القمص أثناسيوس فهمي جورج
الإيمان الحي هو هبة الخلاص التي تخص الاحياء των αθανατων ( غير المائتين ) ؛ لأن الإيمان الحقيقي ليس مجرد إلتصاق فكرﻱ ببعض الحقائق (الإيمانية) ، فالعقيدة السليمة هي نعمة عظيمة بإخلاص ειλικρινής ، استلمناها بالدم والعرق والمعرفة . وستبقى عقيمة بلا ثمر ؛ ما لم تُترجم الصيغ المحفوظة التي نقر بها ، وتتحول إلى حقائق بناء οικοδομεω تلمس حياة الإنسان ، يتسلمها بالروح القدس ليعيشها حية وفعالة ومعاشة بمراعاة φροντιξω كل حين . لن نخلص إذا اتبعنا العقلانية أو تأصلنا في ممارسة الطقوس والمثل الأخلاقية ، لكننا نخلص إذا جعلنا من غير المنظور منظورًا في حياتنا. إلتصاقًا فعالاً مستمرًا بمواظبة ، من أجل إعلان وجه المسيح المنظور الشفاف في العالم ؛ لأن المسيحية أكبر من أن تكون أيدلوچية . والكنيسة أكبر من أن تحدها الجدران والمكان ، لكنها حياه المسيح وحضوره عبر الدهور والأزمان كلها... كنيسة الرجاء ؛ كنيسة المعرفة والفرح ؛ كنيسة الكرازة بالبشارة ؛ كنيسة الخلاص ؛ كنيسة القيامة وكنيسة الحياة في كل ملئها.
إن احترام الصيغ العقيدية وتعليم الرسل Διδαχη των αποστολων التي أقرّتها المجامع المسكونية ؛ والخضوع لها يكون بالثقة والإيقان العملي المرتكز على التذوق والخبرة والمعايشة للإيمان الحقيقي ؛ ليس انتقاصًا من قدر الإيمان العقيدﻱ ، لكن نوال بركته وعيشه بغيرة ودقة حتى الشهادة... شهادة بيضاء في وقت السلام ؛ وشهادة دم حمراء في أزمنة الاضطهاد... لا ننكر أو نغير بندًا واحدًا من الأمانة الأرثوذكسية في قانون الإيمان النيقاوﻱ Nicene Creed وفي اعتراف ομολογια امانة الاباء في قانون الإيمان Το συμβολον ، وإنعاش معتقدنا بالإيمان الذﻱ ينبغي أن يكون لنا قبولاً وتسليمًا لمشيئة الكلمة ؛ الذﻱ هو وحده رجاؤنا الأبدﻱ وخلاصنا وسلامنا وغنانا، أمام الأيدولوچيات المناوئة للإيمان والمعادية للحياة المسيحية ... والتي تظهر في صورة الإنكار العشوائية من الذين يجهلون αγνοουντες بر الله ، ومن الذين لهم غيرة لكن ليس حسب المعرفة κατ επιγνωσιν ، في دعاوي التحزب والافتراقات ، ودعويَ اللاطائفية والدعايات المزيفة والخرافات التي تحجب وتشوه تعليم الكنيسة الإنجيلي الآبائي والسرائرﻱ.
إيماننا أمانة عاملة بالمحبة η αγάπη للبنيان οικοδομής ؛ تظهر في أعمال الإيمان وثماره التي سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ، وهي هبات الروح القدس وعطاياه ، التي تشهد على حيوية الإيمان واتصاله بينبوع الحياة ، وإعلان قبولنا وتسليمنا للإيمان بالمسيح يسوع ربنا ؛ ولتعيين الحياه الأبدية حسب قصده κατά προθεσιν .. التي فيها تقترن حياتنا بالإيمان ؛ وتسبق حياتنا أفواهنا في إقرار قانون الإيمان (نتكلم بأعمالنا ونعمل بأقوالنا).. إيمان كل من يؤمن به لا يُدان، إيمان ينقلنا من الموت إلى الحياة ، إيمان يمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به ، إيمان لا يأتي بنا إلى الدينونة ؛ لكن إيمان ينقل الجبال ، ويخدم كل بعيد ومقهور ومكسور ومسحوق ومريض وملحد وبائس ، بتقديم صوت الله الحي الشافي المحب القادر على كل شيء ، حسب قصده κατά προθεσιν . وهو الذي أعطانا امكانيات حاضرة ، لنطبع وصيته سالكين بلياقة وغيرة مخلصة لنكون ذبيحة مقدسة θυσιαν αγιαν عقلية λογικην مرضية عند الله ευαρετον ، مخبرين بفضائل الذي دعانا من الظلمة الي نوره العجيب ( ١ بط ٢: ٩ ) . فلا نشاكل هذا الدهر بل نتغير عن شكلنا " طبيعتنا μεταμορφου " بتغيير اذاهاننا ، كي نختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة . وهنا فقط نعلم مشيئته ونبصر بره ونسمع صوت فمه الالهي ( اع ٢٢ : ١٤ ) . بتدقيق وجهاد قانوني ، في العمل من القلب كما للرب من غير تكاسل ، عالمين اننا من الرب سناخذ جزاء الميراث .
