ياسر أيوب
فى الحى المحمدى بمدينة كازابلانكا المغربية.. يلعب المنتخب المصرى مساء اليوم أمام إثيوبيا فى استاد العربى الزاولى فى التصفيات الإفريقية لمونديال ٢٠٢٦.. وتتصدر مصر مجموعتها فى هذه التصفيات، وستبقى على قمة المجموعة أيًا كانت نتيجة مباراة الليلة.. وتبقى مصر مرشحة للفوز وقادرة عليه لأسباب كثيرة فنية وكروية مع احترام مفاجآت وغرائب كرة القدم.

لكن الأمور والنواحى الفنية ليست فقط هى ما يمكن أن يقال عن هذه المباراة إنما هناك حديث آخر يخص التاريخ أيضًا.. ففى ١٩٥٧.. كانت إثيوبيا واحدًا من أربع بلدان قررت وحاربت لتأسيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم.. مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا.. وكانت إثيوبيا وقتها من كبار إفريقيا فى كرة القدم.. أسست اتحادها فى ١٩٤٣ ولعبت مباراتها الدولية الأولى ١٩٤٧، وانضمت للفيفا ١٩٥٢، وفازت ببطولة أمم إفريقيا ١٩٦٢.

ولم يكن يتخيل أى أحد أن يأتى ٢٠٢٥ لتلعب إثيوبيا مبارياتها فى تصفيات المونديال خارج أرضها وتواجه مصر فى كازابلانكا وليس فى عاصمتها إديس أبابا.. وأن تصبح إثيوبيا إحدى ١٣ دولة إفريقية يقرر الكاف ألا تلعب على أرضها أى مباريات دولية لأنها لا تملك ملاعب تستوفى شروط ومواصفات الفيفا والكاف، من حيث الأرض والإضاءة والبنية التحتية وبقية لوازم إقامة مثل هذه المباريات.

وهو أمر يستدعى للذاكرة يدنكاتشو تيسيما رغم رحيله فى ١٩٨٧.. فبعد ولادته فى مدينة جيما غرب إثيوبيا ١٩٢١.. ورغم عشق والده للشعر والموسيقى إلا أن والدته حرصت على تعليمه اللغات وممارسته للرياضة.. فلعب تيسيما مختلف الألعاب، لكنه اختار كرة القدم وأصبح لاعبًا مميزًا فقاد فريق المدرسة.. ثم لعب لنادى سان جورج الذى كان أول نادٍ فى إثيوبيا وبعدها لعب للمنتخب وظل قائدًا له حتى اعتزاله ١٩٥٤.

وأصبح بعد الاعتزال مدربًا لمنتخب بلاده، ثم أدار الكرة فى بلاده قبل أن يصبح فى ١٩٧٢ رابع رئيس للاتحاد الإفريقى لكرة القدم بعد نجاحه فى تأسيس هذا الاتحاد مع الرفقاء الأفارقة.. عبدالعزيز سالم من مصر، وعبدالحليم محمد من السودان، ووليام فيل من جنوب إفريقيا.. وكان تيسيما يحترم كرة القدم المصرية كثيرًا ويدين ويعترف بفضل مصر على كرة القدم فى كل إفريقيا.

ولم يواجه يدنكاتشو مصر أبدًا كلاعب.. وأول مباراة له أمام مصر كمدرب كانت فى إثيوبيا فى ١٠ يوليو ١٩٥٦ فى ذهاب تصفيات دورة ملبورن الأوليمبية ١٩٥٦، وفازت بها مصر وفازت أيضًا بمباراة الإياب.. وعاش تيسيما مقتنعًا طوال الوقت بقيمة وأهمية وضرورة كرة القدم لإثيوبيا وأهلها ولم يتخيل يومًا يأتى لا تملك فيه إثيوبيا ملاعب غير صالحة للعب.
نقلا عن المصري اليوم