الأقباط متحدون - حيثيات حكم وقف برنامج الحافظ: القناة تنشر الرذائل وصارت منبرا للتلاسن والسباب وإفساد أخلاقيات المجتمع عن سبق وإصرار
أخر تحديث ١٣:٤٧ | السبت ١٢ يناير ٢٠١٣ | ٤ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حيثيات حكم وقف برنامج "الحافظ": القناة تنشر الرذائل وصارت منبرا للتلاسن والسباب وإفساد أخلاقيات المجتمع عن سبق وإصرار

عبد الله بدر
عبد الله بدر

جاء في حيثيات حكم الدائرة السابعة للاستثمار بمحكمة القضاء الإداري، التي قضت اليوم بوقف بث برنامج "في الميزان" الذي يذاع على قناة الحافظ الفضائية الدينية لمدة ثلاثين يوماً، ومنع ظهور الإعلامي عاطف عبد الرشيد عبر وسائل الإعلام مدة الوقف، أن قناة الحافظ قامت تحت سمع وبصر كل الجهات ذات الاختصاص ببث حلقة من حلقات البرنامج تضمنت قيام المدعو عبدالله بدر بالتلفظ بألفاظ من شأنها نشر الرذيلة وليس محاربتها، حيث ظهر للمحكمة أن بدر شوه المادة الإعلامية التي يقدمها للجمهور بربطها دون داع بالتطاول على الآخرين والإساءة إليهم دون مقتضى، بل وادعى أنه يملك خزائن رحمة ربي، ويملك مفاتيح الجنة والنار، ما يعد خروجا على الرسالة الإعلامية بإيذاء المشاهدين بألفاظ نابية ومشاهد قبيحة تؤذي المشاعر. وثبت للمحكمة ارتكابه لهذه المخالفات يقينا بالحكم الصادر بحبسه في الجنحة رقم 7305/2012 جنح الزاوية الحمراء بجلسة 17 ديسمبر الماضي.

    عبدالله بدر خدش حياء الملايين وأفسد أخلاقهم واستغل القناة على أسوأ وجه.. والجهة الإدارية تتقاعس عن منع هذا الإسفاف

وأشارت المحكمة إلى أن قناة الحافظ لم تنكر أفعال عبدالله بدر، بل تمسكت بها في مذكرة دفاعها الأخيرة، وماقدمته من مستندات رفق هذه المذكرة، مصرة على نشر هذه الرذائل وعرضها على المحكمة، ومتمسكة بالإساءة للفنانة إلهام شاهين، ورميها بكل النقائص والاتهامات التي سبق لـ"بدر" أن اتهمها بها، مبررة كل ماقاله بأنه صحيح ويتفق مع أحكام الشرع وأحاديث الرسول، وبذلك يكون ما ارتكبه بدر من خلال القناة التي يشاهدها الملايين في مصر والعالم من التفوه بألفاظ نابية ونشر مشاهد مثيرة يعف اللسان عن ذكرها، مخالفا كافة القوانين والأعراف والنظام العام.

وتابعت المحكمة في حيثيات قرارها "حيث أن الألفاظ البذيئة التي خرجت من بدر جرحت مشاعر الملايين وخدشت حياءهم وأفسدت أخلاقهم، وصارت القناة منبرا للتلاسن والسباب دون انتقاء الألفاظ، وتم ذلك تحت سمع وبصر القائمين على القناة بل بموافقتهم والبحث عن المبررات والأسانيد لإثبات صحتها، بما ينبىء عن سوء نية القناة والقائمين عليها لنشر الفضائح والشائعات واتهام الناس باتهامات يندى لها الجبين وإفساد أخلاقيات المجتمع عن سبق وإصرار، خاصة أن بدر استغل القناة على أسوأ وجه وذلك في ظل صمت وتقاعس الجهة الإدارية عن منع هذا الأسفاف من طعن في الأعراض والتعرض للحياة الشخصية للناس، رغم أنها مفترض أنها قناة دينية تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الإعلامية وللشريعة الإسلامية التي من المفترض أن تسير على نهجها القناة.

