الأقباط متحدون - المرشد يعتذر
أخر تحديث ٠٧:٠٩ | الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣ | ٥ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المرشد يعتذر

بقلم : مينا ملاك عازر
يا لتواضعه، يا لكرم أخلاقه، المرشد يتضع ويقدم الاعتذار ويتمنى أن الاعتذار يمحو أخطاء الجماعة إن كانت قد أخطأت، معقولة الجماعة تخطئ برضه ده كلام، يا دكتور بديع دي الجماعة مجموعة من الملائكة نازلة على الأرض تتمشى بين الناس تعمل خير، ما تقولشي عليهم إنهم ممكن يكونوا أخطأوا، أعوذ بالله، الجماعة تخطئ ده كلام يا راجل يا مؤمن، دي حتى لما بتقتل بيبقى قتل خطأ، يعني قتل غير مقصود، ولما بتعذب بيبقى فهم خطأ من المعذبين، هو بيبقى قصد أعضاءها إنهم يعملوا ماساج للمقبوض عليهم فبيفتكروه تعذيب، يعني إللي المفروض يعتذر المعذبين، الجماعة تخطئ مش مصدق، آه آه حضرتك بتقول إن كانت قد أخطأت، يعني حضرتك مش بتقول إنها إخطأت، آه كده مش تقولي أخطأت، الجماعة لا يمكن تخطئ، الجماعة تقتل قتل خطأ، وتعذب خطأ، وتحرق حرق خطأ، ويشتم أعضاءها معارضي الجماعة شتم خطأ، ويخَونوا معارضيهم تخوين خطأ، حتى لما الجماعة زورت زوورت خطأ، براءة يا جماعة.
الدكتور بديع يشك أن الجماعة قد تكون أخطأت، والشك يفسر في مصلحة المتهم، فبذلك الجماعة تكون بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لسنا محتاجين لاعتذار حضرة جناب الدكتور بديع، محتاجين بس تقنن الجماعة أوضاعها، وتعلن عن تمويلها، محتاجين تقديم من قتلوا الصحفي الحسيني ابو ضيف قتل خطأ، حتى ولو كان قتلاً خطأ لإن القتل الخطأ في القانون يُعاقب عليه، ولا ينفع فيه اعتذار، محتاجين أن تعيد الأصوات التي أخذتها بالزيت والسكر مستغلة حاجة الناس حتى تتبرء من ذنبها، حيال أولائك المُشترين بأموالها، لأن الاعتذار لا ينفع شيء في سرقة إرادة الشعوب، اعتذار حضرة جناب الدكتور وجماعته إن كانت أخطأت لا ينفع في سرقة الثورات والمتاجرة بدماء الشهداء، اعتذارك لا يلزمنا احتفظ به لنفسك، فما دمت لا تعترف أن الجماعة أخطأت وتتشكك وغير متأكد أنها أخطأت في حق مصر بتزوير استفتاء ووضع دستور عار لها ولشعبها، ولإرهاب معارضي الجماعة، وتشويه سمعاتهم، فاعتذاركم لا يلزمنا، تستطيع سحبه أواعتبار نفسك لم تقدمه. 
أما لو كنت تقدم الاعتذار للجيش الذي أخطأت في حقه بالإساءة لقياداته ولجنوده اللذين أمنوا استفتاء دستوركم الكارثي الذي صغتموه في ما وراء ستائر الليل، فقبول الجيش الاعتذرا أو التغاضي عن خطأكم في حقه شأن يخصه، وينزل تحت طائلة ترتيبات الصفقة المبرمة بينكم وبينه.
سيادة الدكتور لا تعتذر، ده إحنا المحتاجين أن نعتذر لنباتات مقركم الرئاسي، لأنني لم نبذل لحمايتها كل غالي ونفيث وتركناها عرضة للأذى، سامحنا يا دكتور لأننا أخطأنا في حقكم، ولم نضعكم في مكانكم الحقيقي، مكان كل مخالف للقانون وسارق للثورات وقاتل، وأخطأنا وتركنا رجُلاً منكم يجلس في سدة الحكم، سامحينا يا مصر، لكن أتمنى أن يكون أن الخطأ لا زالت الفرصة متاحة لمحوه، وزي ما بيقولوا الغلط مردود والفرصة موجودة لتأخذوا ما تستحقونه.
المختصر المفيد كل هذه محاولات لتجميل وجه قبيح قبل يوم الحساب الذي دنى فلا تلتفتوا لتلك الاعتذارات، ولتلك الخطب الناعمة المسمومة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter