث كاهنا للخدمة في الولايات المتحدة الأمريكية . ومات مقتولا في جريمة قتل عام 1982 ، وفي عام 1968 ،كان طالبا في الكلية الإكليركية بالقاهرة ،وتوجه لكنيسة العذراء بالزينون  في أبريل 1968 وشاهدها عدة مرات ، وقام العالم واطسون  بتسجيل شهادته ، وظهر الكتاب بعد ذلك عام 2002 . 
8- الشهادات المسجلة عند بول بيري  عام 2010 : 
بول بيري مؤلف وصانع أفلام وثائقية عديدة ، وفي عام 2010 أصدر فيلما وثائقيا مدته ساعة تقريبا بعنوان "رؤى ومعجزات من مصر Visions and Miracles out of the Land if Egypt . تضمن الفيلم مقابلات عديدة ، منها مقابلة مع نيافة الحبر الجليل الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة ( المهندس نجيب نسيم ،  ووقت الظهور كان طالبا في كلية الهندسة وخادما في كنيسة العذراء بالزيتون ) ، الذي وصف شكل الظهور كاملا ، كما شاهد معجزة شفاء رجل معاق حركيا( مشلول )   ،ولكنه شفي بمعجزة في ذلك اليوم . كما تقابل مع  المؤرخ الألماني أوتو ميناردس Otto Menardus ( 1925- 2005 ) ، وهو مؤرخ ألماني مهتم بتاريخ الكنيسة الققطية ، وكتب العديد من الكتب عنها ) ، الذي سجل شهادته بنفسه مع مجموعة كبيرة من تلاميذه من الطلبة . 
 
9- شهادة من جون حبيب ( 2016 ) : 
جون حبيب محام أمريكي وعالم لاهوت ، قام بعمل بكتاب كتاب بعنوان " لاهوت الحياة الآخرة " ، يستعرض فيه أبواب عديدة عن الفردوس والجحيم والقيامة ، وفي أحد فصول الكتاب  ، سرد سردا موجزا لحقيقة ظهورات العذراء في الزيتون ، رصد فيها العديد من شهود الرؤية  ، كان من بينهم والده . 
 ثالثا: النظريات العلمية التي حاولت تفسير الظهور 
ولعل هذا الجزء هو أصعب أجزاء الكتاب ، وهو أهم ما ينفرد به هذا الكتاب عن بقية الكتب التي  سبق أن كتبت في هذا الموضوع . ولفهم هذا الجزء ،نحتاج إلى خلفية علمية كبيرة في مجالات  ( الطب النفسي – طب الأعصاب – النظريات العلمية المختلفة حول تفسير بعض الظاهر الدينية مثل " الهلوسة الجماعية ، الإيحاءات  ، الخدع البصرية والسمعية ..... الخ ) .
 
أو نوع آخر من التفسيرات يعتمد على ما عرف ب" الخدع التكنولوجية " . نذكر منها بعض الإدعاءات التي ظهرت حديثا ، والتي تفسر الظهور أنها خدعة تكنولوجية أخترعها الرئيس الراحل  " جمال عبد الناصر " لتعزيز الوحدة الوطنية  ، أو لمعالجة الإحباط الذي أصاب الشارع المصري بعد نكسة يونية 1967 .
 
أو ما يعرف حاليا ب" الليزر " ، ويرد المؤلف أن الليزر كتقنية حديثة لم يعرف إلا عام 1964 ، وكان 0محصورا في تجارب علمية  صغيرة  على مستوى العلماء فقط ، والمؤكد   أنها لم تكن مستخدمة بشكل واسع خلال عام 1968 . ويختتم المؤلف كتابه بفرض وجود خدعة تكنولوجية ما ، بقوله " أي تفسير وجود خدعة بالزيتون سوف يفشل لسبين : "السبب الأول هو عدم وجود وسائل تكنولوجية متاحة يمكنها  أن تنتج هذه الظهورات المعجزية ، والسبب الثاني هو عدم وجود دافع عقلاني كاف" .
 
ويبقي لنا في النهاية أن  نقدم خالص الشكر لمدرسة الإسكندرية لتصدرها لترجمة هذا الكتاب الهام . وتحية خاصة لكل العاملين على إدارة هذه  المدرسة ، ونتطلع إلى مزيد من الإصدرات القيمة .