    بدر يتلفظ بما ينشر الرذيلة بدلا من محاربتها.. ويدّعي أنه يملك مفاتيح الجنة والنار وخزائن رحمة ربي

وتابعت الحيثيات "ومن حيث أن المخالفات تمت إذاعتها على الملايين وهي مشاهد ولقطات ومساحات زمنية من البذاءات والألفاظ السوقية المتدنية، التي لا يجوز أن يكون مجال استعمالها على شاشات الفضائيات، فضلا عما بها من تطاول، فإنها تمثل اعتداء على السكينة العامة التي يتعين أن يتمتع بها المواطن وأسرته لدى مشاهدة البث التليفزيوني. وقد جاءت مخالفة القناة منتهكة لقرار مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية الصادر في 17 سبتمبر 2000 بالموافقة على ضوابط الموافقة على الأنشطة التي يسمح بمزاولتها داخل المنطقة ومنها البث الفضائي، فلم يلتزم القائمون على أمر القناة بميثاق الشرف الإعلامي كما لم تلتزم الموضوعية، وعمدت عن طريق مذيعا ودون معارضة وتحت سمع وبصر جميع الجهات الإدارية وملايين المشاهدين إلى نشر وقائع مشوهة مبتورة كما لم تراع أصول الحوار، ولم تلتزم القناة فيما تبثه بالقيم الدينية والأخلاقية.

وأكدت المحكمة أن الاستمرار في السماح بنشر هذه البذاءات سيؤدي إلى نشر الرذيلة مما يعصف بكيان الأسرة، ويؤثر سلبا على تربية الأطفال، مما يتوجب وقف بث القناة وحيث أنه قد تجاوزت المخالفات الثابتة في حق الجهة الإدارية حد إنذار القناة لإزالتها التي حدثت بالفعل جهارا نهارا بما لايرجى معه فائدة أو جدوى من الإنذار، كما تجاوز الأمر مطالبة القائمين على القناة بإزالة المخالفات الجسيمة.

وحيث أن المحكمة وهي تفصل في هذا النزاع وتقضي فيه بعين العدالة المعصوبة التي لا تنظر إلى أسماء الخصوم وصورهم بل تحاكم أقوالهم وأفعالهم ودستورها في ذلك شريعة الله وتفصل بين الخصوم بما يقضي به القانون ويحدها في ذلك الأخلاق والآداب العامة فكل ما يستحيي المرء من أن تراه أو تسمعه زوجاته وبناته هو في عرف المحكمة منكر يعاقب فاعله أيا كان صفته لا يمنعه من ذلك تمسحه بالدين أو ادعاء بدخوله في زمرة الدعاة، بل إن ذلك أدعى لتشديد العقاب، إذ لايجوز أن يأمر الداعية بالمعروف ويأتي بالمنكر أو يدعو للفضيلة ويفعل الرذيلة، فإنه يستحق ضعف ما على المؤمنين من العذاب، لأنه قدوة قد يهوى بسببه كثيرون إذا ضل.

وتعتبر المحكمة قضاءها هذا رسالة إلى القائمين على الإعلام أن يتقوا الله في المشاهدين ويكونوا أحرص في اختيار المواد التي تطل عليهم واختيار مقدمي البرامج والضيوف ممن يكونوا عفيفي اللسان حسني الخلق حفاظا على قيم المجتمع.

    التمسح بالدين أو ادعاء الدخول في زمرة الدعاة لا يحمي أي شخص من العقاب.. بل إنه بذلك يستحق ضعف ما على المؤمنين من العذاب

يذكر أن الدائرة السابعة للاستثمار بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار حسونة توفيق نائب رئيس مجلس الدولة، قضت اليوم بوقف بث برنامج "في الميزان" الذي يذاع على قناة الحافظ لمدة ثلاثين يوماً، ومنع ظهور الإعلامي عاطف عبد الرشيد عبر وسائل الإعلام مدة الوقف.

جاء ذلك الحكم في 4 دعاوى قضائية تطالب بغلق قناة الحافظ، بينهم دعوى للفنانة إلهام شاهين لسبها خلال برنامج "في الميزان" والذي يظهر من خلاله الشيخ عبد الله بدر على القناة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter