حيرة وعدم لياقة تجاه معلم
د.ممدوح حليم
٣٦ وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه، فدخل بيت الفريسي واتكأ. ٣٧ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة، إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي، جاءت بقارورة طيب ٣٨ ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. ٣٩ فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك، تكلم في نفسه قائلا: «لو كان هذا نبيا، لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه وما هي! إنها خاطئة». ٤٠ فأجاب يسوع وقال له: «ياسمعان، عندي شيء أقوله لك». فقال: «قل، يا معلم». ٤١ «كان لمداين مديونان. على الواحد خمسمئة دينار وعلى الآخر خمسون. ٤٢ وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل: أيهما يكون أكثر حبا له؟» ٤٣ فأجاب سمعان وقال: «أظن الذي سامحه بالأكثر». فقال له: «بالصواب حكمت». ٤٤ ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: «أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك، وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. ٤٥ قبلة لم تقبلني، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي. ٤٦ بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي. ٤٧ من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا». ٤٨ ثم قال لها: «مغفورة لك خطاياك». ٤٩ فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم: «من هذا الذي يغفر خطايا أيضا؟». ٥٠ فقال للمرأة: «إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام». (لوقا ٧: ٣٦-٥٠)
كانت آداب الزيارة عند اليهود في زمن المسيح أن يقوم صاحب الدعوة أو من لديه من خدم بغسل قدمي الضيف، ثم يقوم صاحب البيت بتقبيل خد الضيف وسكب زيت عطري على رأسه.
لم يفعل سمعان الفريسي شيئا من ذلك، يا لها من وقاحة واحتقار لضيفه العظيم صاحب المعجزات والتعاليم السامية....
كانت أفكار ذلك الفريسي المتشدد مرتبكة تجاه يسوع المسيح ، لقد خاطبه بالقول يا معلم، وهو اعتراف جميل منه....
لكنه تشكك في أنه نبي إذ تصور أنه لم يدرك أن المرأة التي جاءت إليه خاطئة...
إن ذلك الفريسي اقترب من يسوع المسيح من زاوية خاطئة هي زاوية التشكك والانتقاد رغم اعترافه به كمعلم وهو لقب كبير عند اليهود. لم يفعل مثل تلك المرأة الخاطئة التي جاءت إليه في محبة ومعترفة بخطيتها مؤمنة به، لذا نالت منه الغفران والسلام.
فلأي الشخصيتين تميل وتسير وراء؟