الأب رفيق جريش
إن الاستراتيجية المصرية فى حماية الأمن القومى اتسمت بكثير من الحكمة والصبر وضبط النفس، رغم أن هدف أشرار الخارج والداخل هى جرجرة مصر وتوريطها بأى شكل من الأشكال فى الحرب على غزة أو الحروب المشتعلة حولها وآخرها مسألة تهجير الفلسطينيين من غزة ونقلهم إلى وجهة آخرها كانت مصر – سيناء المرشحة لها وبفضل الله سبحان وتعالى وحكمة القيادة السياسية التزمت مصر بخط السلام والعمل على إطفاء الأزمات والصراعات فى المنطقة، وهذا ما أكده فى كلمته أمام طلبة أكاديمية الشرطة حيث أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى يكررها فى كل المناسبات للكليات العسكرية أنه رغم التهديدات والتحديات المتزايدة فإنه لا يمكن لأحد المساس بأمن مصر، وتأكيده ضرورة التصدى للشائعات والأفكار الهدامة، وأشاد الرئيس بصلابة وتماسك الجبهة الداخلية وأهمية زيادة الوعى والإدراك الصحيح للأوضاع والتهديدات.

تواجه مصر تحديات كبيرة غير مسبوقة تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى، مع اشتعال الأوضاع على كل الحدود المصرية فى ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وحروب وأزمات فى الكثير من دول المنطقة، إضافة إلى خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وتزايد التدخلات الخارجية فى شؤون دول المنطقة والتى تذكى الصراعات والحروب، وجاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ومخططات تهجير الفلسطينيين، ليزيد من تحديات الأمن القومى، وبالتزامن مع ذلك استمرار اشتعال الأوضاع والصراع فى السودان وليبيا وتوترات البحر الأحمر والتى تزايدت بشكل كبير فى أعقاب الهجمات الأمريكية الأخيرة على جماعة الحوثى فى اليمن.

وفى ظل كل هذه التهديدات ظهر تماسك وصلابة الجبهة الداخلية المصرية إذ أنها ضرورة قصوى وأحد صمامات الأمان التى أسهمت فى حماية الأمن القومى المصرى وشكلت حائط صد أمام محاولات زعزعة الاستقرار المجتمعى عبر الشائعات الهدامة والأكاذيب، حيث أدرك الشعب المصرى بفطنته وإدراكه أن حجم التحديات والمؤامرات التى تحيط بمصر تستهدف كسرها، ولذلك ظهر التكاتف بين الشعب المصرى والدولة المصرية ومؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة وهذا ما شعرنا به خاصة فى شهر رمضان وصيام المسيحيين والذى سميته «الصيامين» فوحدة الأمة وتكاتفها يمثلان الحصن المنيع ضد أى محاولات لتهديد الأمن القومى المصرى لأن اشرار الخارج أو فى الدخل يهمهم تمزيق الجبهة الداخلية واللعب على وتر الفتنة الطائفية وهى كلمة لم نعد نسمعها رغم بعض المنغصات.

ولاشك فى أن الاستراتيجية المصرية فى حماية الأمن القومى ترتكز على تعزيز قدرات القوات المسلحة ليعد من أقوى جيوش المنطقة استعدادًا وتمرينًا وخبرة، إضافة إلى الدبلوماسية المصرية النشطة الناعمة والحكيمة والتى تتحرك فى جميع الاتجاهات لتسوية الأزمات والصراعات فى المنطقة عبر الطرق السلمية.
نقلا عن المصري اليوم