مجدى جورج
لان الشئ بالشئ يذكر فقد ذكرتني حادثة حدثت هذا الاسبوع في جمهورية موريتانيًا الاسلامية ونبش قبر احد المتنصرين هناك وجرها في الشوارع بما حدث للشهيد اسكندر طوس في بلادي مصر بعد فض اعتصام رابعة في صيف٢٠١٣ ، وما اثارني اكثر هو ردة الفعل في كلا الحالتين :
اولا الشهيد عم اسكندر طوس كان يسكن في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس في محافظة المنيا بصعيد مصر حيث ينمو ويترعرع الارهاب والتطرف ، القرية عدد سكانها ربما تجاوز المائة الف منهم 20٪ تقريبا مسيحيين وبها دير اثري تاسس قبل 1400 عاما .
ثانيا عم اسكندر كان يعمل حلاق في بلدته يحلق لهذا المسلم او ذاك القبطي في دكانه المتواضع في قريته لا يملك مهنة ولا مورد رزق الا هذا لذا فعلاقاته مع الجميع جيده .
ثالثا بعد فض رابعة وهيجان الاخوان ضد الاقباط بسبب تاييدهم لثورة 30 يونيو قامت قطعان الاخوان في كل مكان في مصر بمهاجمة الاقباط وبيوتهم وحرق كنائسهم ولكنهم في دلجا في صعيد مصر لم يكتفوا بهذا .
رابعا قيل ان انصار الاخوان سيطروا علي قرية دلجا وطردوا الشرطة منها وقاموا باعمال ارهابية شديدة ضد الاقباط فقد كانوا يدخلون البيوت ينهبون مافيها ثم يحرقونها امام اعين اصحابها هكذا فعلوا مع كل اقباط القرية الذين هربوا بحياتهم امام هذا العنف كل في اتجاه لانقاذ ولد او بنت او مسن او مريض ، خرجوا بملابس البيت التي عليهم دون لقمة عيش او شربة ماء تساعدهم في اجواء الصيف الملتهب في صعيد مصر والذي زاده التهاب كم الحرائق التي اشعلها هولاء الارهابيين في بيوت وكنائس الاقباط .
خامسا وصل هؤلاء الإخوان الارهابيين الي منزل الشهيد اسكندر والذي ربما يعرف بعضهم فربما كانوا من جيرانه وظن انهم اتوا ليجيروه او من بعض من حلق لهم رؤوسهم او هذب لحاهم وجاءوا ليحموه من العنف ، ولكن للاسف كل ظنونه ذهبت هباء فلم يكونوا اقل عنفا من غيرهم ، اخرجوه هو واولاده من الديار وبدائيا في نهيها امام عينيه ربما شعر الرجل بالحرج امام اولاده ونطق بكلمة اعتراض وربما نظر لهم نظرة عدم رضا وربما اشاح بوجهه معترضا فلم يعجب هذا التصرف هؤلاء الارهابيين.
فهم يريدون طردك ونهبك وحرق منزلك وانت صامت ذليل فهكذا درسوا طوال عمرهم انك قبطي ذليل تدفع الجزية وانت صاغر مطاطئ الراس .
سادسا ربما لم يعجبهم تصرفه او ايماءته او وجهه او كلمة صدرت منه فهم لا يعجبهم الا القبطي الذليل الصامت ولو كان ميتا سيعجبهم اكثر فقاموا بضربه امام اولاده واهانته وسبه واوقعوه ارضا وبركوا فوقه كما يبرك الجزار في بلادنا علي الذبيحة واتوا بسكين وقطعوا راسه وربما حزوها حزا ليزداد المه ولكنهم لم يفضلوها تماما عن جسده . هل في هذه اللحظة تالم الشهيد ؟ هل قاومهم ؟ هل لامهم علي خيانه العيش والملح وحفظ حقوق الجار ؟ هل خاف ؟ هل صمت ؟ هل عرضوا عليه الاسلام وانكار المسيح مقابل عدم ذبحه ولكنه رفض فذبحوه ؟ وهل والف هل ولكن المؤكد انهم ذبحوه كما يذبحون الخراف في اضاحيهم .
