المصري اليوم - كتب منى ياسين | الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣ -
١٣:
٠٣ م +02:00 EET
أحمد عبدالمعطى حجازى
أبدى عدد من المثقفين استياءهم بعد اللقاء الذى جمعهم بالدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، مساء أمس الأول، بالمجلس الأعلى للثقافة، ووصفوا اللقاء بـ«الفاشل»، وقالوا إن اللقاء أصابهم بإحباط، ولا يشعرون بأى تفاؤل فى مسألة حرية الإبداع، وإن قنديل «مجرد سكرتير للرئيس» وينفذ سياسات حزب الحرية والعدالة.
ووصف الشاعر والكاتب أحمد عبدالمعطى حجازى اللقاء بأنه «نوع من الاستطلاع» قام به رئيس الوزراء لجس نبض المثقفين تجاه ما يحدث فى الدولة، وقال: «قنديل بالنسبة لى شاب لا أعرفه جيداً ولم أقرأ له شيئاً، وحتى اللقاء الذى جمعنا به، لم أخرج من خلاله بانطباع معين عنه، فلم يكن الحديث عما يفكر فيه رئيس الوزراء، بل ما يفكر فيه المثقفون، وهموم المثقفين».
وأضاف «حجازى»: «أخبرناه بأن الثقافة هى شرط أساسى من شروط الخروج من الأزمة الراهنة، ومن شروط التقدم والتنمية بشكل عام، لأن الثقافة تشمل السياسة والاقتصاد والتعليم والمجتمع»، وتابع: «قلنا له إن المثقفين يرون أن السلطة الراهنة معادية للثقافة وتكرهها، وذكرناه بحديث الرئيس عندما قال إن هناك تيارات معادية لهوية مصر العربية الإسلامية، وهو ما يعد تحريضا ضد كل من يتحدث عن الديمقراطية».
وقال «حجازى»: «لست متأكداً من قدرة قنديل فى صنع أى شىء يخالف سياسات الإخوان، على الرغم من تأكيده فى بداية اللقاء أنه لا ينتمى للجماعة، ولن يستطيع أن ينجز شيئاً لا يعجب الإخوان، أو أن يضمن لنا حرية التعبير»، مضيفاً: «غير متفائل نهائيا بهذا اللقاء، لأن «قنديل» لا يمثل سلطة مستقلة أو شخصية مستقلة أو حتى صاحب إرادة مستقلة، لكنه تابع لرئيس الجمهورية وحزبه».
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق: «قنديل يواجه أزمات طاحنة صنعها مرسى وجماعته، ويحاول حلها، وهو ليس مسؤولاً عن الوضع الغريب الذى نعيشه، ففى النهاية نحن أمام مسرحية هزلية، وأعتقد أن الهدف من اللقاء خفض حدة الاحتقان بالاستماع إلى المثقفين»، وأضاف أنهم طرحوا عليه مخاوف عديدة، بدءا بمشاكل المجلس الأعلى للثقافة، وانتهاء بانقسام الأمة ومعركة الإخوان والسلفيين وعدائهما الملحوظ ضد الثقافة، مشيراً إلى أنه وجه لـ«قنديل» بعض الأسئلة المحرجة، من بينها: «أين القانون وتطبيقه من أزمة محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا، ولماذا لم تتدخل وزارة الداخلية؟».
وأضاف «عصفور»: «(قنديل) قال ما هو مسموح له أن يقوله، وبالتالى فإنه كمثقف غير متفائل بهذا اللقاء»، واصفاً رئيس الوزراء بأنه «سكرتير كبير لرئيس الجمهورية».
وقال الكاتب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، إن «قنديل» من الناحية الشخصية مجتهد وتكنوقراطى، لكنه فى النهاية لا حول له ولا قوة، فهو ليس العنصر الفاعل، فيده تكاد تكون مشلولة، ويتعرض مثلنا لحملة شديدة القسوة من داخل حزب الحرية والعدالة»، لافتاً إلى أن الإخوان يريدون أن يصنعوا منه «كبش فداء» لفشلهم فى مواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف «مكرم» أنه وجه لـ«قنديل» عبارات حادة، خلال اللقاء، عن عجزه فى مواجهة الأزمات وعدم استقلاله عن المؤسسة الرئاسية، وقال إن اللقاء انتهى بوعد من رئيس الوزراء بأنه سيرسل وزراء الأوقاف والتربية والتعليم، والتعليم العالى، بصفتهم أعضاء فى المجلس الأعلى للثقافة، لكى يتواصلوا مع المثقفين.