رامي مخلوف
اللهم ارحم هؤلاء الشهداء، وصبِّر أهلهم، واشفِ الجرحى منهم باسمك الشافي يا الله.

مشاهد مرعبة ومجازر مروعة وذلٌّ ممنهج، ومقاطع مصورة يفتخرون بها، كيف يعذبون، وكيف يذبحون، وكيف يطلقون النار من الأقدام إلى الرأس، ثم فجأة يوقفون القتال لأداء صلاة المغرب والإفطار كونهم صائمين، ثم يستأنفون! فلا حول ولا قوة إلا بالله… عوائل بأكملها أُبيدت مع نسائها وأطفالها، حتى وصل العدد إلى ما يقارب 6,000 شهيد وأكثر من 13,000 جريح، وبعد كل هذا التعذيب والقتل، تُترك الجثث في الشوارع ويُمنع دفنها! (أليس إكرام الميت دفنه؟) وبعد كل هذه المشاهد المرعبة، رأينا الأفظع: بعض الشهداء الملقاة جثثهم في الشوارع، لكن سُرق منها الكثير من الأعضاء. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فمن لم يمت بالرصاص، مهدد بالموت جوعاً.

فماذا فعلتم بأهلنا يا ضابط الرابعة “دلّا”، مع رئيس الأمن العسكري، ومع بعض المدنيين حولكم؟ هل تاجرتم بدم أهلنا؟! ألم تتوقعوا بعد ما فعلتموه بعناصر الأمن أن تكون ردة الفعل عنيفة جداً؟! لماذا ورَّطتم هؤلاء المدنيين المساكين معكم واستغليتم حاجتهم للمال، كونهم فقدوا وظائفهم المدنية والعسكرية، وأوهمتموهم أنكم سيطرتم على المنطقة وتحتاجونهم لحراستها؟! أنتم قبضتم الأموال، ودفعتم أهلنا دماءً وذلّاً وجوعاً… كان لديكم جيش جرار كامل العدة والعتاد، من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وفرق كثيرة تعد بعشرات الآلاف، مع الطائرات والدبابات والذخائر، وتركتموها كلها وهربتم! فهل من المنطقي أن تستعيدوا وطناً خسرتموه مع بضعة مدنيين وقادة مجموعات محرَّكين من قبل “درويش"؟! ألم تكتفِ أيها الرئيس الهارب بما فعلته سابقاً من تدمير البلاد، وتقسيمها، وتدمير جيشها واقتصادها، وتجويع شعبها، وفوق كل ذلك هربت بأموال لو وُزِّعت على الشعب لما كان هناك جائع ولا فقير. وأتى اليوم حاشيتك بهذه الحركة الغبية ليقضوا على ما تبقى من الطائفة التي ضحت بأغلى ما عندها من شباب لكي لا تسقط الدولة. فكل دماء هؤلاء الشباب الأبرياء الذين سقطوا دماؤهم في رقبتكم جميعاً.

يا أهلنا في الساحل، أقسم بالله العلي العظيم أني حذَّرت الجميع من أي تحرك غبي قد يوصل الطائفة إلى الذبح والتنكيل. يا أهلنا وفلذات أكبادنا، نحن فداؤكم، ودماؤنا ترخص لكم. نشعر بمعاناتكم وألمكم وفقدانكم لأحبائكم بأبشع طرق القتل. لقد بذلنا جهداً كبيراً لوقف هذه المجازر بأي طريقة كانت.

والآن، وهو الأهم، أننا نعمل وبشكل جدي وعلى أعلى مستوى من التنسيق لإيجاد حلول جذرية تمنع تكرار هكذا أحداث، وتضمن الأمن والأمان لكل أهلنا في هذه المناطق، وتمنع كل هذه التجاوزات والانتهاكات. فادعوا لنا يا إخوتنا بالنجاح في مهمتنا، وأن نحقق الأمن والأمان لأهلنا (بإذن الله).

وسأسرُّ إليكم رؤيتي: بإذن الله، رأيت أنني بقوة الله سأعيد كل الأشخاص المدنيين والعسكريين الذين طُردوا من وظائفهم، وسيعودون بأمر الله معززين مكرمين سالمين غانمين بقوة رب العالمين. فأنا يا إخوتي عدت، والعود أحمد، لأكون خادمًا لكم بكل ما أعطاني الله من قوة ومال وعلم، والأيام سترينا دقة هذا الكلام (والله أعلم).