محرر الأقباط متحدون
ترأس الكاردينال ماتيو زوبي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ورئيس أساقفة بولونيا القداس الإلهي يوم أمس الخميس في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة اختتام الجمعية السينودسية الثانية للكنيسة الإيطالية وألقى عظة أكد فيها أنه في عالم اليوم المطبوع بالألم والفردانية، تعيدنا المسيرة السينودسية إلى البعد الجوهري للجماعة، مشددا على أهمية الانطلاق مجدداً وتلبية دعوة البابا فرنسيس للنظر إلى الكنيسة كما يفعل الروح القدس، لا كما يفعل العالم.
الكنائس والجماعات الكنسية الإيطالية، وخلال اللقاء الذي عقدته على مدى الأيام الأربعة الماضية – من الحادي والثلاثين من آذار مارس ولغاية الثالث من الجاري – حاولت أن تتشاور وأن تتحاور فيما بينها في إطار المسيرة السينودسية التي تساهم في تعزيز روابط الوحدة، وهو موضوع تطرق إليه الكاردينال زوبي في العظة قائلا إننا نحب الوحدة وندافع عنها مهما كان الثمن، في الشرق كما في الغرب، لأنها الشرط الأساسي لتحقيق السلام. ولفت إلى أن العالم الذي نعيش فيه اليوم يطغى عليه منطق القوة، مع بروز نزعات قومية قديمة، تظهر بحلة جديدة، وتجد أرضاً خصبة لها، نظراً لغياب حسّ الجماعة على الصعيدين المحلي والعالمي.
وذكّر نيافته، كما قال البابا فرنسيس، بأن هناك ميلا إلى الدفاع عن أفكارنا الخاصة، بحدّ السيف، قناعة منا بأنها تصلح للجميع، وبالتالي إننا نميل إلى الاتفاق فقط مع من يشاركوننا أفكارنا. وأشار نيافته في هذا السياق إلى أن الروح القدس هو من يوحّدنا، وهو من يصبح شركة ومن يولّد الشركة، ما يحملنا على تغيير المسار أو إعادة اكتشاف الطريق. وحذّر الكاردينال زوبي من مغبة السير وراء من يحملوننا على ازدراء الآخر، ودعا إلى تبني نظرة الروح القدس التي تختلف عن نظرة العالم، لأنها ترى في أعضاء الكنيسة أخوة وأخوات يطلبون رحمة الله.
بعدها توقف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عند المسيرة السينودسية، لافتا إلى ضرورة أن نقوم بها معاً، وأن نخدم بعضنا البعض، ونعمل على بناء علاقات من العطف، لأن الكنيسة ليست فكرة بل هي لقاء وعلاقة، والرب هو مركزها ومحورها. وقال زوبي إنه إذا وضعنا في المقام الأول مشاريعنا وخططنا الإصلاحية لن نتمكن من جني الثمار المرجوة. من هذا المنطلق إن مسيرة الكنيسة، التي لا بد أن تكون اتّباعاً للرب يسوع، تجعلنا نلتقي بالبشرية بحسب الروح القدس. وينبغي أن نجتاز هذه الدرب معاً لأننا مدعوون لأن نكون قلباً واحداً ونفساً واحدة، ولتمييز صوت الروح القدس الذي يقترح علينا السبيل الأنسب عند مفترقات طرق الحياة.
تابع رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عظته مؤكدا أنه في عالم مطبوع بالانقسامات والعنف والخوف لا بد أن نخرج من قوقعتنا لنعلن الإنجيل، كما ينبغي أن تكون الكنيسة بيتا مضيافاً منفتحاً على الجميع، بعيدا عن الاهتمام بمصالحنا ومشاكلنا الخاصة وحسب، وعن الانغلاق ضمن الانتماء إلى جماعة أو قومية معينة. وأضاف نيافته أن مشاريع التحديث ليست كافية، مذكراً بأن الروح القدس يحررنا من هاجس التعامل مع الأمور الطارئة ويدعونا إلى السير على دروب الشهادة والفقر والرسالة، كي يحررنا من ذواتنا ويرسلنا إلى هذا العالم.
في ختام عظته خلال القداس الإلهي أكد رئيس مجلس أساقفة إيطاليا أن المسيحيين ليسوا مدعويين للشهادة لأنفسهم بل للرب وحده، لأن المسيحي هو انعكاس لمحبة الله، وهذا يحصل عندما نعظّم نوره ونتحرر من دور الريادة. وذكّر زوبي بأن الرب يسوع لم ينل المجد من البشر لأن المجد الأعظم هو المحبة، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يقودهم الروح القدس، هم قادرون على تغيير القلب بواسطة الإيمان، وهم وحدهم يستطيعون أن يقودوا هذه البشرية نحو مصير أفضل.