الأقباط متحدون - ختانك يا سيدنا
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | السبت ١٢ يناير ٢٠١٣ | ٤ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ختانك يا سيدنا

كتب : القمص أثناسيوس فهمى جورج
في اليوم الثامن لميلادك ، عندما تمت ثمانيه أيام علي ولادتك ، كان ختانك وسميت يسوع كما سماك الملاك قبل أن يحبل بك في البطن ... كذلك قمت من بين الأموات في اليوم الثامن لبداية الزمن الجديد ، لتعطينا الختان الروحي ، بمقتضي ما أمرت به رسلك الأطهار القديسين ، كي يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم ، ويمنحوهم الختان الروحي في المعمودية باسم الثالوث القدوس .

ختنت ثم أبطلت طقس الختان ، بعد ختانك أيها الختن الحقيقي ... أعطيتنا نعمة المعمودية كي لا نختتن حسب ناموس العتيقة ، بل ننضم ضمن شعب أهل بيت الله ورعيه القديسين ، بختم ضمانك وحمايتك وملكيتك لنا ، بين ورثة وأبناء الله المتبنين .
خضعت للناموس وأكملته من أجل التدبير ومن أجل السرور الموضوع أمامك ، فبدأت حياتك بسفك الدم في الختان وأكملته علي الصليب ، عندما سلمت الروح وقلت ( قد أكمل ) ، مبطلا بذبيحتك جميع الذبائح الدموية ... ذبيحتك التي أعلنتها أيضاً يوم ختانك ، أنها حقًا ذبيحة طاهرة ناطقة حية ورحانية غير دموية ، ذبيحة ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد .

أخذت صورة العبد صائرآ في شبه الناس ، بينما أنت يا يسوع المسيح ذو الأسم المخلص ، وهبتنا عهد ختان العهد الجديد ، ليكون ختان الروح لا الحرف ... ختان لا يحتاج إلي أي مدح أو حكم بشري ، لانه يعتمد علي الشهادة التي من فوق من عندك يا أبا الأنوار ... فبختانك أنتهي طقس الختان الي الأبد وذلك بدخول المعمودية التي كان الختان رمزآ لها ، وبسبب المعمودية لن نعود نمارس الختان فيما بعد ، لأننا عتقنا من ناموس الخطية والموت ، إذ ليس ختانه في المسيح يسوع بل خليقة جديدة.

ففي اليوم الثامن يوم التطهير ونوال ختم العهد والتأهيل للدخول في عضوية شعب الله ، وهو يوم الذبيحة والتقديس والتكريس ، أعطيتنا فيه الختان غير المصنوع بالأيادي ، بخلع جسم خطايا البشرية ، بفعل دمك الثمين الذي بروح أزلي يطهر من الأعمال الميته ... إنه يوم أول الأسبوع بعد أنقضاء سبعه أيام ، الذي صار لنا بداية جديدة بعد دورة الزمن ، بأنقضاء القديم وبداية عهد جديد ... وفي يومك الثامن هذا أيضاً قمت من بين الأموات وفيه ظهرت للتلاميذ في أحد توما ، وفيه أيضاً حل روحك القدوس علي التلاميذ ، ونحن أيضاً لن يمكننا أن نكون أطهارآ إلا بختان معموديتك - ( أما الحمل فروحي ، وأما السكين فعقلية وغير جسمية ) - حتي نبلغ يومك الثامن في مجيئك الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدآ .

بختانك يا سيدنا أخذت محلتنا لنأخذ نحن محلتك ، البار عوض الأشرار والقدوس بدلا عن الأثمة ... بختانك تممت البر وأطعت إلي كمال الوصية ، وفصلت بين عهد ختان الجسد بالناموس ، وبين عهد ختان القلب والحواس بالمعمودية والتقديس ، وتكريس الحياة بختم سيادي لا ينفك ، وبسمه ملوكية موسومة لا تنحل ولا تنمحي .

في يوم ختانك هذا أتخذت أسمآ - ( سمي يسوع ) - لتكشف لنا عن هويتك الحقيقية بأنك مخلص الجميع ومن يتكل عليك لا يأتي إلي الدينونة ... فلنأتي إليك يا سيدنا من أجل عهد ونذر ختاننا ، ولنختبر ونتعرف إليك من أسمك الذي أتخذته من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا ، فنذوق قوة أسمك الخلاصي العجيب والمملوء مجدآ ، وتتجمع فينا الحواس وننطق بكرامة أسمك الحلو المبارك الذي تمجد في أفواه قديسيك الأبرار سكان الأرض ..
فأسمك في كل شئ كريم ومبارك ... وهو طيب مسكوب يقدم له البخور في كل مكان وصعيدة طاهرة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter