الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مدحت بشاي
وفق ما نشرته جريدة البديل الإلكترونية ، أنه في مثل هذا اليوم منذ 65 سنة ، وتحديداً بتاريخ 12 يناير 1948 ، نشرت جريدة مصر الفتاة مقالاً للأستاذ /أحمد حسين بعنوان" أيها اليهود انتظروا قليلا فإن كتائب الشيخ حسن البنا ستتأخر بعض الوقت"..
جاء في افتتاحيته : طالما أذاع الشيخ البنا عن كتائبه التى تبلغ عشرات الألوف، وأنها مزودة بالأسلحة والمعدات، وأنه اختارها من بين الملايين الذين يدينون للشيخ بالطاعة والولاء، وبدأت مشكلة فلسطين تتخذ دوراً خطيراً فى مرحلتها الأخيرة، فسارع فى إرسال البرقيات لمفتى فلسطين والجامعة العربية ورجال فلسطين وإلى جميع الدول والهيئات الدولية وإلى كل من هب ودب، واطمأن العرب أن جيوش الشيخ البنا سترهب الصهاينة وأنصارهم، والدول التى تؤازرهم، وصدر قرار هيئة الأمم بتقسيم فلسطين، وأصبح لا مجال للحديث، وسكت القلم وانتظرنا السيوف أن تتكلم وأن تعمل، فتطيح بالرقاب، رقاب الأعداء الكفرة من الصهاينة وأنصارهم، وأعلن الشيخ البنا عن كتيبته الأولى التى تبلغ عشرة آلاف وأنه قد تم تجهيزها وإعدادها وأنه يعمل الآن فى تجهيز كتيبتين أخريين لتلحقا بالكتيبة الأولى وتلحق بذلك جحافل الكتائب، ونشر الشيخ البنا خطاباً من أحد الأعضاء بالعريش يلح فى رجاء ولى الله أن يباركه ويرسله فى السرية الأولى ونشر خمسمائة اسم .. ثم ماذا؟ ثم لا شئ أيها الشيخ !!..
إنه تاريخ بات معروفاً لجماعة تتخذ قرارات هي مجرد فرقعات معلنة لا تسأل عزيزي القارئ عن ظلها على الأرض فهي دائماً تتلون أشكالها وأهدافها منذ بدايات وجودها وحتى وصولها بعد أكثر من 80 سنة لسدة الحكم ، ورغم غياب تلك المصداقية في العديد من المواقف سواء في أزمنة عمل تلك الجماعة بشكل سري وحتى سُمح لها التمثيل بـ 88 عضوية بالبرلمان وصولاً لكرسي السلطان .. ولعل فقدان الثقة هوعنوان الأزمة التي تعاني البلاد والعباد من تبعاتها ..
ورغم خطورة المكتوب في المقال المنشور وإشارته للمراوغة وإدعاء البطولة والجاهزية في زمن الجد وحتمية الوجود الوطني الفاعل ، وتكرار الأمر يطرح التساؤل المحير ، كيف لقوى معارضة عرفت وعهدت كل تفاصيل مواقف تلك الجماعة ورموزها أن تتعامل معها وفق عهود شفهية في اجتماعات عامة ، هم من وافقوا على وثيقة السلمي وتراجعوا ، قالوا أنهم سيمتثلوا لأحكام الدستورية ، وسكتوا على حصارها ، إضافة إلى العديد من المواقف التي أعلنوها مثل نسب المشاركة في انتخابات البرلمان وأنهم لن يتقدموا لانتخابات الرئاسة ، فقدموا الشاطر ومرسي .. رغم كل ذلك يذهب النخبة لعقد توافقات ، ومنهم من قبل مناصب في قصر السلطان والمواقع البرلمانية والتنفيذية .. والآن وبعد أن قفز منهم من قفز من سطح سفينة السلطة لينجو بتاريخه ، وعاد لصفوف المعارضة ، ولكن بعد فقدان الثقة في مصداقيتهم .. ويتكرر الأمر وصول رموز جبهة الإنقاذ لاتفاق من 11 بند كشروط للمشاركة في الانتخابات ، ويبقى السؤال مطروحاً أي شروط ، ومن الذي يشترط وقدر وزنه على الأرض ومامدى الثقة في من تقدم له الشروط لو تم الموافقة عليها .. الأمر بات مشكوكاً في جدوى أي عمل سياسي للأسف !!
وأعود للمقال ، يضيف أحمد حسين " إن الأمور تتضح وتظهر على حقيقتها، وإذا المسألة دائماً كما يعرف الشيخ البنا وأتباعه ليست إلا دجلاً وشعوذة وضحك على عقول المصريين وغيرهم ممن يأملون شيئاً من الخير من الشيخ وأعوانه.
كفى تهريجاً يا شيخ حسن وكن صادقاً ولو لمرة واحدة فى حياتك، ولتعمل أنت وأتباعك على تنفيذ شعاركم الذى تقولون فيه أن الموت فى سبيل الله أحلى أمانينا، فإن ميدان الجهاد والشرف مفتوح للجميع، وطريق السفر براً وبحراً وجواً لم يغلق دون أحد من الناس الذين يريدون العمل فعلاً وها هو أحمد حسين يشترك بنفسه فى معارك فلسطين ويدك حصون الاستعمار ويقاتل فى سبيل الله، وها هي كتيبة الشهيد العظيم "مصطفى الوكيل" تسير إلى ميدان القتال.
فماذا فعلت أنت يا شيخ حسن البنا؟ وماذا فعلت جماعتك؟
نريد أن تفعل شيئاً، وأن تكف عن تلك المهازل والإدعاءات والاجتراءات، وترسل بعضاً من أتباعك فليكونوا خمسة أو ستة أو عشرة أو أكثر أو أقل، وكل الذى أخشاه أن تظل وأتبعك فى هذا الجو من الدجل والضحك على الذقون حتى تنتهى المعارك فترتفع الأصوات من جديد تردد "الله أكبر ولله الحمد"...
ملحوظة:- نص المقال منقول طبق الأصل عن المقال الأصلى وهو متوافر بدار الكتب بالقاهرة.
- واصل أحمد حسين حملته ضد حسن البنا وجماعة الإخوان وأثبت أن كل رواياتهم عن معاركهم فى فلسطين من وحى الخيال وأنهم لم يقدموا شهيداً واحداً ولم يطلقوا رصاصة ولم يريقوا قطرة دماء واحدة وأن كل جهادهم هو نسج الروايات وإلقاء الخطب الحماسية والوعظ والإرشاد والدعوة للجهاد بالكلام فقط.
وعلى سبيل المثال أضيف وأسأل : كيف يمكن أن يصل الأمر إلى ترحيب عدد من رموز تيار استقلال القضاء بقرارات الرئيس مرسى الأخيرة والتي رفضها قطاع عريض من القضاة ؟، أما الحكاية الأغرب فقد تمثلت في بيان لحركة قضاة من أجل مصر لإعلان تأييدها قرارات الدكتور محمد مرسى الأخيرة وأرجعوها إلى «إحساسه بوجود أحداث تنذر بخطر داهم يهدد الثورة المصرية واستقرار البلاد، ولما كان رئيس الجمهورية المنتخب هو المنوط به الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وله فى سبيل ذلك اتخاذ ما يلزم من إجراءات ثورية للحفاظ على سلامة البلاد ومؤسساتها خاصة المنتخبة منها»... وأسأل : هل علمونا في كتب التربية الوطنية ، بل والأهم في الكتب المقدسة أن إعانة الحاكم على فعل ضد مصالح المحكومين أمر حميم جميل ينبغي أن يتصدى له رجال قانون ؟!!