ضحوا به في مولد سيدي مرسي واركان حكمه فربما التضحية به وبغيره من الاقباط تعيد لهم تحقق الحلم السرمدي باعادة مرسي الي القصر .
سابعا ومن جبروتهم وساديتهم وعنفهم لم يكتفوا بهذا بل جاءوا بجرار زراعي ربطوا فيه جسد الشهيد من رجليه وجروه في شوارع القرية ربما امعانا في التنكيل والقتل وربما لاخافة الاقباط اكثر واكثر منهم وربما تنفيثا عما في صدروهم من غضب ، الم يقل لهم قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين . وبعد ان اشبعوا غريزتهم الانتقامية وشفيت قلوبهم رموا بجثته علي اكوام القمامة فقام رجل مسلم صالح من البلد لم يعجبه ما حدث ودفن جثمان الشهيد في مقابر المسيحيين ، ولكنهم عادوا ونبشوا قبره واخرجوا الجثمان للتصوير معه ليحتفظوا بتذكار دنائتهم وخستهم علي تليفوناتهم المحمولة ربما تتاح لهم الفرصة في قادم الايام ليطلعوا عليها اولادهم. واحفادهم ويحكوا لهم عن انتصارهم واستئسادهم علي اقلية قبطية مسالمة تعيش بينهم .
ثامنا بالعودة الي ما حدث في موريتانيًا فهذا الاسبوع اتخذ الرئيس الموريتاني قرار هام باقالة جميع المسئولين الامنيين والعسكريين في ولاية كيدي ماغا حيث تقع مدينة سيليبابي في جنوب موريتانيًا حيث قام الاهالي والمشايخ بنبش قبر احد المتنصرين الموريتانيين بعد اسبوع من دفنه وسحلها وجرها في الشوارع وذلك بعد اعتراض الاهالي علي دفن هذا المنتصر في قبور المسلمين . هذا المنتصر ( اقرئها هكذا فهو منتصر وليس متنصر فقط) هو ومجموعة اخري كان قد القي القبض عليه مع مجموعة اخري من المتنصرين ولان القانون الموريتاني في جمهورية موريتانيا الاسلامية والذي كنت اظنه كانسان حسن النية انه مستمد من الشرع الاسلامي وبالتاكيد ان الشرع يتناسب مع القران الذي يقول لك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولكني اكتشفت ان هذا كله نسخ وتغير وان حديث قتل المرتد هو السائد هناك في موريتانيًا.
تاسعا تمت استتابت هذه المجموعة المتنصرة وخيروا بين العودة للاسلام او القتل فقبلوا العودة للاسلام ربما معتقدين انهم يستطيعون اتباع المسيح سرا ولكن ظلت الشكوك تحاصرهم بشان صدق عودتهم للاسلام والنتيجة ان هذا المتنصر قتل في حادثة سير ( ربما تكون مدبرة ) ودفن في مقابر المسلمين وهذا لم يعجب الاهالي والمشايخ الذين يسيرون خلف فتاوي ابن تيمية المتطرفة والتي تحرم ذلك.
عاشرا في موريتانيا الاسلامية تم القبض علي من نبش القبور تمهيدا لمحاكمتهم وتم اقالة جميع المسئولين الامنيين والعسكريين في المنطقة ولكن في مصرنا وفي عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور ( صاحب مقولة ان العهدة العمرية انصفت الاقباط ) لم يلام ولو حتي غفير نظامي ولم يعفي او يحاكم اي مسئول امني علي ذبح ونحر والتمثيل بجثة الشهيد اسكندر طوس ولا عن نبش قبره بعد دفنه واخراجه مرة اخري.
تخيلوا ان محمد علي منذ حوالي قرنين من الزمان اعدم من قاموا بقتل والتمثيل بجثة القديس سيدهم بشاي في دمياط ولكن في القرن الواحد والعشرون وبعد ثورة ضد الاخوان كان الاقبا
مجدى جورج