محرر الأقباط متحدون 
في محاولة لتبرير الغضب الشعبي العارم الذي اجتاح شوارع غزة، سارع المكتب الإعلامي لحركة “حماس” إلى التقليل من أهمية المظاهرات التي خرجت ضدها، واصفًا الشعارات المناهضة لها بأنها “عفوية” ولا تعكس – على حد زعمه – “الموقف الوطني العام”.
 
وفي بيان موجه إلى شبكة CNN، حاولت الحركة أن تُحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا الحراك الشعبي، مدعية أن الهتافات المناهضة لها جاءت نتيجة “الضغط غير المسبوق” على الفلسطينيين، ومتهمة الاحتلال بمحاولة “إثارة الفتنة الداخلية”.
 
ومع أن البيان أقر بشرعية التظاهر وحرية التعبير باعتبارها جزءًا من “القيم الوطنية”، إلا أنه سعى للتهوين من دلالات الاحتجاجات، معتبرًا أنها مجرد رد فعل على العدوان الإسرائيلي، متجاهلًا بذلك عمق الغضب الشعبي المتراكم ضد سياسات “حماس” وممارساتها في القطاع.
 
وفي خطوة تعكس ارتباكًا واضحًا، دعا المكتب الإعلامي للحركة إلى “الوحدة الوطنية” وتوجيه الجهود ضد الاحتلال، في وقت كانت فيه آلاف الأصوات في بيت لاهيا تهتف بصوت عالٍ: “حماس برا برا”، و”بدنا نهاية للحرب”، واصفة عناصر الحركة بـ”الإرهابيين”.
 
هذه الاحتجاجات، التي تُعد من الأكبر ضد “حماس” منذ هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الشارع الغزاوي لم يعد يحتمل المزيد من القمع وسوء الإدارة، رغم محاولات الحركة المتكررة لتجميل صورتها أمام الإعلام وتزييف الواقع.