بقلم: أمينة طلعت | الاربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣ -
٠٢:
٠٨ ص +02:00 EET
أن يذكر اسمك في التاريخ! حلم بشري مشروع لكنه يستلزم منك أن تفعل شيئاً من اثنين، إما ان تكون مجرماً عتي الإجرام ساهمت في تدمير البشرية أو فاضلاً شديد الصلاح ساهمت في بناء الحياة. كلا الجانبين يحتاج إلى مجهود ضخم، قد يستلزم منك التضحية بـ " الأنتخة على الكنبة" أمام شاشة التلفزيون والاعتصام مثلاً في ميدان التحرير في عز البرد، أو الترويج في الإعلام أنك معتصم في البرد والمطر وتترك للمتلقي حرية تخيل صورتك البائسة!.
دخول التاريخ مسألة صعبة وتحتاج إلى كثير من التضحيات والعرق والسهر والفحت والردم. لكن مؤخراً- وأرجوكم أن لا تنشروا اكتشافي على العامة لأن مشرحة التاريخ مش ناقصة قُتَلة – اكتشفت أن النساء من أمثالي الذين ضيعوا أعمارهم في الدفاع عن حقوق المرأة وتم تكفيرهم وزندقتهم، بإمكانهن دخول التاريخ في لمح البصر وبإجراء بسيط يغني عن التعري في السويد – الدنيا برد يا عم - أو قص شعري جوار تمثال نهضة مصر – ما صدقت طول أصلاً - أو الولولة على أخونة الدولة وأسلفتها – صوتي راح من كثرة الانتخابات والاستفتاءات- اكتشافي بمنتهى البساطة هو أن أقوم بعمل مؤتمر صحفي ضخم أعلن فيه حجابي وندمي على ما اقترفه عقلي طوال الأعوام السابقة ثم اعتزال الفن ...أقصد الزندقة العلمانية الخنزيرية القبيحة، والانضواء أسفل لواء الأخوات.
كيف توصلت إلى هذه الحيلة العبقرية؟ ببساطة ألا تتابعون الأخبار؟ لقد قاموا بمحو صورة وتاريخ درية شفيق من كتب المدارس لأنها يا ولداه ليست محجبة. يعني ببساطة درية شفيق أضاعت عمرها هدراً، رغم أنها بذلت كل ما لديها حتى تستحق دخول التاريخ. لم يهتم صاحب القرار الورع برسالتها عن المرأة في الإسلام والتي أكدت فيها أن الإسلام يمنح المرأة حقوقاً لم يمنحها الغرب لنسائه. لم يهتم صاحب القرار المؤمن بأنها قدمت للغة الفرنسية ترجمة مهمة للقرآن الكريم. لم يهتم صاحب القرار الفاضل بنضالها ضد المستعمر الأجنبي ناهيك عن نضالها من أجل حقوق المرأة وهو ما لن يهم صاحب القرار الذي بالتأكيد ضمن مقعده في الجنة الآن.
لذلك وبناءاَ على ما تقدم، قررت انا الفقيرة إلى الله، أن أوفر على نفسي التعب والمجهود وتبعات التكفير والزندقة والخنزرة وأضع قماشة على رأسي وأُكرس لفكرة أن المرأة لم تخلق إلا كي " تشتغل كروشيه وتريكو"، وأتابع كافة المسلسلات التركية من على مقعدي الذي ضمنته في الصالة؛ أمام شاشة تلفزيوني البلازما الذي اشتريته بتعب القلب أيام الزندقة في العمل اليومي منذ أن وعيت على الحياة، ربما يرسل لي الله "عريساَ لقطة" وارد تركيا يكفيني شر " المرمطة" مع الصنف المحلي، وبذلك أكون قبضت على العصاة من المنتصف وأكون قد دخلت التاريخ باعتباري تائبة وبرهان على خنزرة العلمانية، وكذلك تزوجت رجلاً بشعر أصفر وعيون خضراء، وامتلكت أخيراً طاقم مفارش الكوروشيه الذي كنت أحلم به.
نقلاً عن الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع