Oliver كتبها
- المسيح فى أورشليم هو متمم الناموس.محقق النبوات .الواهب حياة للتعليم بتعليمه.المخلص بهيكله كل من بداخل الهيكل و خارجه.بينما المسيح فى السامرة هو خادم المنبوذين.الباحث عن المتروكين.مُصالح المتنازعين.رابح نفوس البعيدين. نحن نعبد هذا المسيح الحي سواء أخذنا إلى أورشليم أو جاء يلتقينا في السامرة.سواء خدمنا حيث الهيكل بعظمته و الناس تأتي مستعدة لسماعه أو خدمنا قرب السامرة .يجمع المتغربين و يقرب البعيدين.فليست السامرة خواء هناك بئر يعقوب و آثار يوسف .هناك يفرد الصياد شبكته و يصطاد أناساً يحسبونه خصماً.يرفسون مناخسه ثم يهدأون و يقبلونه فيحيون.
 
- يخبرنا الكتاب أن المسيح له المجد جلس متعباً عند البئر ليقدم وصفاً للتعليم الذى هو ضد إصلاح النفوس الذى يخربها بالعداوة ليعطل رسالة المسيح الخلاصية.فالمسيح المتعب لم يتعبه شيء قدر الإنسان حين ينصب نفسه معلماً و هو خالياً من المحبة مملوءاً تعصباً و جهالة.حين يري المسيح الناس متباعدة تختفي المحبة وسطها فهذا ما يتعبه ليس لاهوتيا طبعا لكن يتعبه أى لا يرضيه بل يغضبه.المسيح جلس متعباً عند البئر بسببنا جميعاً.
 
- فى لقاء المسيح الرب بالسامرية تبدو ظلال التعليم المتطرف و نتائجه.لأن الناموس لم يوص بقطع التعاملات الطبيعية مع الآخرين بل فقط عدم الإختلاط بالغرباء و غير المختونين أى عدم التزاوج لئلا تضيع الأنساب و تتعطل النبوات.لا5: 2و3 لكن الفريسيون ظلوا يغذون الناس بالتباعد بين الأسباط العشرة في إسرائيل و بين سبطي يهوذا و بنيامين في اليهودية.حتى إستقر في قلوب الناس أن أى تعامل بين اليهود و السامريين هو مخالفة للناموس و هذا ما إستقر في ذهن السامرية فتعجبت أن المسيح يطلب منها ماءا بينما تعليم الفريسيين أن أى ما يأتي من إسرائيلي هو نجس لأنهم إختلطوا بالأمم و بالتالي لا يطلب يهودى أن يشرب من آنية يستخدمها إسرائيلي و بالأخص سامري. لهذا قال لها رب المجد أنت تحسبينني يهودي من هؤلاء الممتنعين عن التعامل معكم.لست تعلمين من أنا.لست هذا المتطرف الذى تحركه تعاليم الناس و مبالغات الفريسيين.أنا أعرف قصد ناموس أبى و أتممه.و تمام الناموس الآن أن أربح النفوس لا أن أخسرهم.
 
- ليس لأن السامرية كان لها خمسة أزواج معناه أن كل ما فيها فاسد.نعم إنها نقطة ضعف لكن مسيحنا الرائع يري فيها نقاط قوة.فهى مهذبة في كلامها.لم تقل للمسيح أنتم متطرفون و تحتقروننا بل فقط قالت أنت  رجل يهودى و أنا أكثر المخلوقات إحتقارا من اليهود لأني إمرأة و سامرية أيضاً.كانت كمن تحذره لئلا يكون تعامله معها عن غفلة لكن رب المجد يقصدها لا غيرها.كانت إمرأة لها دراية بالنبوات.لها معرفة روحية و أيضا لها تساؤلات روحية .هل أنت نبي ؟ هل أنت مسيا؟ و طالما أنت لا تتبع هؤلاء المتطرفين الذين يحتقرون هيكلنا فقل لي أين ينبغي أن نسجد ؟ لقد كانت مشغولة بأزواجها بعض الوقت و مشغولة بأسئلة روحية بعض الوقت حين شعرت السامرية الرقيقة  أنه نبي لم تتأخر في الإعتراف بذلك و حين صار في يقينها أنه مسيا شهدت بذلك دون تردد.إنها ليست إمرأة مكابرة بل فقط نفساً تاهت و إحتاجت خلاص المسيح.إنها نفس من ذهب طمرها التراب و المسيح غسلها..و السيد الرب أخذ هذا في الحسبان فى حواره معها. المسيح  لم يركز على ضعفها بل منحها قوة التجديد.لم يتجاهل أنها مهذبة و صادقة و لديها إشتياقات روحية و رغبة في المعرفة.فكان لها فى المسيح نصيباً عظيماً كأول كارزة.
 
- إنه أعظم تعليم فى مثال حى.أن تكتشف فيمن تخدمهم النقاط الإيجابية والميزات و تمتدح هؤلاء المتضائلين في أعين أنفسهم.فهم لا يحتاجون توبيخ لأن الروح القدس يبكتهم في الداخل.إنهم بحاجة إلى مسيح مشجع يسندهم .ينير الطريق قدامهم .سيتركون بأنفسهم الجرة فلا تنشغل أنت بالجرة بل بالماء الحى كمسيحنا القدوس.ستترك أزواجها سواء من ذاكرتها أو من قلبها.و تمضي متحررة إذ أن المسيح غافر الخطايا و مجدد النفوس.
 
- نحن قدام سامريتين لا سامرية واحدة.نحن قدام نفس جاءت متعبة.متسللة وقت الظهيرة تخشي إفتضاح أمرها. متعرية قدام نفسها , مرتبكة مشتتة النفس و الذهن و القلب.حاملة جرة مملوءة بأتعابها و ضعفاتها و مخاوفها.قادمة إلى البئر بشعور المرفوض المنبوذ المحكوم عليه بالموت و فيما تنتظر الموت صارت تحمل هم الحياة.و سامرية أخري  عائدة من عند البئر .متخففة من جرتها بكل ما فيها.نفس مستورة بخلاص المسيح  مستنيرة بكلامه .تحمل منه الرجاء عوض الجرة.عائدة بإجاباته الإلهية عن أسئلتها البشرية.لقد صالحها المسيح مع نفسها قبل أن يصالحها مع الكل و معه.أسقط قيودها عند قدميه فتحررت.كالعصفور الذى وجد عشاً له من بعد توهان.صنع منها سامرية شجاعة تكرز بإله واحد جالس عند البئر عالم بالسامريتين معاً.المسيح المخلص هو صانع السامرية الجديدة لكل من يرغب و يطلب.
 
-كانت السامرية قابعة في أعماق بئر من الجوع و التيه و الحرمان و الفقر .لم تكن تعرف أنها بنفسها ذاك الذى يجب أن يخرج من بئر يوسف.لقد خرج يوسف من البئر و صار ملكاً هكذا أخرج المسيح إبنة يوسف و جعل السامرية ملكة.
 
-إن الفرق بين السامريتين هو المسيح الذى يدخل حياتنا فتتغير بالتمام.يريح التعابي و هو متعب.يخلص بالضعف كما بالقوة.في البدء خلقنا بالقوة و على الصليب أعاد خلقتنا بالضعف.نحن السامريتان مهما توارينا. لنطلب المسيح أن يجتاز نحونا و ينتظرنا.لنطلبه فيجيب أذهاننا الشاردة.و يشبع عاطفتنا الجائعة لمحبته المشبعة.ينزع كل العداوات و يحل بروح حكمته في قلوب طالبيه لأنه قريب.