الاثنين ١٤ يناير ٢٠١٣ -
٠٦:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل
كان الأب القديس متى المسكين يرى أن التفكير العقلى لدى الإنسان، هو أرقى درجات الرقى،وحضارته الإنسانية دليل على آثار تفــكيره،لأن التفــكير مصدرللعمليات العقلــية والمعرفية التى تكـــمن وراء تـطور الحياة الإنسانية،وكان يـــؤمن أن الله يمنح الإنسان قـــدره على التفكير لوضع الحــلول الفعالة لمشاكل الحياة بل وتحسينهــا،هــــذا بالإضافة إلى أن الأسلوب الذي يفـكر به الفرد يعد في حد ذاته قوة كامنة تؤثرعلى كافة تفاعلاته الداخلية والخارجية،وكان يؤمن أن نـقل الخبرات والدروس العمـــلية من جيل إلى جيل هى التى تسهم فى عملية التعلم السليم للإنسان.
على أية حال،أهتم الأب القديس متى المسكين بتعليم تلاميذه دروس من الحياة اليومية التى كان يتعرض لها فى حياته، ففى مجــال المساواة نذكر منها على سبيل المثل عندما جاء أحد بسطاء بدو وادى النطرون ويدعى"محمد العــابد" فقـــام باستقبله وضيافته فى قصر الضيافة الرئيسى بالديـــر،وأمر بتقديم أحسن الاطعمـــــة،وإعداد غرفة خاصة له وتغير ملاية السرير،بملاية آخرى من نوعية ماركــة العروسة،التى كان ذات شهرة فى ذات الوقت، مقارنة باستقباله لسفير إنجلترا فلم يتم شىء من ذلك،لأنه الأب القديس متى المسكين كان يؤمن أن الروح الــقدس والعدالة الإلهية تقتضى المســـاواة ما بين الــغفير والوزير.
كما كان الأب القديس متى المسكين يهتم بتعلم أبنائه الرهبان الإلحان الكنيسية،فنذكر هنا فى أحدى عظاته بدير القديس أنبا مقار سأل تلاميذه عن لحن "مونوجينيس" ـ أيها الأبن الوحيد الجنس ـ فوجد راهب واحداً من حفظى اللحن،ففقدم نصيحته فى أهمية حفظ الإلحان لأنها أساس التسبحة.
وأهتم الأب القديس متى المسكين بتعليم تلاميذه خبرات شيوخ الرهبان وهنا نذكر وصف تاريخى لزيارته لدير البراموس عام 1951م،فسجل لنا أن عــدد كبير من شيوخه بلغ أكثر من مائة عاماً،وكان جميع رهبانه،بما فيهم شيوخه يحضرون التسبحة كاملة ويسجدون فى هدوء ونظام، لـــدرجة أن الشيطـــان كانت تصرخ من قـــوة الصلاة، ومـــن بين أشــهر شيـوخ الـــدير الراهــب القمص"مخائيل الزرابى" ــ وكان من مواليد قرية الزرابى محافظة أسيوط ــ والراهب " باخوم الناسخ " الذى حافظ على مخطوطات ووثائق وكتب الدير.
خلاصة القول أن الأب القديس متى المسكين،كان دائماً يحرص على تعليم مورديه؛ خبراته فى الحياة الرهبانية،التى عاشها ما بين بين الشقوق والبرارى بجانب تشجيعه على الـقراءة والبحث العلمى،من أجل التــطور والتواصل فى الحياة الاجتماعية