لهذا يأتي القانون κανων الكنسي ليكون هو الضابط لإدارة وتدبير الكنيسة حسب الوحدة الروحية ، لا حسب أهواء وانفعالات نفسانية ، بمعنى أن ضبط سير إيقاع تدبير الكنيسة هو استعلان لمشيئة الله ؛ حسب التقليد الآبائي والممارسة الصحيحة للحياة الروحية ، فلا مجال للمخالفات التي تُرتكب بذريعة أنها سبق وارتُكبت ليصبح الخطأ قاعدة بالتقادم ، إذ ليس معنى أن خطأ حدث في وقت ما ، أن يُسمح بتكراره فيما بعد... حتى لا تُستبدل التقاليد الصحيحة بأخرى مخالفة ؛ لأن عامل الزمن لا يجعل من تكرار الخطأ قاعدة ، بل يصير كل تدبير بصحو من دون إفراط أو تفريط . إذ أن روح وجوهر التعليم الأرثوذكسي يعبر عن طبيعة الكنيسة εκκλησία الإكليسوچية ومهمتها في التوبة الإنجيلية (ميطانيا) μεταναια ؛ والكلمة ببشارتها ευαγγελιον المفرحة (كيريجما) κηρυγμα =Kerygma ؛ والشهادة الحية ( مارتيريا) التي يقدمها كل شهيد μαρτηρος بالفم او بالدم ؛ والخدمة (دياكونيا) διακονίας ؛ والعبادة الشخصية و الجماعية (ليتورچيا) λειτουργια ؛ والشركة (كينونيا) η κοινωνία ؛ والمجيء παρουσία (باروسيا)... وجميعنا مدعوون لنحيا بتقوي ευλαβεια ونعمل ونثمر ونتشكل من جديد αναπλασσω حسب التسليم والوديعة ، المستمدة من الحياة الإلهية بالأسرار ووسائط النعمة ، مواظبين علي الصلاة προσκαρτερουντες مشتركين في احتياجات القديسين κοινουωνουντες . مقتفين خطوات الآباء : انطونيوس الكبير واثناسيوس الرسولي وبطرس خاتم الشهداء وانبا كيرلس الرابع ابو الإصلاح والبابا كيرلس السادس وانبا ابرام حبيب الفقراء ...
طالبين تتميم خلاص نفوسنا بخوف ورعدة ، وساعين لخلاص ما قد هلك ؛ حسب التدبير الأرثوذكسي الذﻱ يرسم لنا الطريق ، وبه نحيا ونوجد ونتحرك ، في شركة مع الثالوث القدوس وشركة مع سحابة القديسين الشهود وشركة مع إخوتنا أعضاء الجسد ، متغذين دومًا من عصارة الكرمة بدون انقسام ولا ذاتية ، لأن كنيستنا لم تبدأ بنا ؛ بل على آثار وخطىَ الآباء القديسين نسير ونقتفي الطريق المرسوم والموسوم للبنيان ولمجد الله : كذبائح وكقرابين مقدمة على المذبح المقدس الناطق السمائي.
وتاريخنا يُظهر كيف أن معركة إعلان الحق الكنسي والدفاع عن الإيمان ، لم تكن سهلة وكم تألم فيها قديسون وعانوا وظُلموا وعُذبوا ونُفُوا واستُشهدوا ، لكي يحفظوا التعليم الرسولي الصحيح ، ولينالوا رضا الله وصلاح الشعب ؛ ملازمين كل فضيلة ؛ ولهم دالة كل حين ومضيئين بعلامات الاستقامة لتبجيل السر الذﻱ يخدمونه ، وما يجعل المسيحية وإنجيلها واقعًا حيًا معاشًا.