مريم كامل 

 
باتت ترى الخذلان كظلٍّ لا يفارق الوجود .اعتادت عليه و كأنها خُلقت لتتعلم كيف تكون قوية وسط عواصف الخيبات .والطعنات من أقرب الناس إليهامن ظنت يومًا أنهم أقرب لها حينها أيقنت أن الألم مدرسة ، و أن كل طعنة درس .وان الحقائق تظهر وظهورها كالبرق و أن السلام لا يُهدئ، بل يُنتزع من فوضى الخيبات .
 
عرفت أن العتاب إستنزاف ، فـ إكتفت بالصمت .
ذلك الصمت الذى هي فيهلم يكن ضعفًا ، بل هُدنة مع ذاتها المُنهكة .
 
لم تعد تبحث عن أعذار لمن أوجعها .
و لا تسأل لماذا تبدلت الوجوه و المشاعر ؟
لم تعد تهتم بمن عبر حياتها ثم رحل ، و لا بمن وعد و بخس . ولا من أدعي يومًا أنه سند
و لا حتى بمن غرس خنجره فى ظهرها ثم عاد ليواسيها .
 
فالأيدى التى إعتادت الطعن لن تُجيد العناق يومًا وهنا أيقنت بما فعلته بها الأيام والسنوات الماضية ستكون  فيها أقوي وأشد وأكثر حذرًا وحيطه لمن خاب الظن بهم فأصبحوا سراب يطاردها لتتعلم من القادم المعتم لا بل هو مبهم وسيتضح عندما ياتي دون عجله فإن غدًا لناظره قريب