الأقباط متحدون - كفرني .. شكراً
أخر تحديث ١٣:٣٣ | السبت ١٢ يناير ٢٠١٣ | ٤ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

كفرني .. شكراً

بقلم: إبرام مقار 

 تشرفت بدعوة من مؤسسة « سانت بول» الخيرية بمونتريال للمشاركة في حفل تكريم الإعلامي «محمد جوهر» رئيس مجلس ادارة شركة كايرو سات، والذي تتلمذ علي يديه إعلاميين ورؤساء تحرير كبار في مصر والوطن العربي. وكان حفل التكريم لشخصه ولدوره المعروف في حماية القمص متياس نصر و 16 قبطياً من اعتداءات الشرطة العسكرية بعد ساعات من مذبحة ماسبيرو في اكتوبر 2011، وهو الدور الذي جعل الإعلامي يسري فوده يطلق عليه لقب «شندلر مصر». وبرغم الاستقبال الحافل في حفل مونتريال وبرغم شخص «محمد جوهر» والذي يستحق كل تكريم - وهذه حقيقة - فيصعب ان تقابل شخصاً يحمل كل هذا القدر من التواضع والاخلاق والمحبة للاخرين مثل الإعلامي محمد جوهر، وربما لهذا كان شخصاً مقرباً من عائلة السادات ومبارك. إلا انني اثناء الاحتفال كنت اشعر بقدر من الحزن اننا اصبحنا نكرم مسلماً لأنه قام بحماية اخوته الاقباط من الاعتداء، وكأن ما حدث شيئاً غير مألوف او غير وارد، والذي ربما يشير علي ازمة كبري في العلاقة بين المسلمين والأقباط، وان الأقباط اصبحوا يتعجبون حينما يحميهم او يتحدث عن معاناتهم شركاء الوطن من اخوتهم المسلمين، وان الكثير من الأقباط يروا ان العدالة او الاقلام الصحفية قليلاً ما تنصفهم وخاصة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير. واتذكر علي سبيل المثال لا الحصر في مثل هذا الوقت تحديداً مطلع عام 2000 وبعد مذبحة الكشح والتي راح ضحيتها 21 قبطياً، خرجت علينا صحيفة حكومية بعد الاحداث بساعات لتقول ان القاتل هو «كاهن الكنيسة» بالقرية ولانه لا يجيد التصويب» فقتل الأقباط ال 21 بالخطأ!!!!. ودائماً ما يقول المحللون انه إذا كانت المرأة والاقباط هي الفئات المهمشة في مصر فأن المرأة تجد من يدافع عنها بعكس الاقباط. ولكن سرعان ما زالت هذه المخاوف والاحباطات حينما بدأ «جوهر» كلمته ليؤكد علي ان موقفه مع الاقباط في تلك الليلة لم يكن موقف فردي منه فقط ولكنه كان موقفاً جماعياً، فقد شارك في حمايتهم العاملين بالقناة من مذيعين وفنيين وافراد امن مسلمين وعدد هؤلاء يتجاوز الـ 150 فرداً فمنهم من اعطي بطاقته الشخصية والتي تحمل الديانة «مسلم» للاقباط حتي يقدمونها لأفراد الشرطة العسكرية اذا تم سؤالهم عن دينهم - لأن الشرطة العسكرية كانت تبحث عن الاقباط في تلك الليلة - لنعرف ان الوحدة الوطنية في مصر مازالت بخير. 
 
وبعدها بأيام جاءت فتوي الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والتي تضم في عضويتها خيرت الشاطر بعدم جواز تهنئة الاقباط «بعيد الميلاد المجيد» وربما اصاب البعض من الاقباط بعض المخاوف او الاحباط من هذه التصريحات والتي وصفها مركز «بروكينجز» الامريكي بأنه خطاب طائفي علني غير مسبوق ولكن بعدها بدقائق رد المصريين حيث انتابت صفحات «الفيس بوك» حالة غير مسبوقة بالتهنئة من المسلمين لإخوانهم الاقباط بل وانه في الوقت الذي لم يذهب بعض الاقباط في مصر الي الكنيسة ليلة العيد بسبب سوء الاحوال الجوية ذهب اخوانهم المسلمين للكنائس لتهنئتهم، ولم تخلو كنيسة في مصر من مشاركة مسلمين سواء بالحضور او توزيع الحلوي علي الحاضرين او لافتات التهنئة بل ان في كنائس المهجر شاركت مجموعات من الشباب المسلمين بالحضور في قداس العيد وتناول الاطعمة بعد الصلاة. فضلاً عن اشتعال صفحات الفيس بوك بالتهنئة من المسلمين لإخوانهم الاقباط رداً علي تلك الهيئة، بل ولأول مره تقام شجرة عيد الميلاد عملاقة وسط ميدان التحرير. وحينما كتبت خديجة الشاطر علي صفحتها عبارة «ومن عجائب الأقدار أن ترى الجو فى أعياد النصارى كل عام يتقلب ويثور وترتعد السماء وتمطر، الكون كله يثور متبرئاً مما زعموه، ... وترى الشمس فى أعياد المسلمين تشرق لو جاء العيد فى الشتاء ويهدأ لهيبها لو كان الجو صيفاً، فيأتى عيد المسلمين فى كون مشرق جميل، أما يكفينا ذلك دليلاً على أن الإسلام هو الدين الحق « لتجد ردوداً هائله من المسلمين رفضاً لهذه الافكار واستخدام ظروف جوية للتحقير من دين الاخر. فقال لها البعض «كارثة مروعة مثل تسونامى حدثت لفقراء المسلمين فى إندونيسيا.. لا داعى لاستفزاز مشاعر الاقباط». بينما قالت لها الناشطة نوارة نجم « ولما رمضان بييجي في عز اغسطس وبنبقى حنرمي نفسنا من الشباك من العطش ولسانا متدلدل من الحر ده بيبقى غضب من ربنا يا ست خديجة؟». بل وتداول بعض النشطاء علي تويتر صورة نادرة للكعبة وحولها المياه من كل اتجاه وكتبوا تحتها «ما ردك علي ان الامطار أغرقت نصف الكعبة عام 1941»؟ ... حتي ان خديجة الشاطر تبرأت من تلك العبارة وقالت ان «هاكر» سرق حسابها صباح يوم نشرها!.
 
ومنذ وصول الإسلاميين للحكم ذاد اللعب بالورقة الطائفية والايقاع بين المسلمين والاقباط، ولكن من الملاحظ بل ومن الملاحظ جداً هو انه مع صعود الطائفية العلنية تتصاعد ايضاً الوحدة الوطنية في مصر. ولهذا نقول لهم استمروا في بث الكراهية واللعب علي وتر الدين بين المصريين فذلك اكبر وقود للوحدة الوطنية بينهم. فها دعاوي التكفير تحولت الي دعوات للحب والألفة بين المصريين مسلمين وأقباط، ولو استمر دعاة التطرف والتكفيريون في عملهم بنفس الاداء فربما بعد عام او عامين ينتهي الاحتقان الطائفي الي الابد
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter