محرر الأقباط متحدون
شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مأدبة إفطار نظمتها سفارة المغرب لدى الكرسي الرسولي لمناسبة شهر رمضان. وعلى هامش العشاء كانت لنيافته دردشة مع الصحفيين تحدث خلالها عن ضرورة إطلاق مسار يضع حداً للصراع المسلح الدائر في أوروبا الشرقية، وتفادي وضع شروط مسبقة تحول دون الجلوس إلى طاولة الحوار.
    
عشاء الإفطار هذا، في نسخته الأولى، نظمته سفارة مملكة المغرب لدى الكرسي الرسولي ومنحت خلاله السفيرة رجاء ناجي المكاوي الضيف الفاتيكاني الجائزة المعروفة باسم "وجوه الحوار الخفية". وقد تطرق نيافته خلال حديثه مع الصحفيين إلى قضية نزع السلاح بالإضافة مسألة الحرب الدائرة في أوكرانيا وأوضاع البابا فرنسيس الصحية.

ذكّر باورلين بأن سياسة الكرسي الرسولي بشأن إعادة التسلح واضحة جداً منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ألا وهي الإصرار على الصعيد الدولي كي يكون هناك نزع سلاح شامل ومنظم، ما يعني أن الأمور التي نشهدها اليوم، في إشارة إلى سباق التسلح في العالم وفي أوروبا تحديداً، لا تبعث على الرضا.

في سياق حديثه عن التوصل إلى هدنة بين روسيا وأوكرانيا، خصوصا في أعقاب المكالمتين الهاتفيتين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلوديمير زيلينسكي، تمنى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان ألا يضع أي من الطرفين شروطاً مسبقة تحول دون الجلوس إلى طاولة الحوار وإطلاق مفاوضات سلمية تضع حداً للصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع العلم أن موسكو تسعى إلى فرض شروطها بشأن مراقبة تطبيق الهدنة، التي تشمل، لغاية الآن المواقع والبنى التحتية الخاصة بالطاقة.

وعلى الرغم من هذا التقدم الخجول الذي تحقق والشروط التي وضعتها روسيا، أمل الكاردينال بارولين أن تُطلق العملية التفاوضية وأن يجلس الطرفان إلى طاولة الحوار، خصوصا وأن هناك استعداداً من قبل الجانب الأوكراني، كما قال، داعياً إلى أن تتبنى موسكو أيضا موقفا إيجابياً حيال هذه العملية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يستمر لثلاثين يوماً، على الأقل، على أن تتمثل الخطوة التالية في إطلاق مفاوضات ثنائية تضع حداً للحرب وتُعيد السلام المرجو إلى المنطقة، الذي ينبغي أن يكون سلاماً عادلاً ودائما.

بعدها سُئل الكاردينال بارولين من قبل بعض الصحفيين عن أوضاع البابا فرنسيس الصحية التي تثير القلق، خصوصا وأنه ما يزال يتلقى العلاج في المستشفى منذ أكثر من شهر. ولفت نيافته إلى النشرات الطبية التي تصدر يومياً تقريباً، وتقدّم صورة عن الأوضاع الصحية للحبر الأعظم. وكشف أنه التقى بالبابا منذ أسبوع، عندما زاره في المستشفى، ولم يلتق به منذ ذلك الحين، مضيفا أنه وجد تحسناً ملحوظاً قياساً مع المرة السابقة التي زاره فيها.  لكن بارولين ذكّر بأن تقييمه هذا للوضع الصحي هو تقييم خارجي وحسب، يرتكز إلى الحالة التي شاهدها، ولا بد أن نرتكز إلى ما يقوله الأطباء الذين يعالجون البابا.  

ولفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في الختام إلى أنه خلال لقاءته مع البابا يتم عرض المسائل والمشكلات التي تحتاج إلى حلول، ويقوم الحبر الأعظم بإعطاء التوجيهات اللازمة. وعندما سأله أحد الصحفيين ما إذا كانت استقالة البابا مطروحة على الطاولة نفى ذلك الكاردينال بارولين نفياً قاطعا.