محرر الأقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المرشد الروحي للمنظمة غير الحكومية Mediterranea Saving Humans المعنية بإنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، الكاهن الإيطالي ماتيا فيراري تطرق خلالها إلى الأنباء الحاكية عن فقدان عدد من الرجال والنساء الأفارقة الذين أوقفوا بطريقة اعتباطية في ليبيا، مشيرا أيضا إلى ما يتعرض له هؤلاء الأشخاص، الذين يحملون صرخة الأخوة، من تعذيب وانتهاكات جسيمة.
استهل الأب فيراري حديثه مشيرا إلى الحاجة لردة فعل إنسانية ومسيحية لأن حياة العديد من الأشخاص هي على المحك، أشخاص يتعرضون لسوء المعاملة، وهي مسألة تعنينا جميعاً ككائنات بشرية. وتوقف عند الأنباء الواردة من ليبيا والتي أشارت مؤخراً إلى حملة واسعة من الاعتقالات بحق المهاجرين، لافتا إلى أن الآلاف من هؤلاء الأشخاص اقتيدوا إلى أماكن مجهولة، ومن بينهم عدد من المسيحيين.
تابع الكاهن الإيطالي حديثه لموقعنا مشيرا إلى أننا نشهد اليوم تصعيدا تدريجيا في حالات العنف الممارس بحق اللاجئين، وهي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها عمليات التوقيف والترحيل الجماعية، بيد أن مستوى العنف الذي وصلنا إليه لا يمكن السكوت عنه إطلاقا. وتوقف عند قضية أسامة المصري، آمر الشرطة القضائية في ليبيا والمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية، لكونه أمر بقتل وتعذيب المهاجرين. وكان قد تم توقفه في إيطاليا، في الثاني والعشرين من كانون الثاني يناير الماضي قبل أن يُرحّل إلى بلاده وسط حملة واسعة من الانتقادات المحلية طالت الحكومة الإيطالية. عن هذا الموضوع قال الأب فيراري إن الأنباء الحاكية عن سوء معاملة المهاجرين وتعذيبهم في السجون الليبية هي معروفة لدينا منذ زمن طويل، مضيفا أنه رفع الصوت مراراً وتكراراً للتنديد بممارسات أسامة المصري ورجاله لاسيما ضد المسيحيين لأنهم يُضطهدون بسبب إيمانهم وحسب.
هذا ثم قال الأب ماتيا فيراري إن معظم المهاجرين الذين يُعتقلون في ليبيا تُفقد آثارهم، وكأن البلاد أصبحت "ثقباً أسود كبيراً" وسط وجود العديد من مراكز الاعتقال التي يمكن وصفها بالرهيبة. وأضاف أنه أحياناً يمكن الحصول على بعض المعلومات، بالتعاون مع الهيئات الدولية، من أجل التعرف على مصير المهاجرين المحتجزين في أوضاع وصفتها الأمم المتحدة بالمرعبة، خصوصا بعد أن تم اكتشاف مقبرة جماعية في صحراء الكفرة في ليبيا تحتوي على جثث يُعتقد أنها لمهاجرين، وقد نددت إحدى المنظمات غير الحكومية برفض السلطات الليبية التعاون مع الجهات الدولية من أجل التعرف على هويات الأشخاص والكشف عن مصير المفقودين.
وقال الكاهن الإيطالي بهذا الصدد إنه توجد في ليبيا مقابر جماعية، بالإضافة إلى ممارسات في التعذيب يصعب وصفها تُستخدم فيها أدوات وتقنيات تسبب آلاماً لا يمكن تصورها. وانتقد في هذا السياق صمت الجماعة الدولية حيال ما يجري، وسط نفاق الخيارات السياسية ولامبالاة الأشخاص. وقال: إننا ننسى أحياناً كثيرة أننا جميعاً مسؤولون عن أخوتنا وأخواتنا هؤلاء، وذلك بدافع الإنسانية والأخوة، لأن كل الأشياء مترابطة في هذا العالم ولا يستطيع أحد منا أن يعتبر نفسه غير معني بما يجري وبالأسباب التي تحمل الأشخاص على الهجرة بهذه الطريقة مجازفين بحياتهم.
ختاماً ذكّر الأب فيراري بأن القضاء الدولي لا يتعامل مع ما يجري في ليبيا، ولا يسعى إلى وضع حد لظاهرة الإفلات من العقاب بالنسبة لقادة الميليشيات الليبية، مشيرا إلى أن هؤلاء يشكلون "مافيا نافذة" تمكنت من التغلغل داخل الأجهزة الأمنية الرسمية. واعتبر أن معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة هما شرطان أساسيان للمصالحة.